الحجامة و"الأبهر" و"تنسيم الرأس".. طب نبوي أم دجل شعبي؟

تدريب الممارسين والمراكز المتخصصة أولى خطوات التصحيح
الحجامة و"الأبهر" و"تنسيم الرأس".. طب نبوي أم دجل شعبي؟
تم النشر في

تنتشر في المجتمع السعودي ممارسات طبية وتدخلات علاجية لا تستند إلى مرجعية علمية، ولا يحمل أصحابها أي مؤهل صحي أو خلفية، وتكثر إعلانات الحجامة و"طق الأبهر" و"تنسيم الرأس" ويتهافت الناس على أولئك الأشخاص بحثاً عن الشفاء دون خوف أو وجل من تبعات التجربة.
ويُرجع غالبية الضحايا جذور العلاج إلى الطب النبوي، في حين يرى الأطباء أنه دجل شعبي لا أصل له، ويمارسه مجهولون لا يملكون أبجديات وأخلاقيات المهنة.


الحجامة
وقال المدير التنفيذي للمركز الوطني للطب البديل والتكميلي الدكتور عبدالله بن محمد البداح إن الجدل حول الحجامة دفع المركز إلى وضع آلية تنظيمية تضبط ممارسة الحجامة في البلاد لتكون في بيئة صحية آمنة، مبينًا أن المركز يقوم بتدريب وتأهيل من يمارس الحجامة في المملكة على أساسيات إجرائها، وضوابط وأخلاقيات ممارستها، والتعليمات الواجب إتباعها قبل وأثناء وبعد إجرائها، بالإضافة إلى وسائل مكافحة العدوى، والتخلص الآمن من النفايات الطبية واحتياطات ومحاذير الحجامة، ومهارات اختيار مواقع الحجامة على الجسم، والإجراء الآمن لها، مشيراً إلى أن مثل هذه البرامج التدريبية تأتي تمهيداً لمنحهم الترخيص بممارسة الحجامة.


وأضاف: تحقق الهدف المنشود ودرّب المركز أكثر من 500 ممارس صحي من فئة الأطباء والأخصائيين والفنيين في تخصصات العلاج الطبيعي والتمريض والطب البديل والتكميلي على ممارسة الحجامة وأصبح لدينا وجهة صحية آمنة لإجراء الحجامة بعد الترخيص لأكثر من 20 مركزًا موزعة على مناطق المملكة واستقبال العديد من طلبات الترخيص لفتح مراكز جديدة وفق الاشتراطات التي وضعها المركز.


وأشار "البداح" إلى أن المركز الوطني للطب البديل والتكميلي هو الجهة المرجعية الوطنية في كل ما يتعلق بنشاطات الطب البديل والتكميلي، ويسعى من خلال برامجه إلى الارتقاء بممارسات الطب البديل والتكميلي ومعالجة المشكلات وأوجه القصور المصاحبة لها وفق أسس وضوابط مهنية في التنظيم والترخيص والرقابة تضمن السلامة والفعالية والجودة، كما يسعى إلى تبادل الخبرات والتجارب والمستجدات والتطورات، وتهيئة البيئة العلمية وتوفير اللازم من البحوث والمعلومات المتعلقة بالطب البديل والتكميلي، ورفع وعي المجتمع وإكساب أفراده المهارات والاتجاهات والسلوكيات المعززة للاستخدام الرشيد للطب البديل والتكميلي.


وأفاد الدكتور البداح أن المركز يتابع ما ينشر مدّعي الطب البديل والتكميلي في وسائل الإعلام ومواقع التواصل الاجتماعي من إعلانات مضللة ويقوم بالتعامل مع مدّعيها بحزم وبلا تهاون بالتعاون مع الجهات ذات العلاقة وذلك حماية للمجتمع من خطورة ما يروجون له.


وحذر من مدّعي الطب البديل والتكميلي الذين يروّجون لأنفسهم عبر وسائل الإعلام ومواقع التواصل الاجتماعي، ومحددًا إياهم بأنهم الذين يدعون أن لهم إجابات لكل الأسئلة الطبية ويقدمون وصفة علاجية لكل الأمراض، ويدعون أن علاجهم هو الوحيد الفعال، وأن لهم طرقاً سريعة بالشفاء التام، رافضين مشاركة غيرهم من الممارسين في عملية المعالجة، إضافة إلى المدعين الذين يبدون حرصهم على المال أكثر من حرصهم على الصحة والسلامة، ولا يحملون مؤهلًا معترفًا به وترخيصًا رسميًا من المركز.


"تنسيم الرأس"
حذَّر عالم الأبحاث الطبية، الدكتور فهد الخضيري، من عمليات تنسيم "الرأس"، مؤكداً أنها تسبب أضراراً بالغة بالجمجمة وصحة الإنسان وقد تسبب الوفاة، مشيراً إلى أن عمليات تنسيم الرأس تحدث مشاكل ككسر الجمجمة، وتداخل في مفاصل الجمجمة، أو القطاعات الفاصلة بين أسطح الجمجمة والغلاف المغطي للرأس.


ودحض "الخضيري" خلال مداخلة عبر قناة المجد الفضائية، مصطلح "تنسيم الرأس"، مؤكداً أنه: "لو دخل هواء إلى الجمجمة أو المخ لمات الإنسان خلال ثوانٍ، أو خلال خمس دقائق تقريباً، ولا يوجد في الطب والبحث العملي، أو حتى طب المخ والأعصاب، أو طب العظام، أو طب الجمجمة شيء اسمه تنسيم الرأس، هذا مصطلح اخترعه بائعو الوهم والدجالون ليكسبوا الأموال".


"الأبهر"
الأبهر هو ألم شديد ومعيق في الظهر العلوي، ويبدأ عادة خلال الجلوس أو الوقوف لفترات طويلة وقد يصاحبه ضيق وصعوبة التنفس، ويتبع المصابون بالأبهر طرق العلاج الشعبية نفسها في كل مرة إلا أن الأعراض ما تلبث أن تعود بعد فترة وجيزة من الارتياح، وتتنوع طرق العلاج الشبعي، مثل "طق الأبهر" يشعر بعدها الشخص براحة وقتية إلا أنه لا ينصح به طبياً فقد يؤدي إلى تلف الأنسجة المحيط أو تصلبها عند تكرار الممارسة.


وتفنيداً لشائعة "طق الأبهر" يفسر أطباء الأعصاب الصوت الناتج عن طق الأبهر بأنه صوت حركه لوح الكتف فوق الأضلع، ويتجه بعض المعالجين الشعبيين إلى وخز المنطقة بإبر غير معقمة وقد تكون ملوثة تعرض المصاب لخطر العدوى .
 

أخبار قد تعجبك

No stories found.
صحيفة سبق الالكترونية
sabq.org