الانقلابيون الحوثيون.. محادثات الكويت إما الانصياع للسلام أو مواجهة الخيار العسكري

مراقبون: بعد اجتماع لندن التحالف العربي قد يصبح دولياً
الانقلابيون الحوثيون.. محادثات الكويت إما الانصياع للسلام أو مواجهة الخيار العسكري

دخل فريق الانقلاب المشارك في مشاورات الكويت، مأزقاً صعباً مع تزايد المطالب الدولية والإقليمية والمحلية بضرورة إنهاء هذه المشاورات خلال المدة المحددة بأسبوعين، والتزام المليشيات بالنقاط الخمس التي تَضَمّنها قرار مجلس الأمن 2216.

وفي آخر لقاء للمبعوث الأممي إسماعيل ولد الشيخ بفريق الحكومة الشرعية في مشاورات الكويت السبت، أكد الجانب الحكومي الاتفاق على الالتزام بالنقاط الخمس والموعد الزمني.

من جهته قال وزير الخارجية رئيس فريق الشرعية عبدالملك المخلافي في تغريدات على حسابه في "تويتر": إن النقاط الخمس الواردة في كلمة المبعوث في افتتاح مشاورات الكويت والمدة الزمنية المحددة بأسبوعين هي إطار لإنجاز اتفاق، وهو ما جرى تأكيده في اللقاء؛ مؤكداً أن بيان الالتزام الموقّع قبل رفع الجولة الأولى ينص على أن المشاورات مدتها أسبوعان، ووفد الحكومة اليمنية حصل على التزام إضافي من المبعوث بذلك.

وأضاف "المخلافي": "نحن أمام فرصة أخيرة للسلام؛ إن أضاعها الانقلابيون تحت اعتقاد أنهم قدموا إلى الكويت للمناورة وإضاعة الوقت؛ فهم واهمون، ضِقنا وضاق العالم بهم".

وأكد مراقبون وسياسيون أنه بعد اجتماع لندن الرباعي الذي ضم المملكة العربية السعودية والإمارات والولايات المتحدة وبريطانيا؛ فإن التحالف العربي قد يصبح تحالفاً دولياً إذا ما استمر الانقلابيون في مراوغاتهم وتلاعبهم بالوقت.

ويرى الدكتور نجيب غلاب رئيس مركز الجزيرة للدراسات أن استمرار الانقلاب الحوثي تهديد فعلي للأمن والسلم الدوليين، وربما يوسّع دائرة الفوضى والإرهاب؛ ولذلك سيتحول التحالف العربي إلى تحالف دولي ضد الانقلابين.

وأضاف "غلاب" على "تويتر" أن الحوثية لا تفقه أن قبولها من أجل إنقاذ الشعب من قمارها الانتحاري، وكلما تم تأهيلها لتكون جزءاً من الحل؛ زاد عنادها وغرورها، وأنها لن تفهم غير القوة.

هذا فيما أكدت قيادات خليجية -خلال اليومين الماضيين- أنه بدا واضحاً في اجتماع لندن الرباعي مستوى التنسيق والتوافق بين القوى الإقليمية والدولية المسؤولة؛ مما سيدعم الجهود السياسية في المرحلة القادمة، وأنه من المهم أن يعي اليمنيون أهمية الفرصة السانحة في الكويت، والتي قد لا تتكرر، وأن تغليب المصلحة الوطنية فوق الطموحات الفئوية ضروري للعبور من الأزمة.

وكان لافتاً في اجتماع لندن الرباعي حول اليمن اتفاق وزراء خارجية بريطانيا والولايات المتحدة والسعودية والإمارات، على دقة المرحلة ودعم الجهود الدولية بعد أن استعرض المجتمعون جهود السلام الحالية، واتفقوا أن نجاح الحل السياسي يبدأ تسلسله بانسحاب المليشيات الحوثية من العاصمة والمراكز المدنية الرئيسة.

هذا التغير في الموقف الأمريكي والبريطاني حيال أزمة اليمن وتأكيد الدولتين على خيارات انسحاب المليشيات من المدن الرئيسة كمقدمة للحل السياسي جاء ثمرة لتحرك الدبلوماسية الخليجية بقيادة ولي ولي العهد محمد بن سلمان بن عبدالعزيز ووزير الخارجية عادل الجبير في تطويق المطامع الإيرانية الرامية إلى فرض واقع جديد في اليمن من بوابة مؤتمر الكويت.

وفي محاولة للهروب من هذا المأزق حاولت المليشيات الانقلابية رفع لهجتها بالتهديد بعمليات عسكرية على حدود المملكة؛ غير أن الرد السعودي كان صادماً لها وقوياً، وتَمَثّل في عملية عسكرية كبيرة في داخل العمق اليمني وتحديداً في مناطق حرض وميدي؛ أسفرت عن تحرير مساحة مهمة من وجود المليشيات الانقلابية وتدمير آليات عسكرية وقتل عدد كبير من عناصر المليشيات.

وتُظهر المعطيات الحالية أن الانقلابين فقدوا كل أوراقهم بعد مماطلة وتسويف في مشاورات الكويت كانت تتم تحت غطاء من التهاون الدولي بواقع الأزمة اليمنية وتراخي موقف الدول الكبرى تجاه الانقلاب؛ غير أن الموقف الجديد لواشنطن ولندن أدخل الانقلابين نفقاً مظلماً، ولم تعد أمامهم أية خيارات؛ إما الانصياع للسلام بشروط المرجعيات الدولية، أو الانتحار عسكرياً وتحمّل تَبِعات جهد عسكري عربي ودولي لإعادة الأمور إلى نصابها في اليمن وإنهاء الانقلاب.

وكان الموقف الروسي الأخير -وتحديداً موقف الرئيس بوتين من الانقلاب في اليمن- صدمة أخرى تَلَقّتها مليشيات الانقلاب الحوثية والمخلوع صالح بعد رهانهم الطويل على الموقف الروسي وفرضية مساندتهم لاحقاً. بوتين الذي أكد خلال اتصال مع الرئيس التركي أردوغان بعد محاولة الانقلاب الفاشلة في تركيا، رفضه للانقلاب في تركيا وفي اليمن وفي أوكرانيا، ووقوفه مع الحكومات الشرعية؛ هو موقف صدَم المخلوع صالح والمليشيات الانقلابية التي استماتت في خطبة ودّ روسيا إلى لعب دور مشابه لما قامت به في سوريا على أرض اليمن.

أخبار قد تعجبك

No stories found.
صحيفة سبق الالكترونية
sabq.org