عانى أحد المواطنين منذ بداية شهر شعبان ارتفاعًا في درجة الحرارة؛ فراجع مستشفيات ومستوصفات خاصة في محافظة الطائف، وعُملت له التحاليل الطبية، وكانت النتيجة أنه لا يوجد أي مرض، والنتائج سليمة. وظلت العلة غامضة، والأعراض تزداد سوءًا يومًا بعد يوم،والمستشفيات الخاصة تلزم المريض بأخذ كورسات علاجية بهدف استنزافه ماليًّا، ولكن لم تنجح الخطة العلاجية.
تلك هي معاناة المعلم المتقاعد "منصور الثبيتي"، الذي اضطر للذهاب لمستشفى الملك فيصل بالطائف، وتم تنويمه لمدة 14 يومًا بالمستشفى، ومتابعة حالته، وعُملت له الفحوصات الطبية اللازمة، وتم إبلاغه بأن لديه أمراضًا وتشخيصات طبية متنوعة؛ إذ إنهم ركزوا بشكل قاطع على أن المريض مصاب بـ"الملاريا"؛ وأُعطي العلاج اللازم، وأفادوه بأن نسبة الملاريا زالت تمامًا.
بعدها طلبوا منه عمل منظار لصمام القلب خوفًا من أن الملاريا تسببت في حدوث التهاب بالصمام، وكشف عن أن الجهاز الخاص بعمل المنظار لا يعمل لديهم بالمستشفى؛ فقاموا بإخراج المريض. وبعد خروجه بوقت بسيط، لا يزيد على خمس ساعات تقريبًا، انتكست الحالة، وعادت درجة الحرارة للارتفاع، وقاربت الـ40 درجة.
حينها، وبتوصيات من المستشفى، أبلغوا المريض بمراجعة مستشفى فقيه بجدة؛ إذ يوجد استشاري متخصص بمناظير القلب، وعند ذهابه للطبيب أفاده بأن قلبه سليم، وأن الحرارة ليس لها علاقة بالقلب، وأشار عليه الطبيب بالتوجه إلىالمستشفى الجامعي بجدة التابع لجامعة الملك عبدالعزيز؛ وذلك لوجود قسم متخصص في الأمراض المعدية والوبائية، وبالفعل توجه له، وتم إدخاله القسم الخاص بالمستشفى، وتنويمه، وعمل الفحوصات اللازمة له، وبحمد الله تم اكتشاف المرض وتشخيصه بأنه ميكروب بالدم يسمى Streptococcusستربتوكوكس، يسبب التهابًا، وينتج منه ارتفاع في درجة الحرارة. وبناء عليه تم تكثيف علاجه، واضطر إلى أن يبقى لديهم وفقًا للكورس العلاجي لمدة 6 أسابيع محسوبة التكاليف، ولا يزال منومًا حتى الآن في ظل تحسُّن حالته الصحية.
يقول المريض "منصور الثبيتي" لـ"سبق": تم تشخيص مرضي بالخطأ في مستشفى الملك فيصل بالطائف، ولم أجد مكانًا يعالجني من المرض الذي كاد يودي بحياتي إلا في المستشفيات التي تقدم العلاج بأجر.
ويواصل الثبيتي حديثه: أرسلت برقية لمعالي وزير الصحة بشأن تكفُّل وزارة الصحة بعلاجي على نفقتها الخاصة، وتم التواصل معي عن طريق الاتصال بي، وطلبوا مني تقارير طبية محدثة عن الحالة، وتواصلت معهم على الرقم 937، ولم أجد ما يفيدني عن المعاملة؛ ما يعني أن وزارة الصحة أهملتني، ولم ترد علي بإفادة إلا بعد مرور شهر من وقت العلاج، بعد زيادة التكاليف والنفقة، وأبلغوني بأن المستشفى لا يتبع وزارة الصحة، وفي حال رغبتكم بإكمال العلاج سوف يتم إحالتكم لمستشفى حكومي، وسوف نقوم بنقلكم له. علمًا بأني في الأساس كنت منوَّمًا في مستشفى حكومي، ولم يُكتشف المرض، بل شخصت الحالة بأنها ملاريا، وكان تشخيصهم خاطئًا، ولم يتم الكشف عن المرض. مؤكدًا أنه أُبلغ بذلك عن طريق إدارة الشؤون الصحية بجدة، التي تقدم لها بطلبه.
وعبر "سبق" يناشد المريض "منصور الثبيتي"، الذي كاد يذهب ضحية للتشخيص الخاطئ وأدويته من قِبل مستشفى حكومي، المسؤولين بالدولة - وعلى رأسهم خادم الحرمين الشريفين، وولي عهده، وولي ولي العهد (حفظهم الله) - التكفل بعلاجه، ودفع النفقات للمستشفى الجامعي الذي لا يزال منوَّمًا فيه؛ إذ إن الدولة المباركة - وفقها الله - تولي اهتمامها الدائم بالمواطن في الحالات الصحية، وتقف بجانب أبنائها؛ إذ إنه متقاعد من التعليم، وظروفه المادية صعبة جدًّا، ولا يستطيع دفع التكاليف. وقال الثبيتي: التشخيص الخاطئ هو الذي أوصل حالتي لهذه الدرجة من السوء. وإني أناشد انتشالي من الخطأ الطبي، والوقوف معي، فأملي بعد الله في ولاة أمري - وفقهم الله - بأن يحوِّلوا ذلك الألم الذي عانيتهإلى فرح بإرادة الله.