"الحق.. عبود دفن الفلوس"

"الحق.. عبود دفن الفلوس"

ربما وصلت المتعة لبعض مشاهير "السوشيال ميديا" إلى التلذذ في التسلية، واللعب بعواطف الشباب.. وهذا قد يكون انعكاسًا للتناقض والملل الذي يعيشونه؛ ما دفع بعضهم للخروج إلى دوائر بعيدة عن دوائرهم الخاصة.

وهكذا جاء "عبود" الكويتي يحاول صنع تاريخ مزيف لنفسه بدفن تذاكر سفر ودينارات كويتية في صحراء ملتهبة، وكل ذلك بالتسجيل المرئي، وأعلن عبر حسابه لمتابعيه أن من يجدها فهي هدية له، يأخذها هنيئًا مريئًا. ولما تفاوتت أوضاع الشباب، منهم المحتاج، ومنهم الراغب أيضًا في التسلية، ومنهم من يريد الفزعة، راحوا في يوم قيظ، درجة الحرارة فيه تصل إلى 50 درجة مئوية، لمشط الصحراء بحثًا عن مكان دفن الأموال، وهب الكثيرون أفرادًا وزرافات راجلين أو ممتطين سياراتهم، وحاملين أدوات الحفر.. وهكذا ظلوا يبحثون عن الكنز المفقود.

هنا نتوقف للتأمل في طرفين: الأول: صانع الحدث ومبتكر السيناريو "عبود"، الذي أنعم الله عليه بالأموال، واختط طريقًا غريبًا عبر السوشيال ميديا؛ ليشعل وسائل التواصل الاجتماعي في الكويت، وامتد أوارها لمساحة واسعة؛ لتصل لكل دول الخليج العربي. وهكذا تلقاها الشباب بكثير من الحماس والسذاجة بحثًا عن بريق مزعوم لدينارات مدفونة تحت الرمال. عندها نستنتج جوانب عدة، منها أن "عبود" أنموذج من الباحثين عن الشهرة، حتى لو أغدق الأموال دون احترام وتقدير لها؛ فقد أعطاه الله حتى لو لم تكن من عرق جبينه؛ فتلك الأموال سوف يُسأل عنها في أي المجالات صرفها، وإذا لديه أموال فائضة فيمكن أن يصرفها في أعمال خيرية كبناء مساجد، مدارس مستشفيات.. أو يتبرع لجمعيات خيرية. الجانب الآخر: الهوس الذي لازم شرائح الشباب؛ بدلالة مقاطع الفيديو التي تبيِّن الأعداد الكبيرة منهم وهم يجوبون الصحراء الحارة بحثًا عن كنز "عبود".. وهل يستحق منهم هذا الجهد والتعب والإذلال؟ مال قليل يحصل عليه الشاب من عرق جبينه وتعبه أفضل من مال يحصل عليه من جراء هذا الأسلوب القميء! وما زلت أتخيل تلك العبارة التي تناولها الناشطون الشباب عبر وسائل التواصل الاجتماعي "الحق.. فلوس وتذاكر عبود مدفونة في الصحراء".. يا لخسارة التربية والتعليم!!

يا عيباه لمستوى الوعي!!

أخبار قد تعجبك

No stories found.
صحيفة سبق الالكترونية
sabq.org