"الحربي": حفظ أمن بلادنا واجب معظَّم.. وصون أرضها فرض محتم

دعا للتصدي للحملات الإعلامية التي تنتقص بلادنا وتحاول الحط من قدرها
"الحربي": حفظ أمن بلادنا واجب معظَّم.. وصون أرضها فرض محتم

شدَّد عضو هيئة التدريس بقسم الدراسات الإسلامية بجامعة الأمير سطام خطيب جامع العسكر بالخرج، الشيخ الدكتور مبارك عبيد الحربي، على وجوب السمع والطاعة لولاة الأمر، ولاسيما عند ظهور بوادر الفتن والأزمات، وقال: "هذا أصل من أصول عقيدة أهل السُّنة والجماعة؛ فلا دين إلا بجماعة، ولا جماعة إلا بإمامة، ولا إمامة إلا بسمع وطاعة؛ لقوله ﷺ: (عَلَيْكَ بِالسَّمْعِ وَالطَّاعَةِ فِي عُسْرِكَ وَيُسْرِكَ وَمَنْشَطِكَ وَمَكْرَهِكَ وَأَثَرَةٍ عَلَيْكَ)".

وقال في خطبة الجمعة التي كانت بعنوان "وقفات مع الأزمات": "المملكة العربية السعودية تحت ولاية مسلمة، تدين بالحكم لكتاب الله وسُنة رسوله ﷺ. وبطاعة ولاة الأمور بالمعروف تنتظم شؤون الأمة، وتستقيم مصالح الدولة، وتتحد الكلمة، وتستقر النفوس والأوطان، ويتفرغ الناس للعبادة والعمل والبناء والتنمية".

ولفت إلى أنه في خضم الحملات الإعلامية التي تنتقص بلادنا، وتحاول عبثًا أن تحط من قدرها، فلا بد أن نذكِّر بقدر بلادنا الغالية، ونعرِّف بمكانة دولتنا العزيزة؛ فهي في المكان الأعلى والقمة الأسمى.. وحفظ أمن بلادنا واجبٌ معظَّم، وصون أرضها فرض محتم.

واستعرض خطيب جامع العسكر بالخرج مكان ومكانة المملكة العربية السعودية قائلاً: بلادنا بلاد التوحيد والسنة، انفردت بإقامتها الحدود الشرعية، بل هي الدولة الوحيدة في هذا الزمان التي تقيم حدود الله – عز وجل - على من وجب عليه حد من الحدود الشرعية.

وأضاف: تميزت بلادنا بنشر العقيدة السلفية الصحيحة، وحمايتها التوحيد، وإزالة الشرك من أرضها بأشكاله وصوره كافة؛ فلا ترى فيها - ولله الحمد - قبرًا يُعبد، ولا مسجدًا فيه قبر، ولا مظهرًا من مظاهر الشرك.

وأردف: الإسلام نهجها، والكتاب والسنة دستورها، بمساعدتها للمحتاجين والمتضررين والمنكوبين.. وأخذت حكومتنا على عاتقها نصرة قضايا المسلمين في كل المجالات منذ عصر مؤسسها إلى اليوم.

وزاد "الحربي": بلادنا السباقة دائمًا لبناء المراكز الإسلامية في العالم، وإرسالها الدعاة وتزويدهم بالكتب والمصاحف، كما تألقت بعمارتها الحرمين الشريفين، وقيامها على خدمة الحجيج والمعتمرين.

وأكد الشيخ الحربي أن الولاء للسعودية بعد ولاء الدين، وقال: المملكة العربية السعودية بلاد الحرمين الشريفين، هي دارنا وبيتنا ومستقرنا، الولاء لها بعد ولاء الدين.

وشدَّد على "أن أمن السعودية واستقرارها مقدَّم عندنا على كل تطلعات، وفوق كل مطالبات، وعند التقلبات والشدائد، فهذا أول وأولى ما يجب النظر فيه والمحافظة عليه والاستمساك به.. فكم من متربص يريد تفتيت بلادنا، وتمزيق شملنا، وهدم وحدتنا، وانهيار كياننا".

ولفت "الحربي" إلى أن القضايا الكبرى لا يتكلم فيها إلا أهل العلم والبصيرة؛ فإنهم إن تكلموا فيها، ورجع الأمر إليهم، انطفأت - بإذن الله – الفتنة، واضمحلت، أما إذا خاص فيها الجهال وسفهاء الأحلام فسوف يزداد خطرها، ويعظم شرها.

وتابع: كم نحن بحاجة ماسة اليوم إلى التذكير بقوله ﷺ: "مِنْ حُسْنِ إسلام الْمَرْءِ تَرْكُهُ مَا لا يَعْنِيهِ"، ولاسيما في هذا الزمن الذي كثر فيه الكلام، وقلَّ فيه العمل. محذرًا في هذا الصدد من الاشتغال بما لا يعني الإنسان، الذي يورث قلة التوفيق وفساد الرأي وقسوة القلب ومحق بركة العمر؛ لقوله ﷺ "أكثر الناس ذنوبًا أكثرهم كلامًا فيما لا يعنيهم".

وحذَّر الشيخ الحربي من الاجتهادات الفردية والفتاوى الأحادية؛ ما قد جر ويجر إلى فتن عمياء، ومحن شتى، لا تخدم دينًا، ولا تصلح دُنيا.

وتابع: الحذر الحذر من الشائعات التي تتكاثر وتنتشر في زمن الأزمات.. مؤكدًا أنها من أخطر الحروب المعنوية والأوبئة النفسية، بل من أشد الأسلحة تدميرًا وأعظمها وقعًا وتأثيرًا.

وأضاف: يجب على المسلم التثبت والتأني وعدم العجلة في نشر الأخبار.. فلتكن أجهزتكم مدفنًا للإشاعات والأقاويل، وليكن منهجكم وصية الله لكم {وَإِذَا جَاءَهُمْ أمر مِنَ الْأمن أَوِ الْخَوْفِ أَذَاعُوا بِهِۖ وَلَوْ رَدُّوهُ إلى الرَّسُولِ وَإِلَىٰ أولي الْأمر مِنْهُمْ لَعَلِمَهُ الَّذِينَ يَسْتَنْبِطُونَهُ مِنْهُمْۗ وَلَوْلَا فَضْلُ اللَّهِ عَلَيْكُمْ وَرَحْمَتُهُ لَاتَّبَعْتُمُ الشَّيْطَانَ إِلَّا قَلِيلًا}.

أخبار قد تعجبك

No stories found.
صحيفة سبق الالكترونية
sabq.org