الدولة مفلسة والمواطن كسول!

الدولة مفلسة والمواطن كسول!

لا بد أن نرفع أيدينا إلى السماء، ونشكر الله أن الحلقة الماضية من برنامج الثامنة مع داوود، التي استضاف فيها وزيرَيْ المالية والخدمة المدنية ونائب وزير الاقتصاد والتخطيط، كانت مسجَّلة وإلا لسمعنا الطوام التي تسير بها الركبان!

نائب وزير الاقتصاد والتخطيط صرح بأن السعودية كانت ستعلن الإفلاس بعد ثلاثة أعوام لو استمر الإنفاق كما هو قبل القرارات الملكية. وأستغرب كيف يطلق مثل هذا التصريح مع ما له من آثار سياسية واقتصادية ونفسية، وخصوصًا ونحن نخوض حربًا ضروسًا في اليمن؟! فهل من الحكمة أن تقول لأصحاب رؤوس الأموال والمستثمرين والأعداء أيضًا إننا على وشك الإفلاس؟! أين هذا التصريح مما ذكره ولي ولي العهد في لقائه مع قناة العربية عندما قال: "إن الاكتتاب في ١٪ من قيمة أرامكو سيكون أكبر اكتتاب في تاريخ الكرة الأرضية (لضخامة هذه الشركة وقوتها)، وإن صندوق الاستثمار السعودي سيكون أكبر صندوق استثماري في الكرة الأرضية، وبفارق كبير عن كل صناديق الاستثمار العالمية"؟!

التصريح الذي لا يقل خطورة عن سابقه، والذي تناقلته وسائل الإعلام العالمية كالسي إن إن والتايمز، ووصف السعوديين بالكسالى، كان لوزير الخدمة المدنية، الذي ذكر أن إنتاجية الموظف السعودي لا تتجاوز ساعة واحدة يوميًّا!! متناسيًا المعلّم الذي قد يصل نصابه الأسبوعي إلى ٢٤ حصة، والطبيب الذي يعمل من الصباح إلى اقتراب ظهور الشفق، والجندي الذي يصل الليل بالنهار دون كلل أو ملل! وأريد أن أذكِّره أيضًا بما قاله الأمير محمد بن سلمان حرفيًّا عندما سُئل عن دور رؤية ٢٠٣٠ في تطوير الموارد البشرية السعودية فذكر: "إن لدينا - وخصوصًا من الشباب - عقليات سعودية مبهرة ومشرفة، تمتلك طاقة قوية وشجاعة، وثقافة عالية واحترافية جيدة وقوية جدًّا"!

تحدَّثوا كما يتحدث حكام هذه البلاد، وصرِّحوا كما يصرِّح مندوبنا في الأمم المتحدة عبدالله المعلمي ووزير الخارجية الجبير ووزير الدولة لشؤون الخليج العربي ثامر السبهان واللواء أحمد عسيري.. فدولتنا قِبلة المسلمين ومهبط الوحي، ولا بد أن يكون الحديث منسجمًا مع مكانة هذه البلاد التي أضاء سناها أرجاء الكون.

أخبار قد تعجبك

No stories found.
صحيفة سبق الالكترونية
sabq.org