أحمد مسعود.. منقذ "الاتحاد" عاشق منصات الذهب.. قصة عودته ووفاته

"كانوا معنا" تستضيف ابنه "عمر" للحديث عن والده
أحمد مسعود.. منقذ "الاتحاد" عاشق منصات الذهب.. قصة عودته ووفاته

غيّب الموت عن رمضان هذا العام رئيس نادي الاتحاد السعودي السابق أحمد عمر مسعود رجل الأعمال والإداري الناجح، بعد أن ترأس نادي الاتحاد لثلاث فترات، والأخيرة لم تكتمل؛ فقد وافته المنية بعد شهرين فقط من تسلمه الرئاسة، وأثناء معسكر لنادي الاتحاد بتركيا، ولذا لقّب بالرئيس الذهبي؛ لأنه كان الأكثر تحقيقاً للبطولات، حيث بلغت تسع بطولات رسمية.

وعن حياة أحمد مسعود في رمضان وعاداته تحدث ابنه نائب رئيس نادي الاتحاد الحالي عمر أحمد مسعود قائلاً لـ"سبق": "كان والدي -رحمه الله- حياته مبنية على قانون ومبدأ واحد وهو كتاب لله وسنة رسوله صلى الله عليه وسلم، كان هدفه الأساسي في الحياة العمل لصالح وزيادة رصيده عند رب العباد بكل حب وخصوصية، ولذلك لو تكلمنا عن عادته وهي تشمل حياته اليومية على مدار خمسة وسبعين عاماً نجدها لا تتغير فنحن كأبنائه نشأنا وهو ملتزم بجدول واحد.

عاداته الرمضانية

وبيّن "عمر" أن من عادات والده في شهر رمضان المبارك أنه كان يستيقظ يومياً ما بين الساعة الثالثة والثالثة والنصف فجراً؛ ليقوم الليل يقرأ القرآن ويصلي حتى صلاة الفجر، وبعد أن يصلي صلاة الفجر في جماعة المسجد، لا يمكن أن يصلي في المنزل إلا إذا حبسه عذر المرض فقط لا غير، فكان شخصاً حريصاً على تأدية كل صلواته في المسجد.

الأطباق الرمضانية

وزاد "عمر" أن والده كان لا يأكل البصل والثوم؛ لالتزامه بأداء صلواته الخمس في المسجد، وأصبحت خصلة متأصلة فيه، يحب شوربة الحب، الفول المبخر، والحلويات، يميل جداً إلى الحلويات أكثر من الموالح، مثل الكنافة بالموز، جبنية، كريم كراميل، والدخن بالتمر.

برنامجه المفضل

وبيّن "عمر" أن والده كان يحرص دائماً على الوضوء، فهو إنسان دائماً طاهر ويتوضأ بعد كل نقض وضوء، ويقرأ القرآن بشكل عام وسورة البقرة بشكل خاص، والاستحمام، مبيناً أن والده بشكل عام كان لا يتابع البرامج التلفزيونية في شهر رمضان إلا نادراً، والبرامج التي تلفت انتباهه في هذا الشهر برنامج أحمد شقيري، ورغم مشاغله فإن الأسرة محور حياته، يحرص على الإفطار يومياً مع العائلة، وأخذ الأحفاد في العصر إلى الكورنيش، وتوزيع بعض وجبات الإفطار معهم.

موقف لن ينساه

وكشف ابنه "عمر" موقفاً في رمضان وقع لولده حيث كان -رحمه لله- خارجاً من صلاة التراويح من مسجد الرحمة في التحلية، ومع الزحام تعثرت قدمه وأصيب في قدمه، وعندما رجع إلى البيت قال لنا: أنا متأثر جداً لأن حركتي أصبحت أصعب بسبب الإصابة في العبادة، ولكنني واثق بأن هذا الموقف فيه خير، وبعد إصرارنا عليه بأخذه إلى الطبيب؛ لأنه كان لا يحب الأطباء، وكان يقول إنه طبيب نفسه، وبعد الكشف عليه اتضح أن نسبة (اليورك أسد) لديه مرتفعة، ويجب أخذ الموضوع بجدية، وهنا وقف وشرح لنا أن كل ما يصيب المرء خير له، وأن الخير يكون أشكالاً، ومنها أن يكون الخير مبطناً بالشر، فهذا موقف لا أنساه في إيمانه أن كل ما يصيبنا خير. وهذا تعريف حسن الظن بالله.

الرياضة وعدم السهر

وأضاف ابن رئيس ناي الاتحاد الراحل أن والده -رحمه الله- كان يقوم بعد وجبة الإفطار، ببعض التمارين الرياضية، وبعد ذلك يستحم أو يغتسل، وهذه كانت من أبرز عاداته؛ فهو لا يبدأ يومه إلا وهو مغتسل ومتوضئ ومتطيب، مضيفا أن والده يمقت السهر، وحكمته أن السهر يبعدنا عن قيام الليل، ويؤخرنا عن صلاة الفجر، وحتى في شهر رمضان؛ فهو يلتزم بالنوم باكراً وقراءة القرآن وصلاة الضحى، بعدها يجلس ويقرأ سورة البقرة يومياً، ولا يخرج من بيته إلا وقد أتمّ قرأتها، وكان يوصينا دائماً بقراءة سورة البقرة، ويعلّمنا فوائدها، ويقرأ جزءاً يومياً موزعاً على اليوم كاملاً؛ وذلك لحرصه على ختم القرآن مرة شهرياً على الأقل، وحرصه أيضاً على صلاة الضحى لا يتركها أبداً.

دؤوب في عمله

وواصل قائلاً: والدي -رحمه الله- كان يذهب يومياً إلى عمله؛ فهو شخص لا يحب الاتكالية أبداً، نشيط، حريص، دقيق يتابع تفاصيل عمله ولا يترك شيئاً دون مراقبته، عمله كان لا ينحصر في مجال معين؛ فهو يتمتع بصفات التاجر، وميوله كانت في مجال العقار والمقاولات، يحب كل الأفكار الحديثة محب للتطور، روحه شابة، كان يحرص على الذهاب إلى معارض الشباب ويدعمهم.

عمل الخير

وزاد "عمر" أن والده شخص لا تفارقه الابتسامة والنية الخالصة قبل أي عمل خير، وهو من مؤسسي الجمعيات الخيرية؛ ومن أبرزها جمعية البر، ولا تقتصر أعماله في المؤسسات؛ فهو يبحث عن محتاجين، وكان دائماً يوصينا كأبنائه أن تمعّنوا فيمن حولكم؛ لأنكم ستجدون مئات الفرص لكسب الخير فيهم، وبأبسط الطرق. وكان أيضاً يهتم بأسرته كثيراً، ويهتم بأمور أهل بيته، وأبنائه، وعماله، فقد كان إنساناً معطاءً.

ويضيف: كان والدي يعشق التمور، دائماً تجده محاطاً بالتمور، وخاصة السكرية والبلح. وكان -رحمة لله عليه- يجمع نوى التمر ولا يرميه ويوصي بزراعته، كان لديه مشتل في منزله يقوم على رعايته، مبيناً أن من أجمل عاداته أنه يردّ على أهله لو تواصلوا معه، وحتى في الاجتماعات المهمة، كان يضع رنّة خاصة لأبنائه، ويضع هاتفه على الصامت، ويبلغ المجتمعين معه بذلك. فهو يردّ ويقول: لا أستطيع الحديث الآن هل ممكن أن يؤجّل هذا الاتصال؟ ويوصينا دائماً بألا نتجاهل أبداً أي اتصال من أفراد أسرتنا.

أسباب عودته لنادي الاتحاد

وكشف عمر أحمد مسعود أن سبب عودة والده -رحمه الله- سبق أن ذكره رفيق دربه المهندس حاتم باعشن بأنه بعد إحدى المباريات التي خسرها الاتحاد بنتيجة كبيرة في العام الماضي دار حديث طويل بينهما حول وضع النادي بعد أن بادر والدي بطرح الموضوع عليه، ومن هناك بدأت خطوات العودة التي كان منبعها حبه الصادق لكيان نادي الاتحاد الذي خدمه لاعباً وإدارياً ورئيساً، وساهم في تحقيق العديد من لإنجازات التي سجلت باسم الكيان الاتحادي.

أخبار قد تعجبك

No stories found.
صحيفة سبق الالكترونية
sabq.org