أكد الشيخ خلف بن محمد المطلق عضو الإفتاء سفير مشروع نبراس أن مواجهة انتشار ظاهرة المخدرات واجب وأمن وطني شديد الأهمية، وينبغي لجميع الجهات أن تتعاون وتتآزر من أجل الوقوف ضد هذه الآفة التي تستهدف أبناءنا وشبابنا، جاء ذلك خلال رعاية توقيع مذكرة تعاون بين اللجنة الوطنية ومكاتب الدعوة والإرشاد وتوعية الجاليات، حيث كان في استقباله لدى زيارته والوفد المرافق له مقر اللجنة الوطنية لمكافحة المخدرات أمين عام اللجنة الوطنية لمكافحة المخدرات، مساعد مدير عام مكافحة المخدرات للشؤون الوقائية، رئيس مجلس إدارة مشروع "نبراس" عبد الإله بن محمد الشريف بمقر اللجنة الوطنية بالرياض.
وأوضح أمين عام اللجنة الوطنية لمكافحة المخدرات عبدالإله بن محمد الشريف أن دور الدعوة والدعاة مهم جدا في مواجهة ظاهرة المخدرات، فالتذكير بحدود الله واستنهاض همم المسلمين لدرء الأخطار مهمة جليلة لها أهلها من رجال العلم، الذين لهم مكانتهم الرفيعة في مجتمعنا.
واستعرض الشريف خلال الاجتماع الخطة التنفيذية للبرامج الوقائية والجهات الشريكة وكيفية التنسيق مع مكاتب الدعوة وتفعيل دور المساجد، مضيفاً أن المشروع الوطني للوقاية من المخدرات (نبراس) سيضطلع بدور كبير في تهيئة الدعاة وأئمة المساجد من خلال خطة شاملة، لتدريبهم وبناء قدراتهم وفق أسس علمية منهجية اعتمدها مشروع نبراس؛ من أجل بيان وتوضيح أضرار المخدرات وسبل الوقاية منها وتحديد الفئات المستهدفة، وفقاً لجدول زمني محدد، ثم دور الدعاة وأئمة المساجد، بعد ذلك في توصيل تلك الرسالة النبيلة للمواطنين في كل مناطق المملكة، من خلال المحاضرات وخطب الجمعة والدروس الدينية في المساجد، خصوصًا بين الشباب والأطفال لأنهم الفئة الأكثر استهدافًا، وكذلك التركيز على دور الأسرة في الوقاية والتوعية لأنها حجر الأساس في التوعية والإرشاد.
كما ذكر الشريف أن مشروع نبراس اعتمد مسابقات توعوية في أكثر من 30 مسجدًا في مختلف مناطق المملكة خلال شهر رمضان الكريم، كما ستكون هناك محاضرة مهمة لسماحة المفتي العام تتناول ظاهرة المخدرات وأحكامها وكيفية الوقاية منها في السابع والعشرين من الشهر الجاري.
من جانبه بيَّن الشيخ خلف بن محمد المطلق عضو الإفتاء سفير مشروع نبراس أن الوازع الديني هو صمام الأمان في توقي الإنسان الشر والإسراع إلى الخيرات، موضحاً أن مكاتب الجاليات مكاتب تطوعية من أجل السعي إلى نشر قيم الخير والفضيلة في المجتمع، وهناك تعاون وثيق بين هذه المكاتب وزارة الداخلية ووزارة الشؤون الإسلامية لحماية وتوعية أبناء هذا الوطن والمقيمين فيه.
وأضاف فضيلته أن الأمانة والمسؤولية الوطنية والاجتماعية تحتم علينا السعي للحفاظ على أبنائنا والأجيال القادمة، واحتواء من زلت بهم القدم في هذا الطريق المظلم، من خلال خطة متكاملة بتنسيق وتعاون الجهات المعنية لتنفيذ البرامج الوقائية وفق الضوابط الموضوعة وبالتنسيق مع اللجنة الوطنية ومكاتب الدعوة بعيداً عن الجهود الفردية التي لا تؤتي ثمارها المطلوبة.
على الصعيد ذاته أشار الشيخ حامد الشمري مدير مكتب التوعية بالنظيم إلى نجاح الملتقيات الدعوية من خلال مناشطها ومحاضراتها في استقطاب بعض الشباب الذين رجعوا عن طريق المخدرات، وأعلنوا توبتهم وأصبحوا أعضاء يقدمون النصيحة وتوضيح خطورة هذه الآفة، وعرض تجاربهم المريرة التي عاشوها خلال الإدمان، واستطاعتهم التغلب على هذه المحنة والانعتاق من قيود الإدمان ومخالبه، والعودة إلى الحياة الطبيعية من جديد.
من جهته قدم الرئيس التنفيذي للمشروع الوطني للوقاية من المخدرات "نبراس" ومستشار اللجنة الدكتور نزار بن حسين الصالح رؤيته حول تلك المناشط الدعوية بضرورة الإعداد الجيد لهذه الجهود من أجل بلوغ الأهداف بدقة بعيدًا عن الارتجالية والفردية، مشدداً على ضرورة التدريب الجيد وبناء القدرات وتنمية المهارات وتوحيد الجهود.
واقترح الصالح تكوين مجلس إدارة تنسيقي في مكتب التوعية الجاليات يرتبط بالمشروع الوطني للوقاية من المخدرات (نبراس)، ليكون همزة الوصل بينهما من أجل سرعة الإنجاز وتحفيز سرعة العمل ودقة الأداء.
فيما دعا الدكتور فؤاد بن عبدالرحمن الرشيد المدير التنفيذي لمكتب الدعوة بالبديعة إلى ضرورة إقامة ورش عمل دائمة والاستعانة بأصحاب الخبرة والعلم ومشاركة المختصين باللجنة الوطنية، للوصول إلى الجاهزية التامة للقيام بالمهمة على الوجه المطلوب، واستغلال كل إمكانيات مكاتب الدعوة والإرشاد المنتشرة في جميع مناطق المملكة.
وفي ختام الاجتماع حذر أمين عام اللجنة الوطنية لمكافحة المخدرات، رئيس مجلس إدارة مشروع "نبراس" الأستاذ عبدالإله بن محمد الشريف من خطورة وسائل التواصل الاجتماعي في الترويج للمخدرات والمؤثرات العقلية، مبيناً أن هناك إدارة خاصة في المديرية العامة لمكافحة المخدرات مختصة بالجرائم الإلكترونية، وقد تم القبض على العديد من المروجين من خلال الشبكة العنكبوتية وخصوصًا وسائل التواصل الاجتماعي، مؤكدًا أنه سيتم - بإذن الله - تحقيق الأهداف المرسومة بوجود الرجال المخلصين لهذا الوطن وخصوصًا الدعاة وأئمة المساجد لدورهم الحيوي المباشر في إيصال تلك الرسالة النبيلة.