أتمّ مسنّ أسترالي حفظ القرآن الكريم على يد مبتعث لدرجة الدكتوراه بمقرأته في جامع عمر بن الخطاب بمنطقة الماريون جنوبي أستراليا.
وقال المواطن الأسترالي فادي عنكليس (66 عاماً) إنه هاجر من لبنان إلى أدليد - أستراليا في التسعينيات الميلادية، وتزوّج هناك من أسترالية ولديه أربع بنات، مضيفاً أنه "عند الوصول إلى أستراليا أدركت أنه يتوجب علي أن أحدد طريقي في بلد فيه الكثير من الفتن والحلال والحرام عنده على حد سواء، وكنت أدرك أنه لا يمكن للإنسان أن يسلك طريقين في وقت واحد: كفر وإيمان، أو صدق وكذب".
وأضاف: "أدركت أن التمسك بالقرآن وحفظه هو الذي ينجيني وعائلتي من هذه الفتن، وبعد أن حددت الهدف، وهو حفظ القرآن الذي كان حلمي القديم منذ الصغر، اصطدمت بعقبة: كيف أحفظ القرآن خاصة وأن لي تجارب ومحاولات كثيرة في حفظ القرآن منذ أكثر من عشر سنوات، لكن كلها باءت بالفشل! إلى أن التقيت بـ"سامي الشمراني" في جامع عمر بن الخطاب، وعلمت أن هناك في الجامع مقرأة يقوم عليها الشيخ سامي، والشيخ حسن القحطاني، ففرحت لهذا الأمر".
وأردف: "تم تسجيلي في المقرأة، ومازلت أتذكر جيداً دروس الشيخ سامي عن القرآن وفضائل القرآن، وبين لنا أنا سنسير على طريقة الشيخ موسى الجاروشة، وشرح لنا منهج الشيخ موسى، وكيفية التغلب على العقبات، وكانت هذه الأمور دافعاً لي في الحفظ والتغلب على العقبات والفتن التي تواجهنا هنا في أستراليا، إلى أن من الله علي بالحفظ".
من جهته، قال سامي الشمراني لـ"سبق"؛ إنه عضو هيئة التدريس بالجامعة الإسلامية بالمدينة المنورة، ومبتعث على درجة الدكتوراه بأستراليا، مضيفاً: "منَّ الله علينا في مدينة أدليد بولاية جنوب أستراليا، بأن يسّر لنا المقرأة القرآنية التي أُنشئت قبل ثلاثة أعوام، والتحق بها الكثير من المسلمين على اختلاف ألسنتهم وألوانهم، وبفضل الله أتمَّ بعض الإخوة في هذه المقرأة حفظ القرآن الكريم".
وأضاف: "المنهج في المقرأة قائم على منهج فضيلة الشيخ موسى الجاروشة، شيخ المقرأة القرآنية الثانية بمدينة جدة، والشيخ علَم من أعلام هذه الأمة، أجرى الله الخير على يديه، وارتبط اسمه بالقرآن، وفضله بلغ القاصي والداني، عَلّم الناس القرآن عبر منهج فريد ومبتكر".
وأردف: "من فضل الله تعالى على هذه المقرأة أن المنتسبين إليها لهم تمايز وجهود في مدينة أدليد الأسترالية، فتعرُّفهم على بعض في المساجد إلى جانب سَبْقهم على الصلاة وحضور حلقات الذِّكر، كما يظهر حرصهم في الدعوة إلى الله ونشر هذا الدين العظيم".
وأضاف: "منهم من يُقيم البرامج الدعوية المصرّحة في الجامعات بهدف دعوة غير المسلمين، والبعض يهتم بإخوانه المسلمين الجدد، والبعض يتعاهد إخوته بالزيارة والكلمة الطيبة، وغير ذلك من الأمور والجهود التي يحرص عليها من ينتسب إلى هذه المقرأة".
واستطرد: "من النماذج الفريدة في المقرأة بمدينة أدليد العم فادي عنكليس الذي ناصف العقد السادس من عمره، ولم يكن يحفظ القرآن من قبل، التحق بالمقرأة قبل سنة ونصف تقريباً وبدأ مستعيناً بالله وقوته، ماضياً نحو حلمه وهدفه، وصبر وصابر حتى منَّ الله عليه بكلامه وصدق الله إذ يقول: (والذين جاهدوا فينا لنهدينهم سبلنا وإن الله لمع المحسنين)".
واختتم قائلاً: "الجهد والعمل في مقرأة جامع عمر بن الخطاب بالماريون مشترك، ولا يقوم على شخص واحد، بل على أشخاص سَخّروا أنفسهم لخدمة إخوانهم راجين الأجر والمثوبة من الله تعالى"، موجهاً شكره للدكتور حسن القحطاني وزميله فهد الدوسري، على جزيل ما قدماه في هذه المقرأة، سائلاً الله سبحانه أن يجعلهم من أهل القرآن، وأن يجعله حجةً لهم لا عليهم، وصلى الله وسلم على نبينا محمد القائل (خيركم من تعلم القرآن وعلمه)، والحمد لله رب العالمين.