أنت موظف حكومي.. يا حظك!

أنت موظف حكومي.. يا حظك!

أنت موظف حكومي.. يا حظك.. لماذا؟! لأن بعض الموظفين المتقاعسين استغلوا الأمان الوظيفي؛ ما أشاع في الوسط الاجتماعي أن الموظف الحكومي ينعم بوظيفته رغم تهاونه؛ فالأنظمة لا تطوله بفصله في حالة إهماله وغيابه وضَعْف إنجازه. وتتفاقم الحالات التي يندى لها الجبين من سلوكيات تلك الفئة، التي لا تولي العمل قيمة؛ ما ينجم عن ذلك السلوك تعطيل فاضح وواضح لمصالح الناس. وفي الجانب الآخر يتفاوت تقييم المديرين للموظفين؛ فالبعض - ومع الأسف الشديد - يزف عبارات الشكر والتقدير، ويهيئ فرص الدورات، ويمنح الحوافز للموظفين الذين يجيدون التملق والتودد بأساليب قميئة، كعبارات الإطراء والثناء، وتقديم الهدايا و.. لتؤدي إلى تضخم الأنا لدى المديرين الذين يطربون بالمجاملة.. كل تلك العوامل تُسبِّب خلق فجوة وجفوة بين الموظفين؛ إذ ينظر المجيدون بمرارة إلى قرارات مديرهم دون قدرتهم على تحريك ساكن، فيما يعبث المهملون ويردحون بردهات وغرف الإدارة طولاً وعرضًا، ولديهم الثقة فيما يقرره مديرهم! كل ذلك يؤدي إلى ضَعْف الإنجاز، وعدم التمكن من تحقيق الرضا للمستفيدين من المواطنين؛ ما ينعكس سلبًا على المصلحة العامة. وفي المقابل، نلحظ الموظف في القطاع الخاص يوصم بالجدية في إنجاز العمل، والحرص على الدوام من بدايته حتى نهايته.. لماذا؟ لأن هناك متابعة دقيقة وتقييمًا مستمرًا، وفي حالة التراخي يسهل الاستغناء عنه، والبحث عن البديل المناسب؛ ليحقق أهداف المؤسسة، ويسرِّع أعمالها. وحين يدرك المدير - أي مدير - أن الضعف والخمول في إدارته ينسحب اللوم عليه بصفته المسؤول المباشر. وهنا يتحتم عليه اتخاذ الإجراء الإداري السليم؛ كي يدفع بعجلة العمل نحو النجاح. الإدارة الناجحة هي التي تنظر بمنظار العدل، وتقيس بمقياس الأمانة دون تغليب العواطف. وفي المقابل، الإدارة الفاشلة تعطي مساحة واسعة للوصوليين والمتسلقين الذين يجيدون القفز والرقص فوق الحبال.

من الجوانب المؤلمة أن يهمش بعض المديرين الموظفين المخلصين، ويحصرونهم في الزوايا الضيقة دون منحهم الترقيات، فيما تسرح وتمرح وتستأسد الفئة الخاملة.. والآن بعد أن صدرت موافقة مجلس الشورى على تعديلات في نظام الخدمة المدنية بإعطاء الجهات الحكومية الحق في قرار فصل الموظف الذي لا حاجة له، والموظف الحاصل على درجة الأداء الوظيفي غير المُرضي ثلاث مرات متتالية.. فإن هذه القرارات في حالة الشروع في تنفيذها ستدفع بالموظفين والمديرين إلى العمل الجاد؛ إذ لا يمكن لأي إدارة أن تحقق النجاح بموظفين متسلقين، هاجسهم تضييع الوقت، وتكديس الملفات، وتقديم العطايا للمديرين؛ كي يغضوا الطرف عنهم. القرارات الصائبة تعيد التوازن، وتحقق العدل.. ومن الضرورة أن يشارك المستفيد في التقييم؛ لأنه سيكون صادقًا بمقدار إنجاز الموظف وبُعده عن التسويف. هنا لا يستطيع المدير تغليب عواطفه على حساب المصلحة العامة. وفي الوقت نفسه سيدرك الموظف أن الإخلاص في العمل وجديته هما صمام الأمان الوظيفي له.

أخبار قد تعجبك

No stories found.
صحيفة سبق الالكترونية
sabq.org