إعاقة يقهرها الطموح .. قصة متلازمة "أحمد" من لفظ الشفقة إلى حصد الفرصة

ساعدته جمعية "النجاح" بجدة .. يقول: لم أتوقف عن السعي نحو أحلامي وأهدافي
إعاقة يقهرها الطموح .. قصة متلازمة "أحمد" من لفظ الشفقة إلى حصد الفرصة

الإعاقة مجرد كلمة يمكن قهرها بالطموح، بهذه الكلمات بدأ شاب سعودي من فئة "متلازمة داون" رواية قصة نجاحه وتحوله الى شخص منتج وفعال في المجتمع بدخوله إلى سوق العمل.

وبيّن الشاب أحمد إبراهيم مقدم، الذي قدّر الله له أن يكون من مصابي متلازمة داون، وهو خلل جيني يسبّب إعاقة ذهنية وجسدية تصاحب المصاب مدى حياته، أنه انخرط في عدة دورات بمساعدة جمعية متلازمة النجاح، ولم يستسلم حتى نجح في الالتحاق بعمل، وهو ما سوف يساعده على تحقيق الاستقلالية الذاتية والاندماج الاجتماعي.

وأضاف: "العزيمة والاصرار هما أهم الصفات التي لا بد أن يتحلى بها المعاق"، مشيراً إلى أن هذه الصفات تسهم في تعزيز ثقة الشخص بنفسه وتجعله يمارس حياته مثل الأشخاص الأسوياء، وقال: "رغم مرضي لم أتوقف عن السعي نحو أحلامي وأهدافي"، وتابع: "نحن لا نحتاج إلى شفقة، بل نحتاج فقط إلى فرصة".

ويعد الشاب "أحمد"، أول حصاد لجمعية "متلازمة النجاح" بجدة، التي أُسست العام الماضي، بهدف رعاية هذه الفئة ممّن هم فوق السادسة عشرة من العمر، من خلال التوعية والترفيه والتدريب والتوظيف.

من جهته، قال المدير التنفيذي لجمعية متلازمة النجاح، فيصل محمد الشامي؛ إن تأهيل أحمد وتوظيفه يأتيان ضمن رسالة الجمعية في دمج وتمكين ذوي "متلازمة داون" بالمجتمع، وإبراز إمكاناتهم ليصبحوا أعضاء فاعلين ومنتجين، مبيناً أن الجمعية وضعت إستراتيجية تهدف إلى تحقيق إنجاز نوعي على مستوى الخدمات المقدمة لهذه الشريحة تتماشى وتراعي طبيعة الحالة الصحية لهؤلاء الأبناء.

وأوضح "الشامي"؛ أن مبررات التدريب والتوظيف لدى الجمعية، تقوم على فلسفة تقبُّل الفرد المعاق كإنسان له حقوق وحاجات إنسانية وسياسية واجتماعية، من خلال تحقيق الكفاية الاقتصادية عن طريق العمل والاشتغال بمهنة، وهو ما يتطلب دعماً كبيراً من المجتمع، مبيناً أن ذوي متلازمة داون يمتازون بأن لهم طاقة وقدرات ينبغي اغتنامها والحرص عليها.

يُشار إلى أن جمعية متلازمة النجاح، تعتبر الوحيدة والأولى في مدينة جدة المتخصّصة في رعاية هذه الفئة، وبحسب ديباجة تأسيسها فقد جاءت لسد الفراغ والحاجة إلى كيان اجتماعي يهتم بفتيان وفتيات الداون، ممّن هم فوق 16 سنة، الذين لا يجدون أيّ جهات ترعاهم بعد تخرجهم في المراكز التأهيلية التي تستقبل كحد أقصى البنين حتى عمر 16 سنة والبنات حتى عمر 18 سنة.

أخبار قد تعجبك

No stories found.
صحيفة سبق الالكترونية
sabq.org