الثقفي: جريمة الطائف بشعة.. والمضطربون نفسيًّا ومتعاطو المخدرات يرتبطون بالإيذاء الجسدي

أكد أن ما يتعلق بأهلية الجاني وقانونية إخضاعه للمحاسبة أمر متروك للجهات المختصة
الثقفي: جريمة الطائف بشعة.. والمضطربون نفسيًّا ومتعاطو المخدرات يرتبطون بالإيذاء الجسدي
تم النشر في

ارتبطت ظاهرة الاعتداء والإيذاء الجسدي بالمرضى النفسيين، التي باتت هاجسًا مؤرقًا لدى العديد من أُسر المرضى أنفسهم، كذلك بالنسبة للباحثين في هذا المجال، الذين أعدوا العديد من الدراسات التي تبحث عن الحلول. فيما جددت جريمة الشاب الذي أقدم على قتل والدَيْه، وفصل رأس والده عن جسده، تقليب ملفات تلك الدراسات التي أُجريت.
 
وأكد طلال بن عبدالرحمن الثقفي، اختصاصي علم النفس الإكلينيكي، ارتباط ظاهرة الاضطرابات النفسية والمخدرات بالإيذاء الجسدي، وقال لـ"سبق": إن هناك جملة من الأعراض، تتضافر لتؤدي لهذا العرض، منها ما يتعلق باضطراب وظائف التفكير، ومنها ما يتعلق باضطرابات وظائف الإدراك، وأخرى ترتبط بشكل مباشر باضطرابات الوجدان، وكذلك قد تتدخل الاضطرابات التي تصيب وظائف الحواس بنشوء مثل هذه الظاهرة.
وأضاف: أما بالنسبة للإيذاء الجسدي، سواء كان موجَّهًا للنفس أو للغير، فهو بحد ذاته عرضٌ من الأعراض المعروفة، التي قد تتفاوت شدتها ومداها بحسب نوع الاضطراب، ودرجة شدته؛ فالمصابون باضطراب الشخصية الحدية عادة ما يقومون بإحداث جروح وخدوش في أماكن متفرقة بأجسادهم، وخصوصًا في منطقة الساعد، باستخدام آلات حادة، وهم أيضًا يشتركون مع الشخصيات السايكوباتية (المضادة للمجتمع) في النزعة العدائية الموجهة ضد الغير.
 
وتابع: في هذه الحالة يكون مستوى الإيذاء في الدرجة المتوسطة أو الخفيفة. ومن بين أهم أنواع اضطرابات الشخصية التي تحوي إدمانًا للمخدرات كجزء من المنظومة المَرَضية؛ فعند ذلك تصبح الشخصية الحدية والسايكوباتية أكثر عرضة لتطوُّر أعراض الذهان المصاحب للتعاطي أو الإصابة باضطرابات وجدانية عميقة؛ ما يتيح لأعراض الإيذاء الجسدي الموجَّه نحو الذات أو الغير الظهور في أقصى درجات الشدة، مع التدهور الكبير الذي يصيب الوظائف العقلية والإدراكية، وحينها يصبح هدف الإيذاء غير خاضع لمقاييس صلة القرابة والجوار والألفة والعداء.
 
 وأردف: الأنماط والصور المستخدمة في تنفيذ الاعتداءات الموجَّهة للآخرين تعزى لما تعج به وسائل الإعلام وشبكات التواصل الاجتماعي من صور ولقطات لطرق وأساليب القتل والتنكيل، التي تقوم بها بعض الجماعات المتطرفة؛ إذ إن هذه الطرق تتسبب في تشكيل نموذج معرفي غني بمحاكاة هؤلاء المرضى في تنفيذ جرائمهم.
 
 وطالب "الثقفي" برفع مستوى الوعي المجتمعي بحجم ومخاطر الاضطرابات النفسية المصاحبة للتعاطي، وقال: تجهل كثير من الأسر الإجراءات العملية الواجب استخدامها في حال لوحظ على أحد أفرادها بوادر اضطراب نفسي معين، كما أن انخفاض الوعي لدى العامة حول فهم بعض المؤشرات السلبية، التي تظهر على المرضى النفسيين أو متعاطي المخدرات، يجعل منهم عرضة - لا قدر الله - للتعرُّض لمثل هذه المواقف المشابهة.
 
 أما فيما يتعلق بأهلية الجاني وقانونية إخضاعه للمحاسبة فأكد أن ذلك أمرٌ متروك للقضاء والجهات المختصة. 

أخبار قد تعجبك

No stories found.
صحيفة سبق الالكترونية
sabq.org