

قدم كاتبان صحفيان اليوم، مقترحين لفكرتين تصلحان للمناقشة والتطبيق، في الأولى قدم كاتب روشتة من خمس خطوات لتطوير أداء مطارات المملكة، دون الحاجة إلى أموال الدولة، بهدف الوصول بالمطارات إلى قائمة أفضل 20 حول العالم، وفي الثانية تقترح كاتبة على البنوك والجامعات، تأسيس برامج قروض ميسرة للتعليم، لمساعدة الطلاب المتميزين وغير القادرين على إتمام تعليمهم، ثم السداد بعد التخرج والعمل، وذلك بالتقسيط المريح.
ملاحظة محمد بن سلمان
وفي مقاله: "حان الوقت كي تحلق مطاراتنا بنفسها" بصحيفة "الرياض"، يرصد الكاتب الصحفي فهد عامر الأحمدي، مجموعة من الأسباب والعوامل التي تؤدي إلى انهيار حال المطارات بالمملكة بعد فترة من إنشائها وتشغيلها، رغم الإنفاق الهائل على البنية التحتية بها، يبدأ الأحمدي من حديث الأمير محمد بن سلمان، ولي ولي العهد النائب الثاني لرئيس مجلس الوزراء وزير الدفاع، ويقول الكاتب: "حين سأله الزميل داود (الشريان) عن أسباب تراجع صناعة الطيران لدينا، أشار دون تردد إلى غياب الرؤية والاستراتيجية (بل وأشاد بالصعود السريع للطيران الإماراتي والقطري الأمر الذي كنا نتحرج نحن من التصريح فيه علناً)..
الطيران صناعة تدر الملايين
ويوضح الأحمدي الدوافع القوية للاهتمام بالمطارات، وعائداتها الاقتصادية والمالية، ويقول: "السفر الجوي أصبح اليوم صناعة قائمة بذاتها تدر الملايين على الشركات والمطارات والدول التي ترعاها.. تمتعك بأجواء مفتوحة، واستقطابك للخطوط الدولية يعني مداخيل مالية ينفقها المسافرون والسياح والطائرات التي تتوقف في المطار (ناهيك عن فرصة توظيف الآلاف من أهل البلد).. أصبح هناك تنافس محموم بين مطارات العالم على استقطاب المسافرين ورحلات الترانزيت والفوز بلقب أفضل مطار في العالم (الذي يتنافس عليه غالباً شانغي السنغافوري، وإنتشون الكوري، وحمد القطري، وهانيدا الياباني، وميونخ الألماني)..
حال مطاراتنا
ثم يرصد الكاتب حال مطاراتنا أو البنية التحتية لهذه الصناعة ويقول: "حين تقارن مطاراتنا المحلية بالمطارات الدولية تلاحظ فوارق تتفاقم بمرور الزمن (خصوصاً في عصر أصبح فيه السفر متاحاً للجميع). فمطاراتنا بنيت بمجهود حكومي ولم تعتمد كثيراً على مفهوم الربحية والتنافسية. ولهذا السبب تبدأ حياتها بمظهر رائع ومشرف (كونها بنيت غالباً من خلال مناقصات دولية) ثم تنتكس بسرعة لضعف الصيانة والخدمات وعملها بأسلوب القطاع العام. مطاراتنا الكبيرة تـثبت أننا قادرون على شراء أفضل المواصفات العالمية ولكننا عاجزون عن تطويرها وتسويقها كنقاط ترانزيت عالمية - فتتراجع حتى تدخل قوائم أسوأ المطارات في العالم.. خذ كمثال مطار جدة الذي فـاز كثيرًا بجائزة أسوأ مطار في العالم، في حين عجز مطارا الملك خالد في الرياض والملك فهد في الدمام عن منافسة مطارات خليجية صغيرة (كانت حتى وقت قريب مجرد هناغر من الصفيح)".
خمس خطوات للعالمية
ويقدم الأحمدي روشتة من خمس خطوات، لتطوير أداء المطارات والمنافسة على العالمية، ويقول: "أعتقد شخصياً؛ أنه حتى في حال سلمت مطاراتنا للقطاع الخاص لن تنجح ما لم نعتمد سياسة الأجواء المفتوحة ونستقطب شركات الطيران العالمية للعمل من خلالها.. ستصبح مثل مطار الملك فهد في الدمام الذي يتمتع بإمكانيات ورحابة المطارات العالمية، ولكنه للأسف شبه فارغ لعزوف الشركات الأجنبية عن الهبوط فيه - وأتوقع أن يشهد مطار جدة الغامض نفس المصير ما لم نعتمد أولاً سياسة الأجواء المفتوحة..
باختصار تطوير مطاراتنا يتطلب:
* تخصيصها وعـملها على أساس الربحية بحيث تصبح أحد روافد اقتصادنا الوطني (بدل أن تصرف عليها الدولة).
* اعتماد سياسة الأجواء المفتوحة وتشجيع شركات الطيران الدولية على استعمالها كمحطات عمل وترانزيت (بدون ذلك ستبقى مباني جميلة تعمل بأقل من إمكانياتها الحقيقية).
* زيادة مداخيلها والتوسع في خدماتها من خلال تضمينها مجمعات تسويق ومطاعم وترفيه (وفنادق داخلية) تجذب حتى أهل البلد لزيارتها.
* ربطها بوسائل نقل خاصة بهـا، وإنشاء صالات داخل المدن لإنهاء إجراءات السفر وتسليم الحقائب قبل ساعات من الرحلة (ناهيك عن اعتمادها بشكل كامل على التعاملات الإلكترونية وإجراءات الرقم الموحد).
* وأخيرًا إنشاء هيئة مستقلة (غير حكومية) تراقـب أداءها بحيث لا تنزل أبـداً عن قائمة أفضل عشرين مطاراً في العالم بحلول 2020".
قروض التعليم
وإذا كان الأحمدي قد انطلق في مقترحه من رؤية أحد القادة في المملكة، فإن الكاتبة الصحفية عزيزة المانع، تنطلق من شكوى وافد، وذلك في مقالها: "اقتراح للبنوك والجامعات الأهلية" بصحيفة "عكاظ"، حيث تروي قصة طالب فلسطيني يعيش بالمملكة، ورغم أنه متفوق دراسيًا، لكنه لا يستطيع استكمال دراسة الطب، بسبب ارتفاع رسوم الجامعات الأهلية، تقول المانع: "كم هو مؤلم أن ترى ابنك متفوقاً في دراسته، ترفرف من حوله خيالاته الطموحة لبلوغ غاية عليا يرنو إليها، لكنك عاجز عن تدبير نفقة تعليمه".
طالب الطب الفلسطيني
جهاد غنام أب لشاب يدرس في السنة التحضيرية في إحدى كليات الطب الأهلية في جدة، جهاد فلسطيني الجنسية لذلك فإن ابنه، رغم حصوله على درجات عليا في المرحلة الثانوية تؤهله للالتحاق بالجامعات الحكومية، إلا أنه لم يتمكن من ذلك لأنه غير سعودي.. الابن متميز في دراسته ويطمح إلى دراسة الطب، فألحقه والده بكلية طب أهلية، رغم أن رسومها مكلفة جدا بالنسبة لدخله، لكنه تمكن من تدبير رسوم العام الدراسي وسددها كاملة. وبتوفيق الله حصل الابن على معدل تراكمي 5/5 فقدمت له الكلية تخفيضًا في الرسوم يبلغ 40%، لكن الأب رغم ذلك، يجد نفسه عاجزًا عن الاستمرار في تسديد رسوم دراسة ابنه، وقد كتب إليّ يستنجد بالمقتدرين ماديًا، من السابقين إلى فعل الخيرات أن يعينوا ابنه على إكمال دراسته .. وغني عن القول، إن دعم مثل هذا الطالب المتميز ومساعدته على مواصلة دراسته، فيه دعم للنمو المعرفي والتقدم العلمي في مجال من أهم مجالات الخدمة الإنسانية، كما أن التخلي عنه خسارة للمعرفة العلمية".
البنوك والجامعات الأهلية
وتقدم المانع فكرتها قائلة: "هنا أتوجه باقتراح إلى جهتين قادرتين على معاونة الطلاب المتميزين في الدراسة، ممن تعيقهم ظروفهم المالية الضيقة عن تحقيق طموحاتهم العلمية ومواصلة دراستهم في برامج علمية تنفع البشرية .. هاتان الجهتان أعني بهما: البنوك والجامعات أو الكليات الأهلية، وذلك بأن تعملا على إيجاد برامج إقراضية للدراسة، خاصة بالطلاب المتميزين، كما هو معمول به في كثير من دول العالم، حيث يقدم البنك أو الجامعة، قرضاً دراسيًا للطالب المتميز يتيح له فرصة إكمال دراسته، ثم بعد أن يتخرج ويعمل، يسدد للجهة التي أقرضته ما عليه من دين بالتقسيط المريح .. إن مثل هذا البرنامج سيحل مشكلات كثير من الطلاب والطالبات الذين أحياناً تتعثر دراستهم العليا بسبب العائق المادي، وفي الوقت نفسه هو من التسهيلات المقدمة للشباب التي يعود نفعها على المجتمع كله وليس على الطلاب وحدهم".