ارتفاع الأسعار في الإجازة..!!

ارتفاع الأسعار في الإجازة..!!

في تصوري، إن الإجازة الدراسية كل عام تكون سببًا في معاناة العديد من الأسر لدينا؛ ما يشكل عليها عبئًا اقتصاديًّا فيما يتعلق بالسفر والسياحة وحضور المهرجانات سنويًّا في بعض الدول المجاورة، وحتى البعيدة، كخيار اضطراري "فترة الصيف"، وذلك بتقبل قائد السفينة ومعيلها مبدأ التغيير والاستمتاع بقضاء هذه الإجازة مع الأبناء من كل عام، فضلاً عن تقيد العديد منهم - أي الأهل - بربط إجازاتهم العملية بعطلة المدارس؛ ما يربك بدوره سير العمل في أماكن وظائفهم ومقار عملهم بشقيها الخاص والعام، وتأثير ذلك على المجتمع والمراجعين من حولهم..!!

لذا فالواجب على المهتمين تحليل مثل هذه الظاهرة السنوية المتكررة، ومدى تأثيرها على المستوى الاقتصادي لميزانية الأسر السعودية الصغيرة، وكذلك فيما يتعلق بربط إجازات الموظفين بها لتزامنها معًا على صعيد المناسبات والأفراح.. فالكل بات مرتبطًا بالإجازة الدراسية الصيفية، فضلاً عن مستوى فهم الطلبة والطالبات لاحقًا بداية كل عام دراسي جديد وما درسوه سابقًا.. بمعنى أنه لا بد من التفكير في جدوى الطريقة المتبعة الحالية في تحديد العطل المدرسية بشكلها الراهن، ومدى جدواها على طريقة تقبُّل الطلبة والطالبات للدراسة..!!

وعليه، أقترح أن تكون العطلة أربعة أشهر طوال سير العام الدراسي مقسمة على أربع مراحل؛ فتكون بمنزلة شهر واحد عطلة بعد شهرين متتالين من الدراسة، على أن تكون بداية العام الدراسي القادم 1439هـ في الخامس من شهر محرم حتى الخامس من ربيع الأول، ومن ثم تبدأ إجازة لمدة شهر، تنتهي في الخامس من ربيع الآخر؛ لتبدأ العودة فيه للدراسة حتى نهاية جمادى الآخر، ثم تكون إجازة لمدة شهر حتى الخامس من شهر رجب؛ لتبدأ بعده الدراسة مجددًا شهرين حتى يوم خمسة من شهر رمضان الكريم الذي فيه تعطل المدارس شهرًا، ويعود الطلبة ومنسوبو التعليم بعد الخامس من شهر شوال للدراسة شهرين حتى الخامس من ذي الحجة، وتكون من خلاله إجازة لمدة شهر، ثم يبدأ العام الدراسي الجديد مع بداية يوم الخامس من شهر محرم للسنة الجديدة 1440هـ.. وهكذا!!

هنا يتضح لنا أن الدراسة ستنقسم إلى أربعة فصول على مدار 12 شهرًا في العام، كل فصل ثلاثة أشهر (شهران دراسة وشهر واحد إجازة)؛ ما يعنى بدوره أن طريقة الناس في اختيار إجازاتهم ستختلف عما كانت عليه من قبل في عملية ربطها بالدراسة، فمثلاً بعض العائلات قد تختار شهر ربيع الأول للسفر وفقًا لرؤيتها وظروفها، ومنها من سيكون شهر جمادى الآخرة هو المناسب لها، والبعض الآخر سيكون رمضان المبارك أفضل الشهور الذي يمكن فيه قضاء الإجازة برفقة العائلة، وكذلك شهر ذي الحجة من هذه الأسر من سيفضله للسفر بأبنائه.. وبالتالي ستكون ثمة خيارات متنوعة متاحة؛ فالعديد من العائلات السعودية بالتأكيد لن يقضوا إجازاتهم في وقت واحد؛ ما يسهم بدوره في انخفاض مستوى الصرف على السكن والطيران والسوق، وغيرها من مقومات السياحة داخليًّا وخارجيًّا..!!

الأمر الآخر أن الطالب حينما يتعود على هذا النظام المقترح (شهران دراسة وشهر إجازة) سيكون بمقدوره حفظ المنهج وعدم نسيانه؛ لمحدودية الزمن بين الدراسة والعطلة، علاوة على تغيير العديد من المفاهيم بالنسبة لمجتمعنا من حيث ربط إقامة المناسبات والأفراح بالعطلة الصيفية وحسب؛ ما يسبب بدوره ازدحامًا وربكة في الحجوزات، وارتفاعًا وغلاء في الأسعار من كل النواحي..!!

أخبار قد تعجبك

No stories found.
صحيفة سبق الالكترونية
sabq.org