يقوم الوطن لينحني إجلالاً لأرواح أبطاله، وتغيب الشمس خجلاً من تلك الشموس التي قدمت أرواحها رخيصة لحماية الأوطان، ويسجل أبطالنا على الحد الجنوبي صوراً مشرفة من صور الملاحم البطولية المفعمة بالإصرار والعزيمة حتى يتحقق النصر - بإذن الله -، ومن بين صور شهداء الواجب صورة الشهيد الجندي أول عبدالله بن محمد علي الحاتمي، الذي استشهد في ميدان العز والشرف، أثناء مواجهة العدوان في الحد الجنوبي بمنطقة نجران.
وقال زملاؤه إنه منذ انطلاق "عاصفة الحزم" و"إعادة الأمل" للدفاع عن اليمن الجار الشقيق ورفع الظلم عن أهله كان الشهيد حريصاً على أن يكون في الخطوط المتقدمة، حتى أنه أصيب مرتين خلال سير العمليات، وبعد كل مره يتعافى ويشفى يأبى إلا أن يعود ليلتحق مع زملائه الأبطال في جبهات القتال، واضعين أمام أعينهم " النصر أو الشهادة " شعاراً لهم، حتى نال مراده واستشهد في ميدان القتال، وقالوا: "عندما حملناه وجدناه متمسكاً بسلاحه وشاهراً إصبعه السبابة موحداً "لا إله إلا الله".
والشهيد عبدالله الحاتمي هو الابن الأكبر لوالده المتقاعد والذي يعول أسرتين كبيرتين، كان قد أنهى تجهيز بيت الزوجية وكان زواجه محدداً موعده بعد ثلاثة أشهر.
وأكد والد الشهيد الحاتمي أنه فخور بما قدمه ابنه وزملاؤه من تضحيات في سبيل أن ينعم الوطن وساكنوه بالأمن والأمن، وقال: "لن نتوانى في تقديم كل غال، الأنفس والأبناء، للدفاع والذود عن بلاد الحرمين الشريفين".
من جانبه، قال هاشم علي الحاتمي "ابن عم الشهيد" إن عبدالله كان باراً بوالده ووالدته رحيماً بإخوته، متميزاً بحسن الخلق والشجاعة والإقدام، يحب الأعمال الخيرية ومساعدة الآخرين، مواظباً على الصلاة وأمور دينه، حسن العشرة مع الجميع غيوراً على دينه ووطنه.
وكانت قد شيَّعت جموع غفيرة بمحافظة الليث بمنطقة مكة المكرمة، يوم أمس، شهيد الواجب "الحاتمي"، وأدى المصلون يتقدمهم محافظ الليث محمد عبدالعزيز القباع الصلاة على الشهيد بالجامع الكبير.