أكاديمي: أدباء العالم العربي عاجزون عن رسم بسمة على وجه طفل!

أكد في ندوة "مكامن الإبداع" بالشارقة أن تعليم الأطفال التفكير بإبداع أصبح حاجة ملحة
أكاديمي: أدباء العالم العربي عاجزون عن رسم بسمة على وجه طفل!

أقيمت ندوة "مكامن الإبداع" في مهرجان الشارقة القرائي للطفل يوم أمس، شارك فيها الرسام الأمريكي جون بورغمان، ومؤلف أدب الأطفال البريطاني آندي سيد، والدكتور محمد المسعودي أستاذ علم النفس المدرسي ومدير الشؤون الثقافية بالملحقية الثقافية في الإمارات.
 
وقال الدكتور "المسعودي" في ورقته: "إذا كان إعداد الأطفال لمواجهة المتغيرات المتسارعة في العالم هو أحد أهم تحديات التربية، فإن تعليمهم التفكير بإبداع يصبح حاجة ملحة، فلقد كشفت الكثير من الدراسات النفسية أن الطفل يولد ولديه ميل فطري واستعداد طبيعي للتعلم والاكتشاف والتحقق والاستقصاء والبحث والتساؤل والتخمين، وبيئة الطفل المتمثلة في البيت أو الروضة هي أول ما يشكل الحس والذوق الفني لديه، فقد تكون بيئة إيجابية مساعدة تعمل على الكشف عن قدراته الإبداعية وتنميتها، وقد تكون سلبية تتجاهل هذه الطاقات وتستنفدها في غير محلها".

وأضاف أن أدب الطفل يشكل، كما تشير الدراسات التربوية الحديثة، حجر الأساس في خلق بيئة الطفل السوية، باعتباره دافعًا أساسيًا نحو التفكير ومحركًا رئيسياً للإبداع، ولما له من تأثير خلاق على لغة الأطفال ونمط تفكيرهم وسماتهم النفسية والشخصية؛ لذا فإنه من الأهمية بمكان أن يتعرض الطفل منذ نعومة أظفاره، للنماذج الأدبية المختلفة، أو مصادر الإبداع المتنوعة، بدايةً من برامج الأطفال الترفيهية والأغنيات التعليمية الموجهة التي تتميز ببساطة اللغة وثرائها، مرورًا بالمجلات المصورة أو المعتمدة على الرسومات والمواضيع المحببة للأطفال، وأخيرًا عن طريق سماع القصة أو الأنشودة من الوالدين أو المعلمين، وكذلك إضفاء روح الدعابة على حياة الأطفال من خلال تذوق وإنتاج المناسب والمحبب من الأنشطة الإبداعية، مثل: الرسم والتصوير والغناء والتصميم والتمثيل وغير ذلك من الهوايات المختلفة التي تمكن من اكتشاف الفروق الفردية والذكاءات المتعددة بين الأطفال، لتقوية نقاط الضعف لديهم، والعمل على توجيه الاستعدادات المتاحة إلى أقصى حدودها الممكنة.

وعن معوقات أدب الطفل وبث الإبداع وروح الفكاهة من خلاله للأطفال، ذكر "المسعودي" أن "روح الدعابة والخيال مفتقدة في أدب الطفل في عالمنا العربي، فالكتابة للطفل أزمة حقيقية، لما يواجهه مؤلفو ومنتجو أدب الأطفال من تحديات عظيمة بخصوص المحتوى المناسب وتطلعات طفل اليوم، وطبيعة بيئته، إضافة إلى التطور التكنولوجي الحاصل في عالم الطفل، والأزمة الحقيقية في نظره تكمن في طريقة العرض وصناعة ميديا الطفل أو وسائط التكنولوجيا التي باتت في يد أطفال اليوم عبر الهواتف الذكية والتابلت وغير ذلك، لدينا العديد من الكتابات الجادة، ولكنها لا تخرج من رفوف المكتبات إلى المجال الأعمق المحبب في نفوس أطفال عصر التكنولوجيا والإنترنت!".

وأضاف "المسعودي": "ينبغي الإشارة إلى بعض التحديات الأخرى التي ترتبط بأدب الطفل المراد عرضه وتوظيفه، ومنها مراعاة طبيعة المحتوى ومناسبته لعمر الطفل وطبيعة مجتمعه وظروفه الاجتماعية والإنسانية، وكذلك عند الترجمة من مؤلفات أجنبية وثقافات مختلفة قد لا تتناسب مع مفاهيمنا، والترجمة أحياناً تضعف النص كثيراً".

واختتم "المسعودي" ورقته مؤكداً أن "كتاّب الأدب عربياً بعيدون عن الشهرة، والدليل أن قنوات الأطفال ليست طموحاً للشباب، ودخلهم المادي ضعيف جداً، ورأس المال كذلك ضعيف جداً لدى دور النشر، ولم يعد الاهتماما كالسابق عندما كان أدب الطفل وقصصه تمثل "رأس مال" مثل دور نشر المكتبة الخضراء ١٩٨٤م، ومجلة ماجد ١٩٧٩ الوحيدة التي تقدم المفيد، وبروح إبداعية" حولها الإماراتيون إلى قناة تلفزيوينة للأطفال، مختتماً حديثه بأن كتاب الأدب في العالم العربي يرسمون الصور والأخيلة لكنهم للأسف لايستطيعون رسم بسمة على وجه طفل !.

أخبار قد تعجبك

No stories found.
صحيفة سبق الالكترونية
sabq.org