يواصل استمرار الركود في السوق العقاري في جميع مدن ومحافظات المملكة انخفاضه بنسبة أكبر على أطراف المدن بواقع 45 %، كما جاء أقل انخفاضًا من المواقع القريبة من العمار بنسبة 20 % فيما تماسكت أسعار المناطق المحيطة بالمنطقة المركزية القريبة من المسجد الحرام.
وأوعز الشريف محسن السروري، عضو لجنتي الاستثمار والعقار في غرفة مكة المكرمة، هذا الانخفاض في أسعار العقار إلى ستة أسباب رئيسة أولها استمرار وزارة الإسكان بالتشديد والوعيد على المتخلفين من أصحاب الأراضي البيضاء في التسجيل في برنامج رسوم الأراضي البيضاء بوزارة الإسكان حيث بلغت مساحة الأراضي التي تم تسجيلها ضمن البرنامج 25 مليون متر مربع على مدن الرياض وجدة والدمام، خلال الأسابيع الماضية موضحًا أن الإقبال يتزايد.
وأضاف "السروري": ومن ضمن الأسباب أيضًا ارتفاع أسعار الفائدة وتراجع الإنفاق الحكومي على المشروعات وكثرة حجم المعروض وقلة الطلب على الأراضي، بالإضافة إلى تدني عوائد الأسواق العقارية في جميع المناطق وكذلك هبوط أسعار النفط .
وأكد الشريف أن العقار يعيش حالة ركود وانخفاض في جميع المناطق، حتى طالت الأحياء المركزية وإحجام المستثمرين لوجود كثرة المعروض، مشيرًا إلى أن الأراضي العقارية الأكثر تضررًا مناطق أطراف المدن حيث وصل الانخفاض إلى 45 % وأيضًا كثرة عرض للقطع والأراضي الخام، وقلَّ الطلب مثل شمال وجنوب وغرب وشرق مكة المكرمة في عموم المخططات والأحياء العشوائية وأما الأقل انخفاضًا الأراضي التي تكون ضمن النطاق العمراني القريب من الخدمات إلى 20 % .
وقال "السروري": إن وزارة الإسكان تتابع عملية تسجيل الأراضي البيضاء بشكل دوري وهنا نقول هذا الإجراء هو حجر الزاوية في انخفاض العقار وركوده وسوف تتضح الرؤية للبائع والمشتري وأعتقد أن الانخفاض سوف يستمر سنة أو سنتين على الأقل ويُستحسن أن يتخذ جميع الملاك التصحيح في الأسعار؛ حتى تتواكب مع العرض والطلب.
وأردف "السروري" أن العمل جارٍ وفق المخطط له من وزارة الإسكان على توفير المعروض، وذلك من خلال مشروعات إسكانية ضخمة في جميع مناطق السعودية، ويتم تأهيل المطورين العقاريين لتوفير المشروعات.
وأضاف "السروري" أن دعم عجلة الإسكان سوف يتواكب مع المقومات التي حصلت في الآونة الأخيرة في دولتنا العزيزة من دعم لوزارة الإسكان، وفرض رسوم الأراضي البيضاء الذي بانت بوادره، وسعي ولاة الأمر في راحة المواطن وتسهيل عجلة النماء؛ لتحقيق حلم المواطن صاحب الدخل المحدود بامتلاك أرض أو بيت في مكة المكرمة؛ ليكون حقيقة تطولها يد كل مواطن باختلاف الفئات، وذلك بعد تدني أسعار العقار بنسبة فاقت توقع تجار الأراضي والمنازل، الذين قاموا بدورهم ببلورة تجارتهم، وتغيير مسارها إلى مجالات أخرى.
ومن جهة أخرى، أوضح المشرف على برنامج رسوم الأراضي البيضاء بوزارة الإسكان، محمد المديهيم، عن مساحة الأراضي التي تم تسجيلها ضمن البرنامج خلال الأسابيع الأربعة الماضية، موضحًا أن الإقبال يتزايد.
وأوضح "المديهيم" أن ما تم تسجيله حتى الآن بلغ أكثر من 25 مليون متر مربع، وأن الإقبال على التسجيل يتزايد، حيث بلغ ما سجل اليوم مليوني متر مربع، وأمس أربعة ملايين متر مربع، وسيكون هناك الكثير من الأراضي التي ستسجل حتى نهاية المدة المتبقية على التسجيل.
يُذكر أن وزارة الإسكان أعلنت في شهر يونيو الماضي، عن النطاق الجغرافي المستهدف لتطبيق المرحلة الأولى من نظام رسوم الأراضي البيضاء في مدن الرياض وجدة والدمام، على أن يتم التسجيل خلال 6 أشهر من ذلك التاريخ.