كشف استشاري العناية المركزة والأمراض المعدية الدكتور عوض العمري أن ٣٠ ٪ من معدل إشغال العنايات المركزة هم ضحايا الحوادث المرورية، معتبرًا هذا العدد رقمًا ضخمًا جدًا وغير طبيعي لأن جزءًا كبيرًا من هؤلاء المرضى ينتهي بإصابات جسيمة تحتاج إلى تأهيل طويل الأجل وهذا يُكلف الأسرة والدولة فواتير ضخمة مؤكدًا أن المشكلة لا تقف عند هذا الحد بل تتجاوز إلى ما بعد الإصابة من عجز وأمراض نفسية وعدم توفر مراكز تأهيل.
وقال العمري: "حسب الأرقام الرسمية تبلغ معدل الوفيات في حوادث الطرق في السعودية 17 شخصًا يوميًا، كما بلغ عدد المصابين أكثر من 68 ألفًا سنويًا وللأسف تفوقنا عالميًا حيث إن السعودية تحتل المركز الأول عالميًا في عدد حوادث الطرق ووصل ضحايا الحوادث في السعودية أكثر من 86 ألف شخص خلال عقدي زمن وهو رقم ضخم تجاوز ضحايا حروب كبيرة في مناطق متعددة من العالم".
وأكد: "وتشير الأرقام الرسمية إلى أن العدد في ازدياد ومن المتوقع أن تصل عام 2019 إلى 9600 شخص في العام وفي جانب آخر أظهرت إحصائية قام بها الهلال الأحمر السعودي أن اجمالي المصابين في الحوادث من عام ١٤٣٢-١٤٣٦ قد بلغ نحو ١٢٦ ألف مصاب منهم ٧١ ألفًا (٥٧ ٪) بإصابات بالرأس و ٥٥ ألفًا (٤٣ ٪) بإصابات بالعمود الفقري بمعدل ٧١ إصابة يوميًا بالرأس والعمود الفقري".
وأشار: "من ناحية طبية يُشكل مصابو الحوادث بالمملكة العربية السعودية نحو ٣٠ ٪ من معدل إشغال العنايات المركزة وهذا رقم ضخم جدًا وغير طبيعي لأن جزءًا كبيرًا من هؤلاء المرضى ينتهي بإصابات جسيمة تحتاج إلى تأهيل طويل الأجل ولن أتحدث عن مشاكل التوعية والحزم المروري فقد سبقني مئات الكتاب والمثقفين ولكني سوف أتحدث عن الكارثة الطبية الناتجة من هذا الإخفاق الكبير".
واستطرد: "والاهتمام الطبي بمرضى الإصابات جيد جدًا في غالبية مستشفيات المملكة وبخاصة المستشفيات الكبرى على الرغم من صعوبة التحويل ومشاكل أهلية العلاج لكن يجب أن نركز على مشاكل ما بعد العلاج الأولى منها العلاج التأهيلي الشامل الذي تفتقر له ٩٩ ٪ من مستشفيات المملكة ولا يوجد لدينا كمركز متكامل للتأهيل الشامل سوى ثلاثة مراكز في مدينة الرياض ومركز خاص في مدينة جدة".
وبيّن: "ومن الصعوبة بمكان استيعابها للعدد الهائل من المرضى وكلما طالت المدة بالمصاب فالمستشفى قلّت فرصة تأهيله وتعرضه لعددٍ من النكسات منها تقرحات الفراش لصعوبة الحركة وضعف الجانب التمريضي وتيبس الأطراف وصعوبة التأهيل والآثار النفسية الكبرى على المريض حيث يستسلم للعجز والمرض وزيادة التكلفة المادية وفواتير تصل بالملايين وخسارة لأسرة يحتاج إليها الكثير من المرضى واحتمالية تعرض المريض إلى نكسات والتهابات جرثومية نتيجة وجوده بالمستشفيات لفترات طويلة".
واختتم: "في خضم هذه المشكلة الوطنية الكبرى نحتاج إلى حلول سريعة في المنع والتقليل من هذه الحوادث ومن ثم التعامل مع مصابيها ومن البديهي العمل على إنشاء مراكز تأهيل شاملة في جميع مناطق المملكة لاستيعاب هذا العدد الضخم من ضحايا الحوادث المرورية وإعادة تأهيلهم لكي يصبحوا أفرادًا فاعلين بالمجتمع وليس من المعقول إغفال هذا الجانب لأن الوطن يخسر يوميًا عشرات الكفاءات بسبب هذه الآفة المرورية وبسبب إهمالنا لتأهيل ضحايا هذه المأساة".