الرياض.. "إعلاميون": تطوير وتنقيح منهج "التربية الوطنية" مطلب ملحّ

لتعزيز المواطنة واللحمة بين أبناء الشعب وترسيخ الولاء والانتماء للوطن
الرياض.. "إعلاميون": تطوير وتنقيح منهج "التربية الوطنية" مطلب ملحّ

تركّزت مداخلات الإعلاميين المشاركين في اللقاء الإعلامي الذي عقده ملتقى إعلاميي الرياض "إعلاميون"، السبت الماضي، بمناسبة ذكرى اليوم الوطني للمملكة العربية السعودية 86، حول أهمية إعادة تطوير وتجديد منهج "التربية الوطنية"، وتعزيز الرسالة الوطنية، وترسيخ المواطنة واللحمة بين أبناء الشعب.

 

تعزيز الرسالة الوطنية

واستهلّ الأمين العام للملتقى الإعلامي سعود الغربي، اللقاء -بعد الترحيب بالإعلاميين- بالتأكيد على أهمية دورهم في تعزيز الرسالة الوطنية، وترسيخ المواطنة وتقوية اللحمة الوطنية؛ مثمناً لعضو الملتقى الفخري نائب رئيس مجلس إدارة مجموعة "بن سمار" التجارية مسعد بن نامي، استضافته لهذا اللقاء الوطني.

 

النشء والقِيَم الوطنية

بدأ اللقاء الذي حضره جمع كبير من الإعلاميين من أعضاء الملتقى وزملاء المهنة، بتأكيد المستشار الإعلامي الدكتور سعود المصيبيح، على دور اليوم الوطني في ترسيخ الولاء والانتماء للوطن وقيادته، واستحضار تاريخ توحيد بلادنا، وتضحيات أجدادنا لننعم اليوم بوطن شامخ بالتنمية والأمن والأمان.

 

وأشار إلى أن التعليم عليه دور كبير في غرس القيم الوطنية في النشء وتعميق الولاء، وينبغي أن يكون هناك تعاون وتكامل في الجهود بين وزارتيْ الإعلام والتعليم.

 

وأبان أن الأمم المتحضرة ترسّخ محبة الوطن في مناهج تعليمها، وتضع حب الوطن والانتماء له كأولوية في برنامجها الرسمي؛ كاليابان، وكوريا، وسنغافورة؛ لتحصين النشء من الاختراقات والغزو الفكري.

 

تجديد المناهج

وقال المُحاضر بقسم الإعلام بجامعة الملك سعود "سعد المسعود": إن العملية التعليمية والتنشئة الاجتماعية للأجيال الجديدة تحتاج إلى التطوير والتجديد في التربية الوطنية، وأن يكون منهجاً تُرصد له الدرجات ويوضع في سلم النتائج للطلاب، وأن يكون فيه نجاح ورسوب، وألا يكون مادة تكميلية وأداء واجب فقط.

 

ونادى "المسعود" بأن يتبنى الإعلاميون مبادرة في جانب ترسيخ وتعزيز منهج التربية الوطنية، وأن يكون جزءاً أصيلاً من الخطة التعليمية للوطن، وأن يقابلها دعم من وسائل الإعلام، وأن يكون هذا الدعم طوال العام سواء في شكل برامج تلفزيونية أو تغطيات صحافية أو تناول إذاعي مناسب؛ سواء بالمسابقات أو خلافه.

 

استحضار الملحمة الوطنية

وطالَبَ الدكتور خالد العييدي المذيع التلفزيوني والتربوي المتمرس، بإعادة القيمة للتخصص في سلك التعليم والعمل وفق هذه الآلية المتقدمة؛ مؤكداً أن عدم الالتزام بهذا الأسلوب التعليمي أضاع مادة التربية الوطنية، وأفقَدَ المناهج قيمتها التخصصية.

 

وتطرّق الباحث الإعلامي الدكتور أحمد الشهري إلى ضرورة تعزيز استحضار الملحمة الوطنية التي قادها المؤسس الملك عبدالعزيز بن عبدالرحمن -طيب الله ثراه- لتوحيد السعودية، والتي هي محلّ فخر واعتزاز من أبناء الوطن؛ مشيراً إلى أن الوطنية هي إنجاز وعمل وسلوك وليست شعارات تُرفع للاستهلاك.

 

وقال: إن الوطن يحتاج إلى التلاحم والإنجاز الصادق وتكاتف جميع أبنائه، والحمد لله بلادنا يد تبني للتنمية واليد الأخرى تحمل السلاح لحماية الوطن؛ مشدداً على أهمية احترام رجال الأمن، وتعزيز صورتهم الإيجابية لدى النشء، وأن رجال الوطن حماته الأشاوس سواء على الحدود الخارجية أو في الشأن الداخلي؛ مؤكداً مواقفهم البطولية وجوانبهم الإنسانية السامية التي كان آخر صورها المشرّفة في موسم حج هذا العام، وما لاقاه من نجاح منقطع النظير.

 

أطماع صفوية

وكانت لضيف اللقاء المحلل السياسي الأحوازي حامد الكناني، مداخلة ثرية عن الصراع الإعلامي الذي تشهده المنطقة بين إيران والدول العربية؛ وذلك بعد تقديم التهاني إلى السعودية حكومة وشعباً بمناسبة اليوم الوطني؛ مؤكداً أن السعودية هي القلب النابض لعالمنا العربي والإسلامي؛ "لذا في يوم عيدها نحتفل جميعنا معها ونتوشح علَمَها الخفاق بكلمة التوحيد وسيف العدل والحزم".

 

وأشار "الكناني" إلى أن المنطقة العربية منذ القِدَم وحتى الآن، محطّ أطماع الدولة الصفوية، وتسعى جاهدة لتنفيذ أجندتها التخريبية في المنطقة العربية؛ ولكن "عاصفة الحزم" ردعتها وقزّمتها.

 

وأردف أن الإعلام الإيراني يعمل وفق استراتيجية لمحاولة تشويه السعودية، كما يفعل في تغطيته لمواسم الحج ومحاولته تشويه الجهود السعودية والنيل منها؛ برغم نجاح الحج كل عام.

 

دور الإعلام الموجه

وأشار المحلل السياسي إلى أن الإعلام السعودي الناطق باللغة الفارسية له تأثير إيجابي في الشارع الإيراني؛ مثمناً لوزير الثقافة والإعلام السعودي الدكتور عادل الطريفي جهوده المشهودة في هذا الجانب، ومطالباً بتعزيز هذا الحضور لتعرية الفكر الصفوي، وكشف مخططاته العدائية تجاه العالم العربي، في الداخل الإيراني وباللغة الفارسية نفسها.

 

وعقّب على حديث "الكناني" كلٌّ من المدير الإقليمي لمؤسسة "اليوم" الصحافية والمدير التنفيذي لمجموعة "رونا" خالد الغانم؛ مشيريْن إلى أن الجهود الإعلامية التي بُذلت أخيراً، جعلت المواجهة مع إيران حاضرة في حياة الناس وخاصة الإعلاميين؛ مطالبيْن بتكاتف الجميع في إيصال صوت الحق إلى الداخل الإيراني.

 

فيما بيّن المختص بالشأن الإيراني عايد الشمري، أن هناك جهود كبيرة تبذلها وزارة الثقافة والإعلام السعودية في إيصال الصورة الحقيقية عن الصراع الفارسي العربي، وأن هذه الجهود أصبحت تُقلق الإعلام الإيراني والسياسة الإيرانية؛ منبهاً إلى أن عمر هذه المبادرات لا يتجاوز عاماً واحداً فقط، ومؤكداً في الوقت نفسه أن تراكم التجارب وتعزيز الأعمال الإعلامية بهذا المستوى سيحقق نتائج أكبر في المستقبل.

 

قناة الحج

أما المستشار الإعلامي بوزارة الثقافة والإعلام هاني الغفيلي؛ فتحدث عن تجربة قناة "الحج" الناطقة بالفارسية؛ موضحاً أن العمل الإلكتروني من خلال شبكات التواصل الاجتماعي كان يستهدف الوصول إلى مليون متابع أثناء موسم الحج؛ ولكن من المبهج أنهم حققوا مليونيْ متابع عبر "الفيسبوك" فقط؛ ما بين تعطش الداخل الإيراني إلى المعلومات والحقائق.

 

وحَظِيَ اللقاء بالعديد من المداخلات الهادفة حول الوطن والمواطنة والمسؤولية التي يجب أن يضطلع بها الإعلاميون.

 

وفي نهاية اللقاء تم التقاط صورة جماعية، وتناول الجميع طعام العشاء.

أخبار قد تعجبك

No stories found.
صحيفة سبق الالكترونية
sabq.org