التقطت "سبق" نموذجاً من نماذج الكفاح وقوة الإرادة التي لم تستسلم للإعاقة التي استسلم لها الكثير من بعض أبناء المجتمع؛ حيث تَغَلّب راجح أحمد علي الحربي على كل الظروف التي عجز غيره عن مجابهتها برغم إصابته بالفشل الكلوي وإعاقته حركياً بسبب تعرضة لحادث مروري وأصبح كالمشلول على كرسي متحرك لا يقوى على الحركة بدونه؛ لكنه واصَلَ تغلبه على تلك الظروف المرضية؛ حتى تخرّج مساعد طبيب أسنان وتدرج في عدد من المناصب التي لا يزال يشغل إحداها بـ"صحة القنفذة" برغم استمرار الإعاقة.
المولد والمنشأ
ولد في قرية صغيرة تسمى القشلة عام 1401 بمركز خميس حرب بمحافظة القنفذة، ودرس الابتدائي والمتوسطة بمدرسة أبي إٔمامة الباهلي بجمعة ربيعة التابعة لمحايل عسير، وأكمل الثانوي بمدرسة أبي جعفر المنصور بجمعة ربيعة، والتحق بالكلية الصحية بأبها في تخصص مساعد طبيب أسنان وتخرج عام 1425.
تاريخ الإعاقة
وأوضح "الحربي" أن بداياته مع الإعاقة كانت عندما أصيب بالفشل الكلوي بعد حصوله على المرحلة الثانوية، أعقبها تعرضه لحادث مروري أقعده على عربة متحركة، وقال إنه كان يحلم بالالتحاق بالخدمة العسكرية بعد المرحلة الثانوية؛ ولكن الأقدار حوّلته إلى مسار آخر.
العمل الحالي
أوضح أنة يعمل الآن بالعلاقات العامة والإعلام الصحي بـ"صحة القنفذة" ومحرراً صحفياً بأحد الصحف الإلكترونية، وناشطاً بوسائل التواصل الاجتماعي لنشر الابتسامة الإيجابية وسفير المجتمع بـ"صحة القنفذة"؛ حيث التحق بوزارة الصحة في "صحة الرياض" في 17/ 1/ 1426، وعَمِلَ مساعد طبيب أسنان لمدة سنة، وتم نقله إلى "صحة القنفذة"، وعَمِلَ أميناً لمستودع الأسنان، ثم كُلّف بالعمل مساعداً لإدارة طب الأسنان، وعَمِلَ مديراً إدارياً لمركز طب الأسنان بالقنفذة.
مشاركات ومنجزات
وشارك في تأسيس مركز طب الأسنان بالقنفذة، وقدم عدة دورات لفريق مركز طب الأسنان في فن التعامل مع الآخرين، ويُعتبر متحدثاً باسم مرضى الفشل الكلوي بمركز الأمير سلطان لأمراض الكلى بالقنفذة، وعضواً بعدد من الفِرَق التطوعية بمختلف أنشطتها المجتمعية، وحاصلاً على دورات تحليل أنماط الشخصية والتعامل مع الآخرين وفن التحرير الصحفي وأساليب دعوة غير المسلم للإسلام، وعدد من الدورات في مجال تخصصه الصحي.
طموح وأمانٍ
وقال "الحربي": إن طموحه لن ينتهي عند هذا الحد بإذن الله، وإنه عازم على مواصلة تغلبه على الإعاقة والتفاني في عمله لتحقيق أعلى معايير الجودة والتميز؛ لكنه يتمنى أن يجد مَن يساعده على علاج حالته الصحية لأنها ليست من الحالات الميؤوس من علاجها، وكذلك تمنى أن يجد له متبرعاً بكليته، وأن يرزقه الله بزوجة صالحة تُعينه على تدبر أموره.
