"السديس" يستعرض فضائل المدينة المنورة وآداب المسجد النبوي

أكد أنها منطلق حضارة الإسلام وهي محصنة ضد "رعب الدجال"
"السديس" يستعرض فضائل المدينة المنورة وآداب المسجد النبوي
تم النشر في

ألقى الرئيس العام لشؤون المسجد الحرام والمسجد النبوي الشيخ الدكتور عبدالرحمن بن عبدالعزيز السديس أول خطبة له على منبر المسجد النبوي الشريف.

وقال "السديس": المتأمل في أحوال هذا الكون سيجد أن أعظم الدلائل على وحدانية الله وأكبر الشواهد على ربوبيته وكمال حكمته وعلمه وقدرته أنه يختار من يشاء من الأشخاص والأمكنة، ويخص ما يريد من الأشياء والأزمنة، لمقاصد عظمى، وغايات كبرى تقوم عليها مصالح العباد فلا شريك له سبحانه.

وأضاف: من أجلّ ذلك الاختيار اصطفاؤه سبحانه طيبة الطيبة المدينة النبوية، لتكون مهاجر الرسول صلى الله عليه وسلم، هي بعد مكة خير البقاع، وأشرف الأماكن والأصقاع.

وأردف: إنها مدينة الحبيب صلى الله عليه وسلم، إنها المدينة المنورة ما زالت بالخيرات والبركات مسورة وطيبة الحبيبة وطابة اللبيبة، جعلها الله منطلقاً للرسالة الإسلامية الخالدة ومتنزلاً لوحيه ومهدًا لدعوة نبيه، هي منارة الإسلام ومأرز الإيمان ومضن العقيدة ومركز الحضارة، ومنطلق القيادة والسيادة والريادة للعالم الإسلامي، على ضوء منهج الوسطية والاعتدال بعيداً عن التطرف والغلو والإرهاب والطائفية والإرعاب وتحقيق الاعتصام بالكتاب والسنة كما قال تعال: "وَاعْتَصِمُوا بِحَبْلِ اللَّهِ جَمِيعًا وَلَا تَفَرَّقُوا".

وتابع: من هنا انطلقت حضارة الإسلام تنضح خيراً وأمناً ورحمة وعدلاً وتسامحاً وسلاماً "وَمَا أَرْسَلْنَاكَ إِلَّا رَحْمَةً لِّلْعَالَمِينَ" على أساس التوحيد لله وإخلاص الدين له وتحقيق العقيدة الصحيحة .

وقال "السديس": من فضائلها أن الله قد عطف الإيمان عليها، فقال: "وَالَّذِينَ تَبَوَّؤُا الدَّارَ وَالْإِيمانَ مِنْ قَبْلِهِمْ يُحِبُّونَ مَنْ هاجَرَ إِلَيْهِمْ وَلا يَجِدُونَ فِي صُدُورِهِمْ حاجَةً مِمَّا أُوتُوا وَيُؤْثِرُونَ عَلى أَنْفُسِهِمْ وَلَوْ كانَ بِهِمْ خَصاصَةٌ وَمَنْ يُوقَ شُحَّ نَفْسِهِ فَأُولئِكَ هُمُ الْمُفْلِحُونَ".

وأضاف: بني فيها المسجد النبوي الذي أسس على التقوى قال تعالى: "لَا تَقُمْ فِيهِ أَبَدًا  لَّمَسْجِدٌ أُسِّسَ عَلَى التَّقْوَىٰ مِنْ أَوَّلِ يَوْمٍ أَحَقُّ أَن تَقُومَ فِيهِ فِيهِ رِجَالٌ يُحِبُّونَ أَن يَتَطَهَّرُوا  وَاللَّهُ يُحِبُّ الْمُطَّهِّرِين".

وأردف: من مناقب المسجد المبارك أنه أحد المساجد الثلاثة التي لا يجوز شدّ الرحال إلا إليها، فعن أبي سعيد الخدري رضي الله عنه قال: سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول: "لا تُشَدُّ الرِّحَالُ إِلاَّ إِلَى ثَلاثَةِ مَسَاجِد: المَسْجِدِ الحَرَام وَمَسْجِدِي هَذَا وَالمَسْجِدِ الأَقْصَى".

وتابع: الصلاة فيه مضاعفة الجزاء فرضاً ونفلاً في أصح قولي العلماء، فعن أبي هريرة أن النبي صلى الله عليه وسلم قال: "صَلَاةٌ فِي مَسْجِدِي هَذَا أَفْضَلُ مِنْ أَلْفِ صَلَاةٍ فِيمَا سِوَاهُ إِلَّا الْمَسْجِدَ الْحَرَامَ".

وقال "السديس": فيه بقعة هي روضة من رياض الجنة فعن أبي هريرة رضي الله عنه قال: قال سول الله صلى الله عليه وسلم "مَا بَيْنَ بَيْتِي وَمِنْبَرِي رَوْضَةٌ مِنْ رِيَاضِ الْجَنَّةِ، وَمِنْبَرِي عَلَى حَوْضِي" متفق عليه . وعند أحمد: "ومنبري هذا على تُرعة من تُرع الجنة"، وعند النسائي "إن قوائم منبري هذا رواتب في الجنة".

وأضاف : لقد جعل الله هذه المدينة المنيفة حرماً آمناَ لا يرهق فيها دم ولا يحمل فيها سلاح، فالمدينة حرام بين لابتيها وحرتيها وجبليها ومأزميها.

وأردف: لا يكيد أهل المدينة أحد أو يريدهم بسوء أو شر إلا انماع كما ينماع الملح في الماء، ومن أظهر في المدينة حدثاً أو آوى محدثاً فقد عرض نفسه للوعيد الشديد، يقول رسول الله صلى الله عليه وسلم: "الْمَدِينَةُ حَرَمٌ مَا بَيْنَ عَيْرٍ إِلَى ثَوْرٍ، فَمَنْ أَحْدَثَ فِيهَا حَدَثًا، أَوْ آوَى مُحْدِثًا، فَعَلَيْهِ لَعْنَةُ اللهِ وَالْمَلَائِكَةِ وَالنَّاسِ أَجْمَعِينَ، لَا يَقْبَلُ اللهُ مِنْهُ يَوْمَ الْقِيَامَةِ صَرْفًا، وَلَا عَدْلًا".

وتابع: لا يدخلها رعب الدجال و لا فزعه، ولا يردها ولا تطؤها قدمه، الملائكة على أنقابها وأبوابها وطرقها ومحاجها،  يحرسونها ويذبون عنها وفي سكناها البركة ما يستحقر دونها كل رغد ورخاء ورفاه فعن أبي هريرة رضي الله عنه أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال "يَأْتِي عَلَى النَّاسِ زَمَانٌ يَدْعُو الرَّجُلُ ابْنَ عَمِّهِ وَقَرِيبَهُ: هَلُمَّ إِلَى الرَّخَاءِ، هَلُمَّ إِلَى الرَّخَاءِ، وَالْمَدِينَةُ خَيْرٌ لَهُمْ لَوْ كَانُوا يَعْلَمُونَ".

وقال "السديس": ينبغي لمن أراد المجاورة بالمدينة أن يكون لين الأعطاف هين الانعطاف حافظا لحرمة مكانها محافظاً على مراعاة سكانها ، وأنتم تقدمون إلى مدينة المصطفى المختار تذكروا وجوب اتباع سنته واقتفاء محجته والارتواء من سيرته، مشيداً بالاهتمام الذي لاقته طيبة الطيبة فقال: ألا وإن من فضل الله سبحانه أن حظيت مدينة المصطفى صلى الله عليه وسلم بمزيد من العناية الفائقة والرعاية السامقة من ولاة الأمر في بلادنا المباركة منذ تأسيسها إلى اليوم.

وأضاف: أوسع البراهين الناطقة والأدلة العابقة تلك التوسعة المعمارية التأريخية  الباهرة الأخاذة التي تعد مفخرة لكل مسلم وإشراقة ساطعة في جبين التأريخ .

أخبار قد تعجبك

No stories found.
صحيفة سبق الالكترونية
sabq.org