قال الإعلامي عبدالمحسن بن محمد الحارثي، إنه "ومن مُنطلق إسلامي عربي وخليجي نأمل في ساسة قطر العودة إلى الحُكم الرّشيد، والبُعد عن اللعب بالنار، والأوبة والتوبة من الذنب.. قال تعالى: (منْ يعمل سوءاً يُجزٓ بِه) (وما أصابكم من مُصيبة فبما كسبت أيديكم)، فالتائب من الذّنب كمن لا ذنب له، ومن لا ذنب له؛ لا حدّ عليه.. هذا في الحق الخاص لله تعالى.. أمّا ساسةُ الخليج والعرب فصِفتهم المُسامحة ولكن؛ بشروط.. بخلاف أغلب الأنظمة الدوليّة؛ فإنّ توبة الجاني لا تُسقِطُ العُقُوبة.. فمثلاً كُل نتيجة لها سبب، فإذا تعرّفنا على السبب وغيّرناه؛ أمكننا بعد ذلك تغيير النتيجة وهي (المُقاطعة)".
وأوضح أنه يُقصد بالعلاقة السببيّة؛ أنْ يكون السلوك الإجرامي هو السبب في تحقيق النتيجة الإجراميّة.. فقد تحقّقت هذهِ الأخيرة بسلوك النظام القطري الإجرامي منذ أكثر من عقدين من الزمان، بحيث لولاه لما حدثت هذه الأزمة الخليجيّة.. وفي عبارة أُخرى، أنْ يكون وقوع هذه الأزمة متّصِلاً بحصول الخطأ أو السلوك من المتّهم( النظام القطري) - اتصال السبب بالمتسبب- وتُعدُّ هذه العلاقة الصلة بين النشاط الإجرامي والنتيجة.
وتابع: "الحقيقة أنّ تحديد علاقة السببيّة في مجال الإضرار بالمصالح الخليجية والعربية يُعدُّ من الوسائل الصّعبة والمُعقّدة بالنظر إلى تعقيدات صِناعة الإرهاب والمنظّمات وتمويلها، إضافة إلى تعدُّد وتنوّع أساليب الاتصال والتواصل بين دُول معادية لدول خليجية وعربية".
وأشار إلى أن تحديد العُنْصر المادي في الجرائم الإرهابية والمتمثّل في دعم (النظام القطري) للجماعات والمنظّمات الإرهابية يُثيرُ جُملةً من التساؤلات والصُّعوبات التي تفرضها طبيعة الوسط الاقتصادي فيما يتعلّق بالمصالح المشتركة بين دول العالم من جهة ودول الخليج من جهة أُخرى. أمّا النتيجة الإجرامية فإنها تُمثّل أيضاً تساؤلات أُخرى، فهل تقتصر الأضرار على دول الخليج فحسب أم أنّها تشمل العالم بأسره؟! وهل تقتصر نتيجة الإرهاب على مكان واحد أم تمتد إلى أقاليم ودول؟!
وخلص إلى أن العنصر المادي المتوفّر في أيدٍ غير رشيدة وغير أمينة فضلاً عن كونها غير واعية شرطٌ أساسي لِقيام الجريمة، وهذا ما بدا واضحاً في سلوك هذا النظام الانتهازي؛ وعلى ذلك فإن علاقة السببيّة تستوجب أنْ يكون هناك سلوك مادّي، يتم من خلال سلوك إجرامي؛ ينتج منه ضرر أو خطر مُحدِق بمصلحة إقليمية ودولية.
ولفت هُنا إلى أنه لا بُدّٓ من الأخذ في الاعتبار النشاط القطري العدائي والعلاقة المبنيّة مع مرتكبي الجريمة وبين الآلة الإعلاميّة التي وظّفتها القيادة القطرية لتغطية وتمرير الأخبار المُتماهية للجماعات والمنظمات الإرهابية، وما يصدر عنها من جرائم إرهابية.
وذكر أنه من خلال هذه الرؤية نجد أنّ الجريمة تتحقق بتحقق ثلاثة عناصر هي: السلوك العدائي المتمثّل في (ساسة قطر) والسلوك الإجرامي المتمثّل في (الجماعات والمنظمات الإرهابية) وعلاقة السببيّة المتمثّل في (العُنصر المادّي).