نجحت السياسة الخارجية السعودية خلال الـ24 ساعة الأخيرة، في امتلاك أحدث المنظومات الدفاعية في العالم، بدأتها بشراء نظام "إس-400" الروسي للدفاع الجوي ؛ أثناء الزيارة التي يقوم بها حالياً خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبدالعزيز ،يحفظه الله، للعاصمة الروسية موسكو.
وعقب ذلك بساعات قليلة، سارعت وزارة الدفاع الأمريكية "البنتاجون"، للموافقة على طلب قديم، سبق أن قدمته المملكة لشراء صفقة نظام "ثاد" الدفاعي المضاد للصواريخ، وهو الأمر الذي كان محل إشادة من المحللين السياسيين في المملكة والعالم، الذين رأوا أن السعودية حققت أكثر مما تريد، في أقل من 24 ساعة، بتأمين أحدث المنظومات الدفاعية، لدى روسيا والولايات المتحدة الأمريكية.
وحظي خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبد العزيز، بالكثير من المديح والإشادة، لحكمته في تعزيز التوازن في السياسة الخارجية للمملكة، وبخاصة مع الدول الكبرى، ورأوا أن عدم اعتماد السعودية على دولة كبرى بعينها، يضمن للرياض تنويع خياراتها الخارجية، مشيرين إلى أن قبول البنتاجون الأمريكي ببيع منظومة ثاد الدفاعي للمملكة، بعد فترة مماطلة غير مبررة، جاء كردة فعل سريعة لموافقة روسيا على بيع نظام إس-400 للدفاع الجوي للمملكة، وأوضحوا أن المملكة تجني اليوم ثمار السياسة الخارجية المعتدلة والحكيمة.
وأعلنت وزارة الدفاع الأمريكية عن قلقها من الاهتمام الذي يبديه عدد من حلفاء الولايات المتحدة بمنظومات "إس-400" الصاروخية الروسية للدفاع الجوي، وقالت المتحدثة باسم وزارة الدفاع الأمريكية، ميشيل بالدانزا، في مؤتمر صحفي عقدته ،أول أمس الخميس: "إننا نشعر بقلق من شراء بعض حلفائنا لمنظومة إس-400، في إشارة إلى عدد من الدول، وعلى رأسها المملكة العربية السعودية.
وأضافت: "لا بد من الحفاظ على التطابق العملياتي (لأنظمة الحلفاء) مع أنظمة أسلحة الولايات المتحدة والدول الأخرى في المنطقة وذلك خلال تنفيذ صفقات عسكرية كبيرة خاصة بشراء الأسلحة"؛ حيث جاءت هذه التصريحات تعليقاً على إعلان المملكة عن إبرامها صفقة منظومات صواريخ "إس-400" الروسية.
وقال "البنتاغون"، أمس الجمعة، أن وزارة الخارجية الأمريكية وافقت على صفقة لبيع نظام ثاد الدفاعي المضاد للصواريخ للسعودية قيمتها 15 مليار دولار، وقالت الوزارة في بيان لها أن "هذا البيع يدعم الأمن القومي الأمريكي ومصالح السياسة الخارجية من خلال دعم أمن بلد صديق، ويدعم الأمن طويل الأمد للمملكة العربية السعودية ومنطقة الخليج في مواجهة إيران والتهديدات الإقليمية الأخرى ؛ حيث تستخدم منظمة صواريخ ثاد لصد أي هجمات بصواريخ باليستية.
ويأتي الإعلان الأمريكي، بعد ساعات قليلة، من اتفاق المملكة وروسيا على توريد عدد من أنظمة الدفاع الجوي المتقدم (S-400)، وأنظمة (Kornet-EM)، وراجمة الصواريخ (TOS-1A)، وراجمة القنابل (AGS-30)، وسلاح (كلاشنكوف AK- 103) وذخائره.
وأعلنت الشركة السعودية للصناعات العسكرية عن توقيع مذكرة تفاهم وعقد الشروط العامة مع شركة (روزوبورن اكسبورت) وهي شركة تصدير الأسلحة والمنتجات العسكرية التابعة لروسيا الاتحادية، وبتوجيه من سمو ولي العهد نائب رئيس مجلس الوزراء وزير الدفاع، وقع الجانبان على هذه الاتفاقيات التي من المتوقع أن تقوم بدور محوري في نمو وتطوير قطاع صناعة الأنظمة العسكرية والأسلحة في المملكة العربية السعودية.