"الرياضة النسائية".. المؤيدون: تعالج الأمراض وتخفف ضغوط المرأة النفسية.. والرافضون: عيب اجتماعي يمس الثوابت والتقاليد ترفضها

بين تفاؤل بإنشاء مرافق رياضية تدعمها رؤية 2030 ومشاركة السعوديات في "الأولمبياد".. و"تحفظ" بضعف "البنية" وعدم الأهمية
"الرياضة النسائية".. المؤيدون: تعالج الأمراض وتخفف ضغوط المرأة النفسية.. والرافضون: عيب اجتماعي يمس الثوابت والتقاليد ترفضها

​- ​​د.محمد السعيدي​​:​​ الغرب يسعى إلى التغيير في المجتمع السعودي​​ ​ومحو الصبغة الدينية للمرأة ​المسلمة​.. والسعوديات يختلفن عن الأخريات​.​
- معالي العبدلي: الترخيص لـ250 ناديًا رياضيًّا نسائيًّا سيوفر 250 ألف وظيفة نسائية.
- المدربة رقية الزهراني: الدراسات أثبتت أهمية ممارسة المرأة للرياضة ودورها في حمايتها من أمراض القلب والسكر والسمنة بعد سن الثلاثين.
- الناقد الرياضي أحمد الشمراني: أرفض الرياضة النسائية.. ونتطلع لمشروع رسمي يقنعنا بأن الثوابت لن تمس.
- المدربة ريم حمزة: الثوابت لا تمس والنساء يُقبلن حاليًا على الفنون القتالية من كافة الأعمار لمواجهة "التحرش".
- الناقد الرياضي مدني رحيمي: آن الأوان أن تُدعم الرياضة النسائية من الدولة.
- رئيس تحرير الرياضي عمر كاملي: الرياضة النسائية موجودة وتمارس في كثير من الجامعات الخاصة.

 
مع تزايد بعض المطالبات النسائية، والطروحات الطبية حول فوائد ممارسة المرأة للرياضة، ومساهمتها في علاج كثير من الأمراض البدنية، ومواجهة الضغوط النفسية والاكتئاب التي تتعرض لها المرأة، ورفض البعض هذا النوع من الرياضة لمخالفته التقاليد الاجتماعية والأعراف.. ثار الجدل مجددًا حول أهمية الرياضة النسائية في المجتمع السعودي؛ فهناك من يرى أنه لا جديد في هذه المسألة، لافتين إلى عدم وجود بنية تحتية جاهزة لبدء هذا النشاط على مستوى المؤسسات التعليمية النسائية فضلًا عن رفض بعض التقاليد الاجتماعية التي تتحفظ على هذا النوع من النشاط، فيما عبر آخرون عن تفاؤلهم بجدية تفعيل الرياضة النسائية، وعزوا سبب التفاؤل إلى دعم رؤية 2030 لإنشاء مرافق رياضية، ومشاركة المرأة السعودية في أولمبياد البرازيل، وفوائدها الصحية على الفتيات؛ ما سوف يفتح الباب للتوسع في الرياضة النسائية. 


ثقافة مجتمعية:
تقول الطالبة روتانا من جامعة عفت لـ"سبق": إن ممارستها للرياضة ساعدتها كثيرًا في حياتها، وأعطتها قدرًا كبيرًا من الثقة بالنفس، وأن الرياضة نوع من الثقافة الغائبة للأسف عن مجتمعنا، وكثير من الأسر تعتبرها نوعًا من الرفاهية، وهناك أسر أخرى تراها عيبًا، ولذا تعتقد أنه ينبغي أن نغير ثقافتنا ونتعرف إلى أهمية الرياضة في حياة الفرد وفي حياة الفتاة بشكل خاص.


ولفتت إلى أنها تعلمت منذ الصغر فنون الكاراتيه وساعدتها كثيرًا في تقوية شخصيتها وبناء جسدها.


فيما رأت الدكتورة نوف الغامدي أنه من الصعوبة دخول الرياضة بشكل أساسي في المدارس؛ فأغلبها مستأجرة، وضيقة ولا تصلح لممارسة الرياضة، لافتة إلى أنها موجودة بالفعل في المدارس الخاصة المرتفعة الثمن والمجهزة بشكل يسمح بممارسة الرياضة، أما الكثير من المدارس فهي عبارة عن مبانٍ لا تصلح أساسًا لبيئة تعليمية!


تحدٍّ كبير:
وأكدت لـ"سبق" مديرة مؤسسة جدة يونايتد "معالي العبدلي" أن رؤية 2030 تدعم الرياضة النسائية، وتمثلت في تعيين الأميرة ريما بنت بندر كوكيلة لرئيس الهيئة العامة للرياضة تعد خطوة تاريخية سوف تفتح المجال لرياضة البنات، وإدارة نسائية تابعة لها.


مشيرة إلى تصريح الأميرة ريما بخصوص إعطاء 250 ناديًا نسائيًّا رخصةَ الأندية؛ ما سوف يزيد بالتأكيد من فرص التوظيف؛ فهناك 250 ألف وظيفة في خلال السنتين القادمتين للبنات في المجال الرياضي، سواء كان فنيًّا أم إداريًّا أم محاسبيًّا وقانونيًّا.


وعن العقبات التي تواجه الرياضة النسائية، أجابت: المدارس غير مهيأة ولا توجد ملاعب كافية حكومية بدون رسوم، كما أنه لا توجد كوادر رياضية؛ فليس لدينا قسم في الجامعات للإدارة الرياضية، ومن ثم فهناك غياب لخريجات التربية البدنية، ولا ننسى أن هناك بعضَ الفئات من المجتمع لا زالت تشك بل ولا تثق بالقطاع الرياضي بالنسبة للبنات، وبالرغم من تغير الوضع كثيرًا عما مضى إلا أن هناك بعضَ الناس التي لا تحبذ وليس لها وعي كافٍ بأهمية الرياضة بالنسبة للبنات.


وأوضحت العبدلي أهمية الرياضة وحاجة المرأة إليها، قائلة: المرأة السعودية في حاجة أن تكون قادرة على الدفاع عن نفسها، ويجب أن تكون لها قوة بدنية وجسدية إذا وضعت بمكان تستطيع أن تدافع عن نفسها، كما أن الرياضة تعتبر أكبر وقاية وعلاج من أمراض السمنة، والسكري، وهشاشة العظام، وتحارب الضغوط النفسية لمرضى الاكتئاب؛ لأن الدماغ تفرز مادة الأندروفين، وهو هرمون السعادة الذي يسبب السعادة، وأيضًا هرمون السيراتون الذي يسبب التوازن العاطفي في نفس الإنسان.


لافتة إلى أن الرياضة تعد استثمارًا كبيرًا للطاقة والوقت، والجهد، وقتل الفراغ، والتخلص من الأفكار غير السوية لدى الشباب، ولا تنحصر لسن معين.


تغيير الصورة:
وألقت الضوء على مشوار جدة يونايتد منذ بدايته، قائلة: مشوار جدة يونايتد بدأ في عام 2003؛ حيث كانت "لينا المعينا" خريجة ولم يكن هناك مظلة للخريجات لممارسة رياضة كرة السلة، فقامت بتأسيس أول فريق لكرة السلة؛ حيث كانت المدارس لا تسمح للخريجات بممارسة الرياضة، وتبلور هذا الفريق من عام 2003 إلى عام 2006 حتى تحول إلى عمل مؤسسي بسجل تجاري تابع لوزارة التجارة وبعضوية من الغرفة التجارية كتدريب وتقديم فعاليات وإدارة ملاعب للفريق.
 
وعن أهم ما حققته جدة يونايتد للمرأة السعودية، أجابت مديرة المؤسسة: له جانبان مهمان؛ الجانب الأول على المستوى المحلي وهو نشر ثقافة الرياضة في السعودية، وعلى المستوى الدولي؛ حيث استطاع الفريق في مبارياته الودية في أمريكا وماليزيا والأردن والمالديف وغيرها من الدول، أن يعطي جانبًا إيجابيًّا للمرأة السعودية وتغيير الصورة النمطية التي كان يفكر فيها الكثير من المجتمعات لعدم معرفتهم المرأة السعودية،
معتبرة التواصل الرياضي لغة مشتركة للتواصل مع الشعوب.
 
الدفاع عن النفس:
وحول أهمية الرياضة ودورها في بناء النفس، قالت مدربة السلة والحكم رقية الزهراني: أوضحت العديد من الدراسات أهمية الرياضة بالنسبة للمرأة ودورها في الحماية من أمراض القلب والسكر والسمنة، وخاصة بعد عمر الثلاثين.
مشيرة إلى أن رياضات الدفاع عن النفس لها دور كبير في منح الثقة للمرأة، وتعد هامة جدًّا في وقتنا الحالي حتى تمكن المرأة من الدفاع عن نفسها في حالة التعرض للاعتداء أو التحرش.
ورأت أن عملها في مجال التدريب والتحكيم أفادها بشكل جيد من الناحية البدنية والفكرية، كما استطاعت من خلاله تكوين فريق رائع منافس على مستوى جدة في عدة ألعاب "كالسلة، وكرة الطائرة، وتنس الطاولة، مؤكدة أن الرياضة باتت متنفسًا لكثير من الضغوطات العملية والاجتماعية.
 
حماية من التحرش:
وتحدثت لـ"سبق" لاعبة السلة والمدربة ريم حمزة قائلة: الثوابت لا تمس ولا نرضى بذلك، ولا زالت المرأة تعاني من وجود نظرة تمييزية ضدها في مختلف الجوانب الحياتية، وتعد الرياضة هي الضمان للحصول على جسم سليم معافى من الأمراض؛ حيث لها فوائد عدة على صحة الإنسان وعافيته، كما أنها تساهم في إعطاء البدن قدرة على التحمل بسبب النشاط البدني المبذول باستمرار، وهناك رياضات تتطلب الصبر والتحمل ما تكسب جسم المرأة اللياقة وتجعله أكثر قدرة على مواجهة الأمراض التي يسببها الكسل وعدم الحركة.
وبسؤالها عن أكثر الرياضات التي تقبل عليها الفتيات، أجابت: كل فتاة تمارس الفن القتالي الذي يناسبها ويتماشى مع قدراتها، وهناك إقبال زائد في الفترة الحالية من الفتيات على ممارسة الرياضة من كل الفئات العمرية، والرغبة في الانتساب إلى الأكاديميات المختصة لدراسة أساليب الدفاع عن النفس، بسبب تعرضهن لحالات كثيرة من الابتزاز والتحرش، ولذا يتم التركيز في التمارين على تقوية اللياقة البدنية ليصل الجسد إلى القوة الكافية للمواجهة.


مطلب وطني:
أوضح لـ"سبق" الناقد الرياضي الدكتور مدني رحيمي، أن الرياضة النسائية مطروحة على الساحة، وهناك خطوات واضحة لإعطائها المزيد من الاهتمام في المرحلة القادمة، مشيرًا إلى أن دخول مؤسسة إحدى أوائل الفرق الرياضية النسائية لمجلس الشورى يعد مؤشرًا واضحًا لدعم الرياضة النسائية وخطوة لتفعيل دور الكوادر ولتأسيس منظومة رياضية نسائية.
ولفت إلى أن هناك العديد من الأندية النسائية وتمارس فيها العديد من الرياضات ولكن على استحياء، وآن الأوان أن تظهر للعلن وبشكل رسمي مدعوم من الدولة، مشيرًا إلى أن الخطوة الأولى ينبغي أن تكون في المدارس على أن تدخل بشكل إلزامي في مدارس البنات وليس المدارس الخاصة، واعتبرها مطلبًا وطنيًّا للحفاظ على صحة الأطفال والمراهقات النفسية والبدنية، وتليها خطوة فتح النوادي كمجال خصب للاستثمار من قبل رجال الأعمال، وسوف يلاقي رواجًا وإقبالًا من قبل النساء حال وجود نادٍ رياضي كبير يدار بشكل جيد.
 
موجودة بالفعل:
من جهته أوضح رئيس تحرير صحيفة الرياضي عمر الكاملي أن الرياضة النسائية موجودة بالفعل وتمارس في كثير من الجامعات الخاصة، وهناك فرق رياضية في بعض الجامعات والكليات السعودية، ولا ننسى مشاركة المرأة في أولمبياد البرازيل الأخيرة؛ حيث كان للسعودية 3 مشاركات نسائية، وتعد خطوة جيدة.


وأعرب عن تفاؤله بتعيين الأميرة ريما بنت بندر، ورأى أنها سيكون لها دور كبير في المرحلة القادمة، والخطوة الأهم الآن هي تغيير النظرة المجتمعية للرياضة وجعلها أمرًا أساسيًّا ومهمًّا في حياة الفرد، مطالبًا وزارة التعليم بضرورة الإسراع في إضافة برامج اللياقة البدنية للمدارس السعودية حتى يعتاد الطفل من صغره على ممارسة الرياضة وينشأ بشكل صحي متوازن.
رفض الرياضة:


فيما قال لـ"سبق" أحد الرافضين للرياضة النسائية الناقد الرياضي أحمد الشمراني: المرأة السعودية تحتل أولوية مطلقة في رؤية 2030 على كافة الأصعدة، وتأتي الرياضة في هذا الإطار، الذي شكل ملامحه تعيين الأميرة ريما بنت بندر، التي بدأت من أول يوم من التعيين في وضع اللبنات الأولى لمشروعها، ولاسيما أن الأرضية موجودة من مدة لكنها تقابل بعدم قبول من بعض الرافضين في المجتمع، أنا منهم.


وطالب الشمراني الأميرة ريما بنت بندر بتقديم مشروع يقنع المجتمع بأن الرياضة النسائية لا يمكن أن تمس بالثوابت.


من جهته ​قال ​مدير وحدة التوعية الفكرية في جامعة أم القرى​،​ الدكتور محمد السعيدي​: إن العالم الغربي يسعى إلى التغيير القيمي في المجتمع السعودي​،​والرياضة النسائية ​تعد ​خطوة من الخطوات التي يقوم بها الغرب لمحو الصبغة الدينية للمرأة ​المسلمة.​


ولفت إلى أن الأمر ليس مقصودًا به أن تصبح المرأة رشيقة أو تستطيع تربية أبنائها​ وتعليمهم بشكل صحي، بَيْدَ أن الهدف هو تغيير قيم البنات في مجتمعاتنا​، ومن ثم مشاركة المرأة في الأولمبياد​،​ وهناك ضغط شديد كما تعلمون في هذا الاتجاه، وهو أمر مرفوض تمامًا عند علماء السعودية والمجتمع الإسلامي.


وقال: السعودية تعمل بقيم إسلامية راسخة للمحافظة على المرأة السعودية​،​ وهو ما ترفضه الدول الأجنبية​​ وتسعى بكل ما أوتيت من قوة لتغيير تلك القيم من خلال تغريب المرأة​،​ والسير وفق المنظور الغربي، وهو ما أدركه العلماء جيدًا.


وردًّا على وجود الكثير من الدول العربية والإسلامية التي تمارس فيها الرياضة​؛ ​​قال "السعيدي": نرجع إلى حال المرأة في هذه الدول! ستجدها مختلفة عن المرأة السعودية. والمتابع لحال هذه الدول سيرى حالة السفور التي وصلت لها المرأة، ولا ننسى أن هناك دولًا عربيةً وإسلاميةً اكتشفت الخطأ الذي وقعت فيه وتسعى إلى التصحيح والعودة إلى ما كانت عليه؛ ولذا لا نريد أن نخوض التجربة.​
 

أخبار قد تعجبك

No stories found.
صحيفة سبق الالكترونية
sabq.org