توقع الخبير الجوي والباحث في الظواهر المناخية عضو لجنة تسمية الحالات المناخية المميزة زياد الجهني بحول الله وقوته تتجه الأنظار خلال منتصف الأسبوع لحالة جوية ماطرة على مملكتنا الحبيبة بدايتها يوم الأحد وتستمر حتى الثلاثاء، حيث من المتوقع أن يتعمق تبريد علوي جيد لإحداث حالة خفيفة إلى متوسطة على المنطقة الشمالية وشمال الوسطى باتجاه القصيم ثم إلى حائل وأجزاء من سواحل الجنوبية الغربية وما بين الليث وجازان ثم تتجه الفرص لشمال شرق المملكة باتجاه حفر الباطن ورفحاء.
وبيَّن أنه يصاحب موجات التبريد العلوي ارتفاع سلبي للضغط السطحي ونشاط واضح للرياح الشرقية التي قد تعيق تطور السحب الرعدية لذلك من المتوقع أن تكون الأمطار ديمية خفيفة قليلة البرق والرعد يترافق معها انخفاض واضح لدرجات الحرارة خصوصًا في ساعات الليل.
وقال "الجهني" لـ"سبق": عند الحديث عن فرص حضور الحالات الوسمية القوية خلال وسم هذا العام يجب ألا نغفل عن أهم المؤثرات الرئيسة في ديناميكية الغلاف الجوي وانزلاق المنخفضات وتمركز المرتفعات الجوية وهما ظاهرتا النينيو واللانينيا حيث نموهما وتلاشيهما يكونان في أكبر المحيطات على الكرة الأرضيّة وهو المحيط الهادي.
وأوضح: فالأولى تعني ارتفاع حرارة المنطقة الاستوائية في المحيط الهادي عن معدلاتها والثانية تعني انخفاض الحرارة عن معدلاتها، وكل منهما له نتائج مختلفة على الغلاف الجوي ونسبة بخار الماء وبالتالي تختلف الاضطرابات حول العالم فهي تؤدي إلى الجفاف والفيضانات والعواصف في مناطق عن أخرى، حيث تشير صور الأقمار الصناعية الخاصة بدرجة حرارة المحيطات والبحار إلى انخفاض واضح في درجات الحرارة وسط المحيط الهادي وغربه، معلنة نشاط أكبر لظاهرة "اللانينيا" وانتقال التيارات الباردة غرب المحيط الهادي وشرق المحيط الهندي وبحر العرب.
ولفت "الجهني" إلى أن ظاهرة اللانينيا تعد مماثلة للنينيو من حيث شمولية التأثير على العالم أجمع، فظاهرة اللانينيا تأثيرها قوي على قطبية المحيط الهندي والأطلسي وبالتالي تتأثر جميع السواحل المطلة على المحيط الهندي بأمطار فوق المعدل وفيضانات موسمية كسواحل الهند وإندونيسيا والأرخبيل وشمال أستراليا بينما الأعاصير تكون في أوّج قوتها في المحيط الأطلسي ويصل تأثيرها حتى قارة أمريكا الشمالية.
وأشار: هذا على المستوى العالمي لكن عندما نقرب عدسة المجهر لنبحث في تأثيرها على شبه الجزيرة العربية سنجد أنها مسؤولة بعد مشيئة الله في تأخر أمطار الوسم والخريف بشكل غير مباشر حيث تسيطر الضغوط المرتفعة على السطح (السيبيري) وتنخفض معها نسب الرطوبة.
وواصل: ويزداد نشاط الرياح الشمالية وما ينتج منها من انخفاض مستمر لدرجات الحرارة وإثارة للغبار والأتربة ، لذلك تأخر الحالات الممطرة في خريف اللانينيا ليس بغريب بل معطيات الغلاف الجوي تُنبئ بذلك، ومن المتوقع أن تعتدل الأجواء وتتحسن المعطيات المناخية لتعود الفرص من جديد في الثلث الثاني من نوفمبر وآخره وبشكل أفضل عند دخولنا في الشتاء.
وأضاف "الجهني": بعد البحث في أرشيف شبه الجزيرة العربية عن سنوات اشتدت فيها ظاهرة اللانينيا سنجد أنها امتازت بصيف قوي على المرتفعات ودرجات حرارة فوق معدلاتها الطبيعية صيفًا بينما الخريف حول معدلاته الطبيعية إلى أقل من الطبيعي وبشكل عام تكون الحالات الخريفية متأخرة وسط الوسم وآخره، والحالات القوية في خريف اللانينيا عادة تكون محدودة وتصل لفيضانية على نطاق ضيق كما حصل في القصيم 2008 وجدة 2010م.
وتابع: وتشتد الحالات الممطرة شتاءً وتكون فوق معدلاتها على الساحل الغربي وأجزاء من الشمالية وحائل وحول المعدل إلى أدنى باتجاه القصيم وشمال شرق المملكة والشرقية وأجزاء من الوسطى والجنوبية، وتكون في معظمها أمطار ديمية من دون برق أو رعد يصاحبها انخفاض كبير لدرجات الحرارة وتستمر لساعات عدّة.