الإثارة في دومة الجندل.. مفاجأة بطولة الدبابات وقصة نشأة البحيرة العملاقة

على ضفافها مسجد عمر بن الخطاب وقصر مارد التاريخي والجبال تحتضنها
الإثارة في دومة الجندل.. مفاجأة بطولة الدبابات وقصة نشأة البحيرة العملاقة
تم النشر في

 فوجئ مغرّدو "تويتر" بوسم "#ابحر_شمالا" الذي يدعو لزيارة شمال السعودية، وتحديداً محافظة دومة الجندل بمنطقة الجوف؛ بينما كانوا يعتقدون أن الوسم دعوة للبحر الأحمر أو الخليج العربي؛ حيث يأتي هذا الوسم كشعار لبطولة المملكة للدبابات البحرية ببحيرة دومة الجندل، التي تنظمها بلدية المحافظة بالتعاون مع اتحاد الرياضات البحرية السعودي، وتنطلق يوم الأربعاء القادم الموافق التاسع من صفر وحتى الحادي عشر.

 

وركّزت دعوة القائمين على البطولة على قضاء الإجازة القادمة في منتصف الفصل الدراسي الأول في الاستمتاع بالبطولة والاستجمام بالبحيرة التي وصفها موقع السياحة السعودية التابع لهيئة السياحة والتراث الوطني بـ"البحيرة الطبيعية الأكبر في الشرق الأوسط"، وهي عبارة عن مسطح مائي صناعي مساحته مليون متر مربع، مخصص لتجمع المياه الفائضة عن ري الأراضي الزراعية؛ ولذلك فمياهه نظيفة إلا أنها مالحة، ويبلغ عمق البحيرة في المنتصف حوالى 15م، وتتفرد بموقعها الجميل كبحيرة في وسط الصحراء؛ حيث اتخذت متنزهاً للأهالي وزوار المنطقة.

 

وتقع البحيرة على مساحة كبيرة جداً على ضفاف مسجد عمر بن الخطاب وقصر مارد التاريخي، وتَحَفّها الجبال من عدة نواحٍ، كما يشرف عليها من الجهة الغربية نخيل دومة الجندل، والبحيرة هي نتاج لفائض مياه الري، وقد أكد الجيولوجيون أن دومة الجندل من أغنى مناطق العالم بالمياه.

 

وعن نشأة البحيرة التي بلغ عمرها 30 عاماً، ومساحتها تفوق مليون متر مربع؛ أوضح مدير إدارة الري بدومة الجندل أسامة عطالله البادي، أن دومة الجندل اشتُهرت قديماً بكثرة عيون المياه المتدفقة على السطح طبيعياً، وكثرة الآبار اليدوية، وكانت المزارع تسقى من هذه العيون والآبار بالطرق التقليدية بواسطة قنوات ترابية على نظام الري التقليدي القديم، وعندما يقوم كل مزارع بسقيا مزرعته من تلك العيون والآبار تتدفق المياه هدراً من تلك العيون إلى المناطق المنخفضة المنتشرة في الجهة الشرقية من الواحة؛ حيث تَكَوّنت المستنقعات وتجمعت المياه في منطقة السبخة، وأصبحت مصدراً للأوبئة وتكاثر الحشرات، إضافة إلى تأثيرها السلبي على خصائص التربة وصعوبة حركة المزارعين من كثرة المستنقعات، وانحسار الرقعة الزراعية الصالحة للزراعة.

 

ويضيف "البادي" أنه من هنا وفي عام 1405هـ، بدأت وزارة الزراعة في إنشاء مشروع الري والصرف بدومة الجندل؛ للتحكم في عملية استخراج وتوزيع المياه على المزارعين، وتنظيم عملية الري أو مياه الأمطار والسيول، وقد تم حفر 18 بئراً ارتوازياً بعمق 450 متراً موزّعة على معظم أجزاء الواحة، وتم ربط هذه الآبار بشبكة ري حديثة يبلغ طولها 81 كم، يوجد عليها عدد 115 نقطة ري رئيسية، وعدد 345 نقطة ري فرعية موزعة على معظم أجزاء الواحة، وهي التي يستفيد منها المزارعون لسقيا مزارعهم.

 

وأشار إلى أنه عند تصميم أي مشروع ري زراعي؛ لا بد من تصميم نظام للصرف الزراعي للحفاظ على خواص التربة من خلال عمليات الغسيل لطبقة التربة الزراعية أثناء عمليات الري وكذلك تصريف المياه الزائدة عن حاجات المزروعات.

 

وقال: "تم تصميم شبكة صرف زراعي يبلغ مجموع أطوالها 106كم داخل المزارع مدفونة على أعماق تتراوح من 1 متر إلى 2 متر، تقوم بنقل المياه الزائدة عن حاجة المزروعات وكذلك مياه الأمطار والسيول إلى أنابيب رئيسية مدفونة أيضاً تحت الأرض خارج المزارع، وتنتهي هذه الأنابيب بقنوات صرف زراعي مكشوف يبلغ طولها 25كم.

 

وبيّن: "تنقل مياه الصرف الزراعي ومياه الأمطار والسيول إلى خزانين أرضيين ينخفض مستواهما عن مستوى الأرض الطبيعية لتجميع مياه الصرف الزراعي ومياه الأمطار والسيول في منطقة السبخة، وهما خزان الصرف الزراعي الجنوبي، ويوجد عليه 3 وحدات للضخ وخزان مياه الصرف الزراعي الشمالي، ويوجد عليه 2 وحدة للضخ، ومن خلال هذين الخزانين يتم ضخ مياه الصرف الزراعي بواسطة أنبوب بقطر 450 ملم إلى المنطقة المنخفضة في الجهة الشرقية من دومة الجندل؛ وبذلك بدأت تتكون بحيرة دومة الجندل بتاريخ 2/ 11/ 1407هـ، وهو بداية تشغيل مشروع الري والصرف بدومة الجندل، وقد تم تكوين البحيرة خلال فترة 30 عاماً وهو عمر البحيرة.

 

وأوضح رئيس بلدية دومة الجندل المهندس فهد المغرق، أن محيط البحيرة مجهّز للمتنزهين؛ حيث تبلغ مساحة المسطحات الخضراء على ضفافها 140 ألف متر مربع وتحتوي على جامع، وكذلك دورات مياه للرجال والنساء وألعاب للأطفال، وكوفي شوب واحد ومرسى للقوارب، والدراجات المائية والدبابات البحرية "جتي سكي"، ويوجد جوار البحيرة منطقة الملاعب الرياضية، وتحتوي على مسطح أخضر بمساحة 120 ألف متر مربع، وكذلك كوفي شوب ودورة مياه وأجهزة اللياقة البدنية ومصلى، وقال: إنه تم تطوير الموقع هذا العام ورفع المسطحات الخضراء استعداداً للبطولة.

 

وأكد "المغرق"، أن بحيرة دومة الجندل تُعَد أرضاً خصبة للاستثمار في مجال السياحة والترفيه؛ لما تمتلكه من مقومات عديدة؛ أولها جذبها للسياح الذي يرتادونها بشكل يومي وتتضاعف الأعداد في الإجازات وحتى إجازات نهاية الأسبوع.

 

وقال: "يوجد لدينا مخطط ورؤية جاهزة للاستمثار في البحيرة تضم مجموعة أنشطة، وهناك مجال لدعم المستثمرين، ونعمل على تطوير محيط البحيرة، وتقديم دعوات لرجال الأعمال والمستثمرين لتحقيق ذلك"؛ لافتاً إلى أن هدفنا بإقامة بطولة المملكة للدبابات البحرية لا يتوقف على الترفيه والمنافسة، ونسعى لتسويق البحيرة لاستثمارها؛ لأننا نثق أن البحيرة تمتلك الكثير من المقومات التي تجعلها خصبة للاستثمار.

أخبار قد تعجبك

No stories found.
صحيفة سبق الالكترونية
sabq.org