إذا بُــــــــلــيــتم فاستتروا..!

إذا بُــــــــلــيــتم فاستتروا..!

يخونك التعبير لحظات فتتراجع؛ فيقبلك الناس، أو المقربون، أو الأهل والأصدقاء.. ولا بأس في ذلك إن لم تتجاوز الحدود، وتتحدث بالمنطق والمعقول..!

ولكن أن تظهر على الإعلام، وتتفوه بكلام كبير وخطير، يهدد أمن الوطن بأكمله، ويكون حديثك مثار سخرية العالم، وتتجاوز أصداؤه الصحف العالمية، ويكتب عنها مَن يكتب، ويتناولها القاصي والداني، ونكون حديث القنوات الفضائية، وتتراجع عشرات الشركات عن المجيء إليك، وعن الاستثمار عندك.. فذلك – والله - لن يُغفر لك، ولن يُقبل عذرك..!

بُليت المملكة العربية السعودية مؤخرًا بنوعية من المسؤولين، لا يهمهم سوى الانتقاص من المواطن، بل خلق المعضلات والحواجز التي تعيق التقدُّم والازدهار لأبناء المنطقة وفتيانها وشبابها وشاباتها.. فمن منطق (الدلع) إلى عدم الإنتاجية إلى الإفلاس، مرورًا بعدم الثقة، وعدم الجدية والإخلاص.. كل هذا يظهر من بعض المسؤولين في أحاديثهم عن البلد وأبناء البلد.. فبأي منطق يتحدث هؤلاء؟ وبأي منطق يكونون مسؤولين، هدفهم الأول والأخير زيادة الوعي وزراعة الإيجابية؛ وبالتالي دفع عجلة التنمية إلى الأمام، والمشاركة الفعّالة في البناء والنهضة، وتحقيق الطموحات والآمال لهذا الوطن..؟

بأي حق يظهر مسؤول عبر الفضاء؛ ليعلن أننا على وشك الإفلاس؟ وبأي حق يظهر مسؤول، ويعلن أننا شعب غير منتج، وأن إنتاج الموظف السعودي ساعة واحدة في اليوم فقط..؟

أليس من الأدب أن تكون النصيحة بيننا، وأن نستر عيوب بعضنا إن وُجدت، وتكون الطرق السليمة أجدى وأنفع وأجدر.. بل إن دورك أيها المسؤول هو إيجاد الحلول لبعض السلوكيات وأوجه القصور، ووضع البرامج الكفيلة بحلها، وليس الظهور إعلاميًّا، ونشر الغسيل أمام القاصي والداني..!

عجبي لمن يريد الإصلاح (شفويًّا) فقط، لكنه في الحقيقة أراد الهدم.. وعجبي؛ كيف يكون ويستمر على كرسي المسؤولية؟! ومن حق المجتمع أن يطالبه بالتنحي، وأن يوجَد من هو الأكفأ منه؛ فنحن نمر بمرحلة انتقالية عصيبة، مرحلة تتطلع فيها الأمة إلى الالتفاف حول بعضها من جراء الاعتداءات المغرضة، التي يحيكها الأعداء في الشرق والغرب.. والواجب أن نكون يدًا واحدة، نستر عيوب بعض، ونتعاضد؛ لتكون شوكتنا أقوى، وأيدينا متماسكة قوية.

نحن نمر بمرحلة انتقالية، انطلقت بإعلان الرؤية 2030 وبرنامج التحول الوطني 2020؛ لذا أليس من المنطق والمفروض أن من يكون على الهيكل التنفيذي أناس ومسؤولون، يدركون ما هي أهمية هذه المرحلة، ويعلمون النقاط والمراحل كافة التي ستمرُّ بها هذه الرؤية وهذا البرنامج؟

كيف نفلس والدولة تقوم على ركائز اقتصادية متينة منذ عشرات السنين؟ وهل عشرة مليارات هي بدلات الموظفين ستجعل من الدولة مفلسة إن لم نقتطعها؟!..

فعلاً، إذا بُـــليتم فاستتروا..!

أخبار قد تعجبك

No stories found.
صحيفة سبق الالكترونية
sabq.org