كشفت صحيفة "ديلي إكسبرس" البريطانية عن خطط لعالِم سوري متخصص في الأسلحة الكيميائية؛ لشنّ هجوم كيميائي على بلدتين بريطانيتين على الأقل بإيعاز من نظام الأسد؛ حيث تم الكشف عن هذا المخطط عن طريق الشرطة الألمانية في أحد مخيمات اللاجئين في ألمانيا.
وبالصدفة عثَرت الشرطة الألمانية على المخطط وأسماء المدن التي من المتوقع مهاجمتها؛ لكن الشخص المستهدف قد اختفى، وعلى الأرجح أنه قد دخل بريطانيا.
وبحسب الصحيفة؛ فقد ظهرت هذه التقارير بعد يوم واحد من تحذير وزير الأمن البريطاني "بن والاس"، بأن على بريطانيا أن تتحضر لهجوم شامل يوقع ضحايا كُثُراً، ومن ضمن هذا التحذير، هناك تحذير من هجمات بالأسلحة الكيميائية.. وبحسب الصحيفة فقد حذّر أيضاً مسؤول آخر بالقول: إن هجمات إرهابية بالأسلحة الكيماوية في بريطانيا هو قلق كبير لدى الحكومة.
وكشفت الشرطة الألمانية بالصدفة أثناء قيامها بالبحث عن سائق الشاحنة الذي قام في 12 ديسمبر 2016 بمهاجمة المتسوقين الألمان في برلين بشاحنته، وعثرت الشرطة أثناء بحثها في المخيم على وثيقة عليها أسماء مواد كيميائية، بالإضافة لاسم بلدتين بريطانيتين ولم تتمكن الشرطة من القبض على صاحب هذه الأوراق؛ حيث تعتقد السلطات أنه في بداية الثلاثينيات، وقد اختفى من المخيم، ويسود اعتقاد بأنه أصبح في بريطانيا حالياً.
وبحسب مصادر في الاستخبارات البريطانية قامت المخابرات الأمريكية بإنذار بريطانيا من تسلل عالم سوري مختص بالأسلحة الكيميائية بين اللاجئين السوريين. وأكدت هذه المصادر للصحيفة أن هذا الشخص تلقى تدريباته على استخدام الأسلحة الكيميائية على يد نظام الأسد وكانت المخابرات الأمريكية تراقبه عبر جواسيسها إلى لحظة مغادرته دمشق.
وتضيف الصحيفة أنه يجري عمل أمني بشكل مكثف في المدن المستهدفة للقبض على الشخص المذكور. ويُعتقد أنه قد سافر إلى دول أوروبية أكثر مما كان يعتقد. ورفضت السلطات الألمانية التعليق على هذه التحقيقات أو الخوض في تفاصيلها.
وتابعت الصحيفة بالقول: على الأغلب شارك هذا الشخص في هجوم الأسد الكيميائي على الغوطة الشرقية في 2013، وبحسب مصادر الصحيفة؛ فإن احتمال انتمائه لتنظيم داعش موجود؛ لكنه على الأرجح يعمل وفق أوامر بشار الأسد ضمن عملية "العلم المزيف" كما سَمّتها الصحيفة، وتعني بها هجمات التفجير التي تتم بواسطة مخابرات نظام الأسد، ويتم نسبها لتنظيم الدولة.
وتضيف الصحيفة "احتمالية أن أفعاله تجري برعاية مباشرة من قِبَل نظام الأسد هو "حقيقي جداً"، وهو ما حذّر محللون منه.
وقال كايل أورتن زميل باحث ومحلل في الشأن السوري في جمعية هنري جاكسون: "بالتأكيد إن إجراءات هذا العالم السوري يمكن أن تكون موجهة من قِبَل النظام".
وتابع: "منذ البداية، وكان هدف الأسد حشد الغرب كشريك ضمني على الأقل من خلال تحويل الصراع إلى ثنائي بينه وبين الإرهابيين الإسلاميين، وكان قد عمل على تمكين الجهاديين؛ بما في ذلك داعش لتحقيق ذلك".
ويضيف الباحث: "لقد نجح الأسد إلى حد كبير في تحويل الاهتمام الغربي بعيداً عن موقفه تجاه التركيز الضيق على مكافحة الإرهاب. لقد قسم أوروبا في هذا الشأن، وهو يعتقد -خطأ- أنه يمكن اعتباره جزءاً من الحل.
وأردف: "ومن شأن القيام بهجوم إرهابي ناجح على الأراضي البريطانية أن يعزز هذا الموقف".