الباكستاني "شوكت" يروي لـ"سبق" كيف أنقذ مواطنًا من "سيل تثليث"

"السويداني": تمسكنا بحبل الدفاع المدني وكادت المياه تجرفنا
الباكستاني "شوكت" يروي لـ"سبق" كيف أنقذ مواطنًا من "سيل تثليث"

تلقى الشاب الباكستاني شوكت علي البالغ من العمر ٢٨ عاماً اتصالاً من والديه في إسلام آباد يهنآنه على سلامته، وذلك بعد أن انتشر مقطع فيديو إنقاذه البطولي لشاب من سيول تثليث.

وذكر شوكت علي لـ"سبق" أنه ترك مهنة صيد السمك في وطنه، واتجه للعمل في المملكة "فني جبس وأسقف"؛ لإكمال مهر خطيبته، التي تنتظره في باكستان منذ ثلاثة أعوام. 

وأوضح أنه خرج من منزله صباح الخميس المنصرم ثم شاهد أحد المواطنين ينتظر الموت من فوق سقف سيارته التي غمرتها سيول وادي تثليث بمحافظة تثليث بمنطقة عسير، فنزل إلى السيل حتى وصل إلى المواطن المحتجز وساهم في إنقاذه حتى وصل إلى ضفاف الوادي.

وقال "شوكت" إنه فوجئ بتجمهر عدد من المواطنين وآليات الدفاع المدني  بالقرب من الوادي الذي تغمره السيول القوية؛ فذهب ليستطلع الأمر ووجد مواطناً ينتظر النجدة.

وأضاف: "قررت النزول معتمدا على خبرتي التي اكتسبتها خلال عملي صياداً للأسماك في بلادي، ونظرت إلى عمي شادرين أبوعلي الذي يسكن معي وطلبت منه الدعاء لي وقبلت جبينه وتوكلت على الله وطلبت الإذن بالنزول".

وأردف: "استندت بعد الله بحبال الدفاع المدني وصارعت السيل حتى وصلت إلى المواطن المحتجز الذي مد لي يده لأنزله معي ونمسك بالحبل تارة وأسبح تارة حتى كتب الله لنا النجاة ووصلنا لبر الأمان وسط هتافات الحضور".

وتابع المقيم الباكستاني بلغة عربية ركيكة تعلمها خلال فترة مكوثه في المملكة: "لا أعرف الشخص المحتجز ولكن واجبي الديني والأخوي تجاه أخي المسلم حتّم عليّ التحرك وتذكرت فضل هذا البلد الذي أكرمني وعائلتي الفقيرة وأكلت من خيراته".

واختتم بالقول: "الآن أحتاج أن اواصل عملي بجد أكبر حتى أكمل مهر العروس التي ملت من الانتظار في قريتي، ولن أعود إلى هناك إلا وفي جعبتي مهرها وتكاليف الزواج".

وفي سياق متصل، كشف المواطن فهد ساير السويداني، الذي أنقذه المقيم الباكستاني "شوكت"، أنه ذهب يوم أمس الأول للمركز التجاري وعبر وادى تثليث من فوق المزلاقان، مشيراً إلى أن السيل كان خفيفاً.

وقال المواطن: "بعد عودتي ودخولي للوادي اختلفت علي الأمور حيث لم تستطع السيارة أن تمضي قدما لتنطفئ وسط السيل وانجرفت بعيداً".

وأضاف "السويداني": "حاولت الخروج من الأبواب الجانبية ولم أستطع أن افتحها وبعد محاولات انفتح لي الباب الخلفي لأخرج من السيارة وأصعد على سقفها وأصبحت أنتظر الموت".

وأردف: "بعد أن وصلتني حبال الدفاع المدني ربطتها حول جسدي وبدأت أفقد التركيز حتى وصل إلي شوكت وأنا في حالة سيئة جدا".

وتابع: "مددت له يدي لاشعورياً فأنزلني أمامه وتمسكنا بحبل الدفاع المدني وكاد هو تجرفه المياه بعيداً، لولا أن لطف الله به وتمكن من السباحة حتى وصلنا لضفاف الوادي".

وشكر "السويداني" المقيم الباكستاني "شوكت"، وأشاد بشجاعته وتضحيته.

يذكر أن المقيم الباكستاني "شوكت علي" نال إشادة واسعة عبر وسائل التواصل، وتلقى مكافأة مالية من سمو ولي العهد وزير الداخلية صاحب السمو الملكي الأمير محمد بن نايف.

أخبار قد تعجبك

No stories found.
صحيفة سبق الالكترونية
sabq.org