"الحارثي" كاتب "سيلفي" ومُعِد برنامج "صحوة" ..  مسيرة كفاح يرويها مُحبوه

عامٌ على رحيله .. و"كانوا معنا" يرصد أبرز محطات حياته:
"الحارثي" كاتب "سيلفي" ومُعِد برنامج "صحوة" ..  مسيرة كفاح يرويها مُحبوه

فقدت الساحة الإعلامية، في غرة شهر رمضان العام الماضي، أحد رموزها برحيل رئيس التحرير الأسبق لصحيفة "أنحاء" الإلكترونية، الإعلامي "حسن الحارثي".

 

وُلد الإعلامي "حسن الحارثي" في مكة المكرّمة عام 1390 هـ، درس المرحلتين الابتدائية والمتوسطة في مدارس الأبناء بمدينة تبوك، وأكمل دراسته الثانوية في مدينة الطائف، التحق بعد الثانوية بشركة أرامكو، ولم يستمر بسبب ظروف عائلية؛ ليلتحق بعد ذلك بجامعة الملك سعود في العاصمة الرياض، ومن ثم تمّ نقل مقر دراسته إلى جامعة الملك عبدالعزيز في تخصُّص اللغة الإنجليزية، تخرج في الجامعة وتمّ تعيينه بالتعليم في الطائف، وتزوّج حينها من ابنة عمّه ورُزقا بخمسة أبناء: يزيد، فيء، فواز، يارا، قيس.. تُوفي حسن في مصر، في غرة رمضان من العام الماضي بسبب أزمة قلبية ودُفن في مكة المكرّمة.

 

وقال أحمد الحارثي لـ "سبق"؛ أمضى أخي حسن وقتاً طويلاً وهو يتكفل، من مكافأته الجامعية، بمصروفات ستة من إخوانه وأخواته بعد وفاة والدنا، وكان محبوباً جداً لدى طلابه؛ حيث كان يمزج بين المرح والتعليم بأسلوب مُحبّب.

 

وأضاف، بدأ حسن بالكتابة في جريدة "الجزيرة" وهو طالب جامعي، واستمر بها حتى تخرجه ولمدة تجاوزت ثمانية أعوام، انتقل بعدها إلى جريدة "الاقتصادية"، واستمر بها عامين، وكان من أبرز وأنشط الصحافيين في مدينة الطائف.

 

وأردف، تأثر أخي حسن؛ بالراحل غازي القصيبي؛ وكان يقرأ الكتب باستمرار في شتى المجالات ومغرم بالقراءة، ويحب الجلوس مع المثقفين والكتّاب والقرّاء، وكان يعشق الصحافة ويستمتع بالعمل فيها، مؤكداً أن حسن تسلّم مقابل عمله الصحافي مبالغ بسيطة جداً لا تتخطى 600 ريال كل شهرين، وكان يؤكّد حينها أنه يحب الصحافة وسيعمل فيها متطوعاً ودون مقابل.

 

واستطرد؛ كان يتلقى كثيراً من الانتقادات من قِبل بعض الأشخاص في مجتمعه؛ حيث كانوا يطلقون عليه وصف "أبو الجرائد"، وكان حسن يردُّ بابتسامه لَبقة ويغيّر مسار الموضوع بصورة لطيفة جداً.

 

‎وأضاف؛ تسلّم حسن عرضاً من جريدة "الحياة" مديراً للتحرير في مدينة جدة، وتفرّغ من عمله بالتعليم واستمر مديراً للتحرير لمدة عامين، تسلّم بعدها عرضاً من جريدة "عكاظ" حيث خُصِّصت له زاوية مقالات؛ لينتقل بعد ذلك كاتباً في جريدة "الوطن".

 

وأفاد بأن أخاه حسن ذهب إلى لندن لإكمال رسالة الماجستير كأول سعودي يدرس تخصُّص سيناريو وصياغة الدراما، وهناك تعرَّف على الدكتورة ناهد باشطح؛ ليتزوجها قبل وفاته بعامين.

 

 كتب "حسن" للمسلسل الكوميدي "طاش ما طاش" وكتب للمسلسل القديم "خلك معي" للفنان الراحل محمد العلي، وكتب لمسلسل "واي فاي"، وكتب لـ "سيلفي"، وهو مَن سمّى المسلسل بهذا الاسم، وكان آخر عمل إعلامي للراحل معدّاً لبرنامج "صحوة".

 

واختتم بقوله، سبّب رحيل "حسن" لنا ولمُحبيه صدمةً كبيرةً، وكان من المتأثرين برحيله أصدقاؤه: محمد سعد النجيمي البقمي، وهو صديق طفولة وعمر، ويعمل مشرفاً بإدارة التعليم بالطائف، وفهد فريحان، وعبدالله بن سويد الحارثي، وطارق الرشودي، وكان مستشاره الخاص وزميل دراسة.

 

من جهته، قال فهد بن فريحان؛ لـ "سبق"، كان صديقي حسن يكره التصنّع، يحب البساطة ويصنع الأشياء بإبداع ولكن بالشكل البسيط، ظهر ذلك جليّاً في  كتاباته، وكان قاسماً مشتركاً لجميع الأصدقاء، لديه مهارة عالية في إدارة الصداقة.

 

‎وأضاف؛ تلقّيت أول هدية منه كتاب (رواية عُطيل) عام 1998، وقال لي حينها، هذا الكتاب سيكون بداية مكتبتك الشخصية، فنحن لا نشتري الكتب لأننا نحتاج إلى الكتاب في وقت شرائه؛ بل لا بد أن نجد الكتاب عندما نحتاج إليه، أخذت بنصيحته والآن مكتبتي تحوي ما يقارب 1000 كتاب.

 

وأردف؛ لا تخرج الثقافة عن رحلتنا خلال سفرنا إلى كثير من الدول بغرض السياحة، إذ كنا نزور مكاتب صحف، مكتبة مشهورة، مقهى للأدباء والفنانين.

 

‎واستطرد؛ روى لي أحمد العرفج؛ قصة ما قبل وفاة صديقه حسن؛ حيث ذهبا إلى منطقة الحسين في مصر، فكان حسن يشتري الخبز ويوزعه على الفقراء، وأصرّ أن يصوم اليوم الأول من رمضان رغم سفره، وكان من المقرر أن تكون رحلتهم قبل الظهر إلى مدينة جدة للإفطار أول يوم من شهر رمضان مع والدته غير أن القدر أسرع فتوفاه الله في مصر.

 

 

‎تلقيت خبر وفاة حسن في عصر أول أيام شهر رمضان من العام الماضي، عبر اتصال هاتفي من أخيه أحمد، بداية لم أصدق الخبر‎ ودخلت في نوبة صمت وذهول من هول الصدمة.

 

واختتم؛ لا يكاد يمر يومٌ دون أن أتذكّر الصفات النبيلة لصديقي "حسن"؛ ومواقفه معي ومع زملائه، رحم الله حسن؛ وأسكنه فسيح جناته.

 

عبدالله بن سويد الحارثي؛ قال: إن صديقه حسن تميّز بحرصه على تطوير نفسه علمياً واستقلاله في الرأي، مضيفاً؛ كان تعامله الراقي مع الآخرين سبباً رئيساً في محبتهم له.

 

وأضاف؛ كان يُحسن الاستماع وعدم المقاطعة في الحديث ماهراً في الإقناع بوجهة نظره بطريقة مُحببة ولطيفة.

أخبار قد تعجبك

No stories found.
صحيفة سبق الالكترونية
sabq.org