في العرف السياسي والعلاقات الدولية، وحتى في تاريخ الأزمات الدولية والإنسانية، ربما لم تقم أي دولة بفتح حدودها أمام جارة، أيًّا كان مستوى العلاقات، ليصل لدرجة ما قام به خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبد العزيز - حفظه الله - الليلة من فتح المنفذَيْن البري والجوي أمام الحجاج القطريين الأشقاء، وذلك في سابقة تاريخية، تُضاف لقائمة الشرف والشهامة العربية في تاريخ الأشقاء الخليجيين والعرب.
كما أن تكفله - حفظه الله - بنقل الحجاج القطريين كافة من مطار الملك فهد الدولي في الدمام ومطار الأحساء الدولي على ضيافة مقامه الكريم، ضمن برنامج ضيوف خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبد العزيز آل سعود للحج والعمرة، هو في السياق نفسه لمواقفه الكريمة تجاه أشقائه من أبناء الشعب القطري.
الحدث أيضًا يأتي في سِجل السعودية ضمن تقدير كل المواقف النقية وكل الوساطات الشريفة؛ فالقراران جاءا أيضًا تقديرًا لوساطة الشيخ عبدالله بن علي بن عبدالله بن جاسم آل ثاني.
هذه المواقف يبرز فيها أيضًا أحد رجال سلمان في المرحلة، وهو نائبه - حفظه الله - صاحب السمو الملكي الأمير محمد بن سلمان بن عبدالعزيز الذي كان دائمًا في قلب الأحداث، وخلف المنجزات.
وطوال تاريخها واجهت السعودية الخلافات السياسية بعزلها بشكل كامل عن أداء الشعائر الدينية؛ فالخلافات بين القيادات السياسية لا مكان لها في الحج، وأثبتت السعودية ذلك بالقول والفعل، وعبر تاريخ طويل.
سياسة السعودية ثابتة؛ فهي تنظر للحج بوصفه حقًّا دينيًّا خالصًا لكل مسلم، وتلتزم بتقديم أرقى الخدمات لكل ضيوف الرحمن، بغض النظر عن أي جنسية أو مواقف سياسية.