"إنجازات الملالي العسكرية".. طائرة لا تطير وقرد لم يعد وخدعة اسمها "كرار"!

أسلحة مزورة بعضها بلاستيك وفايبر زجاجي و"بروباجندا".. والروس يسخرون
"إنجازات الملالي العسكرية".. طائرة لا تطير وقرد لم يعد وخدعة اسمها "كرار"!
تم النشر في

تواصل الماكينة الإعلامية الإيرانية منذ فترة طويلة كشفها عن اختراعات عسكرية وإنجازات "غير مسبوقة" في مجال التصنيع والتسليح والطيران العسكري، وهو الأمر الذي دفع "سبق" إلى البحث عن حقيقة هذه الإنجازات ومدى واقعيتها على الأرض، في ظل غياب المعلومة الحقيقية وطغيان المعلومات المزيفة من قبل نظام طهران.

الروس يسخرون

ففي التاسع من الشهر الحالي، أعلن القائد العام للجيش الإيراني اللواء عطالله صالحي، أن بلاده صنعت نموذجاً أفضل من منظومة صواريخ "إس 300" الروسية الصنع المضادة للطائرات والصواريخ؛ وذلك وفقاً لوكالة "تسنيم" الإيرانية، ورد، حينها، الخبراء الروس بتشكيك كبير حول قدرة إيران على محاولة تقليد أو تصنيع منظومة صاروخية شبيهة بالأنظمة الروسية، كما سخروا من التجارب الإيرانية، مؤكدين أن هذه النماذج ستكون ذات تقنيات محدودة، ولن تقارن بالسلاح الروسي، مهما حاولت إيران تطويرها.

إلكتروبصرية!

وفي الثاني عشر من الشهر الحالي، أعلنت إيران إنتاجها دبابة "كرار"، وهي من إنتاج إيراني وبمنظومة إلكتروبصرية، واعتبر، حينها، وزير الدفاع الإيراني حسين دهقان، أن الدبابة الإيرانية الصنع تمثل رمزاً للإبداع الوطني، ومن أكثر الدبابات تطوراً في العالم.

إنها مجرد خدعة

لكن الحقيقة هي مخالفة تماماً لهذه التصريحات؛ حيث بحثت "سبق" عن أسرار هذه الدبابة الغريبة في موقع popular mechanics المختص بكل الاختراعات والصناعات العسكرية والمدنية، والذي أفرد تقريراً مهنياً عن دبابة "كرار" والخصائص الخيالية التي يسوقها النظام الإيراني؛ حيث يقول، في بداية التقرير الذي طالعته "سبق": "لقد أعلنت إيران إنتاج دبابة كرار، وهي في الحقيقة تصميم قديم من الدبابات الروسية، وربما قد تكون شبيهة بالدبابات الغربية قديمة الطراز، وبالأصح هي عبارة عن درع متحرك"، وتابع التقرير: "على الرغم من الضجيج الإيراني إلا أنها في الحقيقة لن يكون لها خط إنتاج؛ لأنها في الواقع ليست لها وجود، إنها مجرد خدعة، وهي درع من طراز روسي قديم".

سعر التفاوض

ويضيف التقرير: "إنها شبيهة بدبابة تي 72 القديمة الروسية الصنع، والتي تمتلك إيران أكثر من 400 دبابة منها، ولقد كانت تفاوض إيران روسيا العام الماضي لشراء دبابات روسية حديثة الطراز، لكنها فشلت في المفاوضات، وربما هذه الدبابة محاولة لخفض سعر التفاوض في المرة المقبلة".

وزاد: "لقد أظهر فيديو الدبابة الذي نُشر على "روسيا اليوم" 30 ثانية من غير أسلحة ليزر ولا صواريخ موجهة، وكانت الكاميرا تصوّر الدبابة عن بُعد، فملامح الدبابة وأجهزة الليزر بدت أنها عتيقة، وتحمل ملامح الثمانينيات".

أسلحة مزورة!

واختتم التقرير: "هذه ليست المرة الأولى التي يعلن النظام في إيران صناعة أسلحة مزورة وغير حقيقية، لقد شاهدنا مقاتلة الشبح قاهر التي لا تطير، كما شاهدنا كيف لوّن النظام الإيراني براميل الزيت، وصوّرها على أنها صواريخ أرض جو، كما أنها قد أعلنت عن خطط كبيرة لبناء سفن نووية!".

طائرة لا تطير

وبالفعل هذه الاختراعات ليست الخدع الأولى التي سوقها النظام، فقد سوّق قصة الطائرة الشبح، والتي تستعرض "سبق" قصتها بالتفصيل: "ففي عام 2013 وتحديداً في ذكرى الثورة الإيرانية أعلنت إيران اختراع طائرة شبحية متقدمة تستطيع تفادي الرادارات، حينها، قالت وسائل الإعلام الإيرانية إنها فخر الصناعة العسكرية الوطنية، وسوف تضاف إلى سجل الصناعة الإيرانية العسكرية، وقال عنها الرئيس الإيراني، آنذاك، أحمدي نجاد، إنها "سوف تحتل القمم العلمية"؛ إلا أن المشكلة وفقاً للعديد من خبراء الطيران أن الطائرة ببساطة لا تستطيع الطيران!".

للحفل ومن بلاستيك!

ووسط بث تلفزيوني واسع من جانب وسائل الإعلام الإيرانية تم الكشف عن الطائرة "قاهر 313"؛ لكن الحقيقة أن هذه الطائرة يبدو أنها كانت مصممة لحضور حفل الافتتاح فقط وليس الطيران، فالطائرة مليئة بالعيوب، فضلاً عن مواصفات لا تجعلها طائرة قادرة على الطيران، وأرجع الخبراء رأيهم هذا إلى عدة أسباب منها قمرة القيادة الصغيرة جداً بحيث بالكاد تتسع لطيار متوسط الحجم بجانب حجم الطائرة الصغير أصلاً، فإنها لا تستطيع حمل المعدات اللازمة لتجعلها تطير، فضلاً عن جعلها طائرة شبحية أو حتى تستطيع حمل رادار أو إلكترونيات الطيران أو أجهزة التشويش الرقمي أو أجهزة مقاومة الحرارة، بالإضافة إلى افتقارها لفوهة المحرك أو أي نوع من المسامير، أو آثارها في هيكل الطائرة؛ مما يرجح أنها مصنّعة من البلاستيك.

هكذا حلّقت!

ولم تكتفِ الدعاية الإيرانية بنشر صورة الطائرة داخل المعرض فقط؛ لكن قامت بنشر صورة للطائرة وهي تحلّق فوق منطقة جليدية، لكن تم كشف زيف هذه الصورة، أيضاً؛ حيث تبين أن الصورة الأصلية لمنطقة جليدية فارغة، ثم عدّلت عن طريق إضفاء بعض المؤثرات ثم لصق هيكل الطائرة على الصورة المعدلة وهكذا حلّقت الطائرة عالياً!!

"كوكر" في طهران!

وفي نوفمبر 2012، نشرت الصحافة الإيرانية صورة لنوع جديد من الطائرات بدون طيار صاحبة الهبوط والإقلاع العمودي، وسميت "كوكر 1"؛ لكن يبدو أن عملية إثبات وجود سلاح حقيقي بحوزة الجيش أو الحرس الثوري الإيراني أمر أكثر تعقيداً مما كانت تتخيله وسائل الإعلام الإيرانية، ويستلزم وجود أدلة أقوى من مجرد صورة معدلة بالفوتوشوب؛ فصورة الطائرة المنشورة تمّ الكشف عنها وهي في الحقيقة في الأصل صورة لطائرة بدون طيار التقطت في جامعة شيبا في اليابان؛ حيث تم تعديلها ووضع اسم "كوكر 1" عليها، ونشرت على العديد من المواقع الإخبارية الإيرانية.

القرد الذي طار ولم يعد!

وفي بدايات عام 2013، سيطر هاجس الرعب على المنطقة من أن تطور إيران قدراتها الفضائية واستخدامها في إطارات عسكرية، والتي أدت بشكل مطرد إلى قلق من جدوى العقوبات الاقتصادية المفروضة على إيران، خصوصاً بعد أن أعلنت إيران عودة القرد الذي تم إطلاقه في مركبة فضائية؛ حيث أرسل القرد؛ من أجل إجراء بعض البحوث الفضائية.

لكن تلاشى هذا الخوف مع التدقيق في صورة القرد التي ادّعت وسائل الإعلام الإيرانية عودته من الفضاء؛ حيث ظهر هذا القرد مختلفاً عن القرد الذي تم تصويره قبل عملية الإقلاع، فالقرد المزعوم عودته كانت فروته خفيفة اللون، بالإضافة إلى وجود شامة حمراء أعلى عينه اليمنى، هذا بعكس القرد صاحب الفروة الداكنة الذي صوّر قبل عملية الإقلاع، والذي لا يمتلك أي شامة على وجهه، بالإضافة إلى اختلاف ملامح القردين كلياً، ويتوقع أن القرد الأول قد مات بسكتة قلبية قبل هبوط الصاروخ إلى الأرض، أو أن العملية لم تسر جيداً خلال مراحلها، مما أدى إلى موته.

حينها حاولت السلطات الإيرانية تدارك المشكلة على لسان مدير مشروع المسبارات الفضائية الإيراني، محمد إبراهيمي، والذي قال إن الصورة للقرد التي ظهرت قبل عملية الإقلاع هي صورة أرشيفية، وسط تشكك من صحة هذا الكلام من قبل وسائل الإعلام الغربية، وقال البروفيسير في علوم الفضاء جامس ماكدويل للأسوشياتد برس: "إن صورة القرد ذي الفروة الداكنة هي صورة لقرد حاولت إيران إرساله للفضاء في عام 2011، لكن ببساطة عملية الإقلاع فشلت ومات القرد!".

"البروباجندا"

وفي مايو 2014 وخلال معرض الصناعات العسكرية التابع لقوات الجوفضائية التابعة للحرس الثوري الإيراني في طهران، تم عرض نموذجين من طائرة RQ- 170 أمام المرشد الأعلى للثورة الإيرانية آية الله خامنئي هذه الطائرة التي تم نسخها عن طريق تكنولوجيا الهندسة العكسية، بعد أن تمكّنت قوات الحرس الثوري الإيراني في ديسمبر 2011 من السيطرة على طائرة أمريكية من دون طيار من طراز أر كيو 170؛ إثر اختراقها الأجواء الإيرانية، ومن ثم قامت بنسخها في وقت لاحق، وكالعادة ظهر لاحقاً أن الطائرة المعروضة هي مجرد هيكل طائرة مصنع من الفايبر الزجاجي الرخيص صمم للبروباجندا ليس أكثر، وبالتالي هي لا تطير.

عشوائية تم تجاوزها!

ما هو أكيد حتى الآن، الترسانة الإيرانية من الصورايخ الباليستية، وهي طويلة المدى، وتصل إلى بُعد يتجاوز 2000 كيلومتر؛ لكن توصف بالغباء؛ فهي غير دقيقة في إصابة الأهداف، ولا تحسم معركة، ولا تحقق نصراً؛ فهي صورايخ للتدمير العشوائي الذي تجاوزته كل الدول المتصدرة في صناعة السلاح منذ الخمسينيات.

أخبار قد تعجبك

No stories found.
صحيفة سبق الالكترونية
sabq.org