التزوير في العبادات

التزوير في العبادات

بعض الأشخاص يعمد إلى القيام ببعض العبادات ولو باللجوء إلى بعض المخالفات، فقد تراه يتسلل في رمضان للدخول لمكة للعمرة ويقود سيارته مرتدياً ثوباً ليعتقد رجال الأمن أنه زائر فلا يقف في مواقف العمرة في مدخل مكة، في حين تجده يرتدي تحت الثوب إحرامه للتوجه لمكة لأداء العمرة، وهناك أناس تجدهم يلجأون للحيل بل وأحيانًا للكذب من أجل أن يقوم بعبادة معينة قد تكون سنة في الأصل وليست حتى ركناً.

الآن ومع قدوم موسم الحج ينشط عمل حملات الحج كما تنشط معها العروض المختلفة لتوفير وسائل لتهريب الحجاج إلى داخل المشاعر، وعلى الرغم من الجهود الكبيرة التي تبذل لمنع هذا التسلل وحملات التوعية المكثفة بعنوان "لا حج إلا بتصريح"، والتي تدخل هذا العام عامها السابع وتحذر من الإقدام عليه إلا أن البعض يصر على التسلل للمشاعر من أجل أداء الحج بطريقة مخالفة، وذلك سواء من خلال تصاريح مزورة أو متنكر في زي نساء أو ضمن حملات حج وهمية أو حتى عبور بالأقدام .

سبق لسماحة مفتي عام المملكة ورئيس هيئة كبار العلماء أن أفتى بأن التحايل على التعليمات المنظمة للحج من قبل الدولة مخالف للشرع ولولي الأمر وأن صاحبه يرتكب محرماً من أجل نافلة، وأشار بعدم جواز إدخال الحجاج إلى المشاعر بدون تصاريح لأن في إدخالهم مخالفة لولي الأمر، كما أفتى بذلك الشيخ عبدالله بن منيع عضو هيئة كبار العلماء مبيناً أن من يحج بدون تصريح يعتبر عاصياً وآثماً.

مع ذلك فإننا نجد بعض المواطنين والمقيمين في المملكة يحرص في كل عام أن يتجه إلى الحج ويتسلل ويفتخر بذلك على الرغم من أن التعليمات قد حددت تصاريح الحج كل خمس سنوات للتخفيف من الزحام على حجاج بيت الله الحرام القادمين من كل فج عميق ليؤدوا مناسكهم بيسر وسهولة، بل إن البعض قد يعمد إلى الدخول بدون إحرام مبرراً لنفسه بإمكانية ذبح فدية وإكمال الحج.

قضية العبادات المزورة لا تنحصر في الحج فقط بل إننا نجد البعض قد يسعى إلى الكذب والغش والتزوير من أجل القيام بعبادات معينة مختلفة ظناً منه أنه بهذه الطريقة يتقرب إلى الله عز وجل، فكيف يمكن لشخص أن يعمد إلى الاحتيال بل والنصب من أجل طاعة الله؟

إنها قضية مهمة تحتاج منا إلى حملة داخلية تثقيفية وتوعوية مرتبطة بنظام عقوبات صارم يبتعد عن العواطف أو تسمية الأشياء بغير مسمياتها، فلا يمكن أن يصبح طريق كسب رضا الخالق من خلال معصيته ولا يقبل أن نتهاون بالأنظمة والتعليمات ويبقى الحج أو غيره من العبادات للبعض وكأنه سياحة سنوية أو فرصة استثمارية وذلك لعدم احترامهم للأنظمة في حين يحرم منه البعض لاحترامهم الأنظمة واتباع تعليمات ولي الأمر.

أخبار قد تعجبك

No stories found.
صحيفة سبق الالكترونية
sabq.org