الطريفي في الجزء الثاني من حواره مع "سبق": لن نسمح لهم برسم صورتنا .. وسنحمي الصحفيين في هذه الحالات

قدَّم رؤيةً شاملةً عن حرية الرأي والتلفزيون وإفلاس المؤسسات وقال: على الصحف الإلكترونية أن تحترم نفسها مهنياً
الطريفي في الجزء الثاني من حواره مع "سبق": لن نسمح لهم برسم صورتنا .. وسنحمي الصحفيين في هذه الحالات

- تبني مهرجان الأفلام السينمائية جزءٌ من الدور الثقافي لجمعية الثقافة والفنون وفروعها.
-  هذه إجابتي عمَّن اتهمنا بإهمال مطالبات المثقفين وصندوق الأدباء.
- صدام الأكاديميين والأدباء في الأندية الأدبية يحمل تصنيفات لا تتصل بجوهر الثقافة وفعلها
- لن نحمي الصحفيين إلا في هذه الحالات.
-  الذين ينتقدون التلفزيون السعودي أدعوهم إلى زيارته أولا.
-  لن ندعم المؤسسات الصحفية التي تحتضر وتفلس!
-  لا دخل لي في تصحيح أوضاع الصحف الإلكترونية .. عليها  أن تحترم نفسها "مهنياً" فتكسب القارئ.
- لتقديم العون للزملاء في المؤسسات الإعلامية هناك دورات تدريبية وبرامج ابتعاث نخطط لها.
- العمل مع المثقفين صعب وتحدٍّ كبير لهذه الأسباب!
- لسنا معنيين بفصل الثقافة عن الإعلام  لسبب بسيط.
- سنتدخّل في حرية الرأي في هذه الحالة.
- نسابق الزمن لإنعاش جمعية الصحفيين والتشكيليين.
- معرض الكتاب بجدة لا يعني تعميم التجربة والقراءة ليست مرتبطة بالمعارض.
- سنعمل على إنشاء أكاديميات متخصّصة وعلى المؤسسات الإعلامية القيام بدورها في ذلك.
- عن توسيع فرص رؤساء تحرير "الإلكترونية" في الوفود الرسمية اسأل هؤلاء؟
- عن هيئة الصحفيين أقول: استفيدوا من تركي السديري والرياديين.
- مقتدرون ولن نسمح للوسائط الأجنبية برسم صورتنا
-  المدينة الإعلامية ستكون حاضنةً لكل الوسائل الإعلامية ومن خلالها يُنظم البث.
- نحن بصدد إطلاق مشروع خاص يتصل بالانتماء الوطني وتعزيزه لدى الشباب بالشراكة مع عدد من الجهات
- وضع المجالس الأدبية غير مرضٍ .. وسنطرح اللائحة الأساسية للأندية الأدبية قريباً.

 

حاوره: رئيس التحرير
تصوير : عبدالملك سرور

في الجزء الثاني من حوار "سبق" مع وزير الثقافة والإعلام د. عادل الطريفي حاولنا جاهدين أن نضع على طاولته أبرز الملفات وأكثرها حضوراً في أوساط الإعلاميين والمثقفين، ليؤكد الوزير بدوره أن تبني مهرجان الأفلام السينمائية جزء من الدور الثقافي لجمعية الثقافة والفنون وفروعها، مؤكداً أن صدام الأكاديميين والأدباء في الأندية الأدبية يحمل تصنيفات لا تتصل بجوهر الثقافة وفعلها، كاشفاً عن الحالات التي تحمي فيها الوزارة الصحفيين، مطالباً في سياق آخر الذين ينتقدون التلفزيون السعودي لزيارته أولاً.
وقال "الطريفي" في الجزء الثاني من الحوار: لن ندعم المؤسسات الصحفية التي تحتضر وتفلس، ولا دخل لي في تصحيح أوضاع الصحف الإلكترونية.. عليها هي أن تحترم نفسها "مهنياً" فتكسب القارئ، كاشفاً أنه لتقديم العون للزملاء في المؤسسات الإعلامية هناك دورات تدريبية وبرامج ابتعاث نخطط لها.

 

ملخص الجزء الأول من الحوار:
المسألة لا تتصل بعمر الوزير إن كان شاباً أم لا، بل بالقدرة على تطبيق الرؤية والأفعال. نحن اليوم أمام مستقبل مختلف وبرنامج تحول وطني، ونعمل على هيكلة الوزارة. نحن شركاء نحمل ذات الهم، ونسعى ليكون لإعلامنا صوتاً رفيع المستوى. سنطور الإعلاميين ونبتعثهم ونتكامل مع المثقفين. نعم.. نقرّ بملفات نقصها التنظيم والقواعد.. والمراجعات مستمرة. لسنا معنيين بفصل الثقافة عن الإعلام لسبب بسيط!. لن نسمح بالعبث.. وسنغلق هذه القنوات. سنقنن وسائل الإعلام الجديدة عبر تحديد الهوية الإعلامية لكل وسيلة. لحقوق المؤلف أولوية حصانة للفكر وقد تتداخل مع الملكية الفكرية. لا علاقة لوسائل الإعلام بمؤسسات المجتمع المدني لا تنظيمياً ولا ممارسة. الثقافة هاجسي وهذه هي الحلول التي أعمل عليها.

 

الجمعيات.. لم تنضج:
- جمعية الصحفيين.. جمعية التشكيليين.. إلخ؟ هذه الجمعيات تنتظر الإنعاش من الوزارة؟
= أي جمعية أو نشاط يخدم الثقافة وينشط حركتها، ويدعم روادها، ويوسع مجال فعلها الإبداعي المفيد لها كل الدعم. صحيح أن كثيراً من هذه الجمعيات تتطلب عملاً مكثفاً؛ لأنها لم تتشكّل أو تتبلور بشكل ناضج، إلا أننا نسابق الزمن في تحقيق ذلك، وكما ذكرت فإن الوزارة تخدم مسارات الثقافة، وتعمل على منحها الفضاءات والمساحات التي تُفجّر إبداعها، وتجعل منها نشاطاً جذاباً وحيوياً يجتذب الجميع، وتزرع الاهتمام الثقافي والإبداعي عند الصغار، وتروّج عالمياً لكل منتج إبداعي سعودي.

 

يكفي معرضان للكتاب
- معارض الكتاب مطمح لكل منطقة في المملكة، فهل السماح بمعرض الكتاب الدولي في جدة سيتبعه السماح بالتجربة في مناطق أخرى بشكل دوري مثلاً؟
= أتقدم بخالص الشكر والتقدير لمقام خادم الحرمين الشريفين -يحفظه الله- على توجيهه بافتتاح معرض الكتاب الدولي في جدة، وبذلك يكون في بلادنا معرضان دوليان في السنة الواحدة، وهو امتياز خاص وعناية بالكتاب ونشره.
أمنيتي أن يكون الكتاب مشاعاً ورفيقاً لكل مواطن. أمنيتي أن أشهد الكتاب يتسابق إليه الجميع ويتداولونه هدايا فيما بينهم. أمنيتي أن أجد مؤلفين في بلدي يحققون أعلى المبيعات عبر كتب رفيعة المستوى وعالية القيمة. هذا لا يتحقق من خلال معارض الكتاب فقط، بل لا بد من المراكز والمكتبات في كل مكان، والدعوة إلى القراءة والحث عليها، وتربية أبنائنا على اعتيادها والسكون إليها.
معارض الكتاب نشاط مختلف مكانه المراكز ذات الكثافة الشرائية والكثرة العددية، ثم إنها لا تكون دورية؛ فمعرض الرياض هذا اسمه ومقره الثابت الرياض، وكذلك معرض جدة الآن، لكن هل القراءة مرتبطة بالمعارض فقط؟ هل الوصول إلى الكتاب ينقطع إن غاب المعرض؟ القراءة ممارسة حضارية كلما شاعت توهجت الثقافة وهو ما نريده أمنية، ونعمل عليه هدفاً وغاية.

 

أكاديميات إعلامية
- الإعلاميون المتخصصون مطلب كبير.. فهل سنرى للوزارة مبادرة في إنشاء أكاديميات متخصصة، ولعل هذا يقودنا أيضاً لفكرة معاهد المسرح والفنون مثلاً؟
= نعم سنعمل، لكن المسؤولية تقع أساساً على المؤسسات الإعلامية التي يجب أن تجعل المهنة إطاراً لها، وأن تتنافس في مستوى براعة العاملين فيها. سنشجّع الابتعاث في تخصصات كثر، ونحن الآن نتبنى مبتعثين خريجين في تخصصات تلفزيونية كثيرة، وحاجتنا إليهم تزداد، لكن لا بد من أن تكون القاعدة في أي مؤسسة إعلامية هي التخصص وهو ما لم يتحقق، مع الأسف، فنحن لا يوجد لدينا محررون متخصصون في النفط والطاقة كما هو الطبيعي.

 

- في يناير 2015 ضمن سياق مراجعة مجلس الشورى للتقرير السنوي لوزارة الثقافة والإعلام للعام المالي 1434/ 1435هـ طالب المجلس وزارة الإعلام بوضع معايير علمية دقيقة لاختيار المثقف السعودي، مع رعايتها لمنسوبي هذا القطاع بالتدريب والتأهيل للقيام بأدوارهم ومسؤولياتهم.. اللجنة رأت أن وزارة الثقافة والإعلام لم تؤدِّ دورها المطلوب في وضع أسس مؤسساتية للثقافة.. كيف ترون معالجة ذلك؟
= نحن لا نصنع مثقفين ولا نستطيع؛ فهي هبات ومهارات، لكننا نخدم المثقف ونهيئ له أجواء ومناخات الإبداع والمشاركة.

 

- جائزة خادم الحرمين الشريفين للإعلام السعودي هل سترى النور قريباً؟ وهل ستكون هناك جائزة ثقافية مماثلة؟
= ما أنا سوى ناقل لرؤية خادم الحرمين الشريفين، وللثقافة عنده حضور لا يدانيه حضور، وهو أمر يعرفه الجميع، وعلى رأسهم المثقفون أنفسهم المقبلون على فترات من الازدهار.

 

مرافقة الوفود الرسمية
- طالب بعض الإعلاميين وزارة الثقافة والإعلام بضرورة توسيع دائرة المشاركة في الوفود الرسمية المرافقة لزيارات ولاة الأمر الرسمية الداخلية والخارجية من رؤساء تحرير الصحف الإلكترونية؟ هل هناك نية للتوسع أو ضوابط معينة؟
= اسأل الزملاء رؤساء الصحف الإلكترونية، وعشرات المثقفين والكتاب من الجنسين الذين شاركوا في زيارات عدة. احترام خادم الحرمين الشريفين للإعلام والثقافة وحرصه على ذلك جعل هؤلاء جميعاً شركاء فعليين سواء في الداخل أو الخارج.

 

سنحمي الصحفيين في هذه الحالة فقط .
- يشتكي الصحفيون السعوديون من غياب الحماية اللازمة لهم لأداء دورهم الإعلامي، خصوصاً أن هيئة الصحفيين وُصفت بأنها "وُلِدت ميتة".. من يحمي الصحفي؟
= نحن معهم وإلى جانبهم كلما كانت المهنة والمصداقية هي الأساس، لن أتكلم كثيراً لكنني أقول لهم: اطمئنوا فنحن نعمل من أجل ضمان حقوقهم وحمايتهم؛ فهم لب العمل الإعلامي والقائمون عليه.

 

- امتداداً لذلك.. هيئة الصحفيين وعلى لسان أمينها عبدالله الجحلان، يلقي باللوم على قوانين وزارة الثقافة والإعلام التي تقيدهم ولا تمنحهم فرصة أداء أدوارهم المطلوبة منهم. ويطالب بتعديل بعض البنود التي يمكن بحثها مع الوزارة، وأن تكون الهيئة جزءاً من لجنة محاسبة الصحافيين؟
= صدقني نحن لا نعنى بالتملص من المسؤولية أو تحميل الأخطاء لأي طرف. نحن نستهدف نقطة أساسية: أن يكون التحديث والفعل والنظام والحيوية محطتنا الثابتة. أمور كثيرة تتطلب المراجعة والهيكلة، ملفات متعددة ينقصها التنظيم والقواعد، إجراءات أخرى لا بد من مراجعتها. جميعها لن توقف العمل المكثف الذي يعمل عليه زملائي كل لحظة، وحتى خلال الإجازات والأوقات المتأخرة. قيادتنا لا تهدأ لحظة، ولن نكون كسالى؛ فهم القدوة والتوجيه.
بالمناسبة أساتذة كبار كان لهم دور ريادي في تأسيس الهيئة، في مقدمتهم الأستاذ تركي السديري، وأظن أن هناك مجالاً للتعلم من خبرتهم في هذا المجال.

 

تطوير التلفزيون
- هيئة الإذاعة والتلفزيون هل يمكن معرفة رؤيتكم حول تطويرها بعد سيل الانتقادات المنهمرة؟ القليل من الآمال ما زالت معلقة على الهيئة.
= نرحب بكل انتقاد هدفه الصالح العام، والعمل جارٍ لتطوير كل القنوات التلفزيونية والإذاعية، ومع الظروف الراهنة بدأنا العمل على تطوير قناة "الإخبارية"، وأطلقنا لها ثلاثة مواقع إلكترونية باللغات: العربية، والفارسية، والإنجليزية. وقريباً جداً ستنطلق "الإخبارية" الفارسية، و"الإخبارية" الإنجليزية تلفزيونياً؛ لمواكبة الأحداث الإقليمية والعالمية، ولتعزيز حضور الصوت السعودي المؤثر. هذه الخطوة سيتلوها عمل مكثف لتطوير باقي القنوات التلفزيونية والإذاعية، مع استحداث وسائط جديدة يتنفس فيها الإعلام، ويتحرك بالحيوية والمهارة اللازمتين.

 

- لماذا البدء باللغتين الفارسية والإنجليزية؟
= اللغة الفارسية مهمة لنا على المستوى الثقافي، ونحرص على التواصل مع الناطقين بها، والتعبير عن أنفسنا بشكل مباشر وصادق. وإيصال رسالتنا دون وسائط، وكذلك الإنجليزية؛ لأن غيابنا يفتح الباب للآخرين للحديث باسمنا، ومن ثم رسم صورتنا حسب الوسائط الأجنبية. نحن مقتدرون ومؤهلون، ولنا حضور باهر نفخر به، ورسالة إنسانية نبيلة نحملها ولا بد أن نكون المعبرين عنها مباشرة.

 

منتقدو التلفزيون هل زاروه؟!
- يقول أحد كتاب أعمدة الرأي: "التلفزيون السعودي بقنواته المتنوعة يحصل على "ميزانية" من الدولة، وليس من أهدافه زيادة الدخل ولا تحقيق الأرباح، ومع ذلك لا يقترب من "النجاح"، وأحياناً تشعر بأنه لا يبحث عن طريق "النجاح"! كيف ترون ذلك؟
= وجهة نظر أحترمها وأعرف أن منشأها الغيرة والحرص، لكني أتمنى عليه أن يزور زملاءه في التلفزيون؛ ليجد حراكاً يبحث عن النجاح في استقطاب ثقة المشاهد واحترامه عبر المهنية والمصداقية والحضور الفاعل، وأن يكون صوتاً مؤثراً مهاباً وقوياً، سيجد زملاءه يتسابقون من أجل الصورة المستحقة واللائقة للتلفزيون السعودي، حتى وإن غاب الربح فالمهمة وطنية، والرسالة إعلامية.

 

نعم.. بيئة القطاع التجاري أفضل.. ولكن...
- برغم وجود نحو 14 قناة، فإن الإعلام السعودي عاجز في جانب الكوادر التلفزيونية.. كثيرون فيه غادروا إلى محطات الفضاء التجارية؛ بحثاً عن بيئة أفضل للعمل؟
= إن كانت تذهب فهي مؤهلة، ولم تحصل على هذه المهارة إلا من خلال التلفزيون الرسمي. التلفزيون مؤسسة منتجة، وغني بأبنائه الذين لن يكونوا أقل حظاً من غيرهم قريباً.
صحيح أن الفارق كبير بين القنوات الرسمية وقنوات القطاع الخاص. نحن ندرك هذا جيداً، ونعي أهمية خلق كوادر إعلامية مؤهلة، لذلك استقطبنا عدداً من الكفاءات الإعلامية لإدارة هذه القنوات، ونعمل على تعزيز وتمكين الشباب السعودي المؤهل من العمل في هذه القنوات من خلال التدريب والتأهيل، ومنح المزيد من الفرص للشباب، وأجزم أن هذا يحدث حالياً من خلال الكوادر التي تؤدي عملها بتنافسية مهنية عالية، وتبرهن أن المستقبل قريباً سيكون لهم في المشهد الإعلامي.

 

مدينة إعلامية وسينما جمعية الثقافة
- المنصة الإعلامية التي أعلن عنها قبل فترة؛ لتمكّن القنوات الفضائية من البث.. متى سنراها؟
= الحقّ أن ما نعمل عليه بهمة وسرعة هو المدينة الإعلامية التي ستكون بيئة حاضنة لكل الوسائل الإعلامية، ومتوافرة على كل الخدمات التقنية. هذه المدينة ستكون مركزاً إعلامياً متطوراً لجميع الوسائل الخاصة والأجنبية العاملة داخل السعودية، ويهيئ لها مناخات العمل، ويمنحها المرونة وفق الضوابط والأنظمة. كل مؤسسة إعلامية تحصل على حق البث ستجد في هذه المدينة الخدمات والتسهيلات.

 

- على خط مطالبات السينما، شاهدنا جمعية الثقافة والفنون وهي تتبنى مهرجان "أفلام السعودية".. فهل هناك أطر معينة دشنت مرحلياً؟ خصوصاً أن ذلك بدا وكأنه أعاد لجمعية الثقافة والفنون ريادتها في تبني الأنشطة والفعاليات الثقافية التي لها تأثير مباشر على الشباب السعودي؟
= في سؤال سابق تشتكي من غياب المؤسسات الثقافية، فهل هي غائبة أم استعادت ريادتها؟ نحن في الوزارة ندعم نشاطات جمعية الثقافة والفنون، وهي من أذرع الوزارة المهمة والفاعلة في النشاطات، وإقامتها لمهرجان "أفلام سعودية" هو جزء من دورها الثقافي، ونعمل معها على تعزيز هذا الدور.

 

لن ندعم الصحف الورقية التي تحتضر
- بعيداً عن الآراء التي تنادي باندثار الصحف الورقية، ما هو دور الوزارة في دعم تلك التي تواجه الاحتضار لظروف مادية طبعاً؟
= لا دور للوزارة في ذلك. المؤسسات الصحافية استثمار خاص وفق نظام المطبوعات، فإن لم تنجح، فالأمر يعود إلى إدارتها، لكن الوزارة لن تسمح بالضرر.
نحن ندعم جميع الوسائل الإعلامية ووضع الأطر التي تضمن لها ممارسة نشاطها بفاعلية كبيرة، ولا ننظر إلى مسألة اندثار الجانب الورقي بصيغة محسومة؛ لأن هذا أمر مرتبط بظروف متعددة، والحكم عليه يتطلب دراسات وخبرات، لكننا نتحمل مسؤولية الإشراف والمتابعة لجميع الوسائل الإعلامية مهما كان شكلها وصيغتها.
لقد عقدت مع رؤساء مجالس إدارات المؤسسات الصحافية جلسة عمل تناقشنا فيها حول أهم الملفات في المؤسسات الصحافية وطرق التعامل الأنسب معها.
الصحافة أنتجت أجيالاً لها بصمات راسخة، من الشعراء والمثقفين والإعلاميين ورجال الدولة، وكانت منبعاً ثرياً للطاقات الفاعلة، لذلك فمن مهامنا أن نحافظ عليها ونسعى إلى دوام نجاحها.
ثم إنني ألتقي بزملائي رؤساء التحرير، بشكل منتظم، ونتناقش في الملفات ذاتها، ولدينا ورشة عمل قادمة لمحاولة إيجاد حلول تدعم الصناعة، وتضمن قوتها ونجاحها.

 

لا أفرق بين "الورقية" و"الإلكترونية" ولم نمنع أحداً
- هل سنشاهد مستقبلاً تعزيز أكبر لدور الإلكترونية في ظل المراهنات على تلاشي الورقية؟ خصوصاً أن الكثير من الصحف الورقية فتحت صفحات إلكترونية؟
= هذا سوق يفرض معطياته، ومهما كان الأمر، فالمهم أن يكون إعلامنا احترافياً وقوياً وصادقاً ومشرفاً. لا أفرق بين صحافة إلكترونية وأخرى ورقية، وإنما أدعم الصناعة الإعلامية كاملة، وأشجع على نمائها وقوتها وحضورها.

 

- تصحيح أوضاع الصحف الإلكترونية مطلب مهم..هل سيمهد في حال الالتزام به لإعطاء اعتبارية جديدة للصحف الإلكترونية؟
= لست أنا من يفعل ذلك، بل عليها أن تمنح نفسها الاعتبارية عبر الممارسة المهنية واحترام القارئ وثقته.

 

- متى نرى تشجيع الوزارة للصحف الإلكترونية للاندماج لتكوين مؤسسات إعلامية إلكترونية قادرة على صناعة النجاح؟
= من منعهم؟! تكوين مؤسسات إعلامية إلكترونية خاضع لمتطلبات عدة بعضها إداري وبعضها الآخر مالي، ومع ذلك ترعى الوزارة أي توجه لتمتين الصناعة الإعلامية، وتدعو إلى بذل الجهد والتكاتف سياق يخدم الرؤية الإعلامية العامة. عملياً نشجع الصحف الإلكترونية ونتمنى لها المزيد من النشاط والتمكن والمهارة، وما هذا اللقاء معكم إلا ضمن هذه القناعة.

 

استراتيجية للأمن الفكري
- كثرت المطالبات لوزارة الإعلام بتبني استراتيجية وطنية لتحقيق الأمن الفكري وحماية المجتمع.. ما هي خطط الوزارة في هذا الصدد؟
= أطلقت الوزارة مجموعة من المبادرات الخاصة بالأمن الفكري وتعزيز الانتماء الوطني، وذلك من خلال وسائل الإعلام المتعددة والأنشطة التي تنفذها المؤسسات الثقافية التابعة للوزارة، ومنها الأندية الأدبية وجمعيات الثقافة. والوزارة بصدد إطلاق مشروع خاص يتصل بالانتماء الوطني وتعزيزه لدى الشباب، بالشراكة مع عدد من الجهات والمؤسسات المختلفة.

 

الأندية الأدبية
- المراكز الثقافية في الأحياء زاد الطلب عليها بعد أن تولدت قناعة أن الأندية الأدبية هي نخبوية في الحقيقة؟ هل هناك مشروع حول تعميم المراكز الثقافية؟
= لدى الوزارة مجموعة مبادرات في هذا الشأن، وأهمها المراكز الثقافية، حيث نعمل من خلال مركز الملك فهد الثقافي على طرح برامج عدة، إضافة إلى قرب افتتاح مجموعة مراكز ثقافية في المناطق؛ بهدف توسيع قاعدة المشاركة الثقافية على مستوى مناطق المملكة، وتنويع مصادرها سواء في الأندية الأدبية أو الجمعيات أو المراكز.

 

لست راضياً عن وضع الأندية الأدبية:
- الأندية الأدبية.. تراوح في برزخ معين. بعد اللائحة الأولى والحديث عن تطويرها، وبعد مكرمة الملك أصبح لديها المال لكن لم نرَ تحركاً ثقافياً لائقاً. بعض المثقفين يقول ننتظر الوزارة! فعدد من المجالس انتهت تكاليفها وبعضها في المحاكم؟
- كما ذكرت سابقاً، فإن الثقافة ركيزة أساسية والأندية الأدبية إحدى البيئات الحيوية للثقافة مع مبادرات أخرى شاملة تعمل عليها الوزارة حالياً لإنعاش الفعل الثقافي وتنويع مساراته. الوضع الحالي غير مُرضٍ وقريباً تطرح اللائحة الأساسية للأندية الأدبية بعد إجراء التعديلات عليها، إضافة لبرامج ومبادرات خاصة بالأندية الأدبية لتكون منارة حركة وإشعاع ومراكز جذب حيوية. وأؤكد أن جمعيات الأندية الأدبية قادرة على مراجعة آليات العمل في الأندية وتطويرها ولها كل الدعم من جانبنا. ولا بد أن نستذكر أن الأندية الأدبية وروادها الكبار هم من كان لهم أكبر تأثير في صناعة الأدب السعودي ورفع شأنه وقيمته ومن هؤلاء الرموز: حمد الجاسر وعبدالله بن خميس وعبدالله بن إدريس ومحمد حسن عواد وعبدالقدوس الأنصاري وعبدالفتاح أبو مدين وعبدالكريم الجيهمان وعبدالله الشباط ومحمد العقيلي وقوائم طويلة وثرية من الأسماء التي كانت علامة فارقة شعراً وتاريخاً ورواية ودراسة.

 

لهذا لم تنفذ بعض مطالب المثقفين
- على خط مطالبات المثقفين وأن رأى فيها البعض مبالغات هل على الوزارة أن تستجيب لمطالب مثل تفريغ المثقف، واعتماد صندوق المثقفين والأدباء ورعاية من غيبهم النسيان وظروفهم أصبحت لا تقهر.. إلخ؟ المثقفون والأدباء يرون أن كل مطالبهم مُرحّلة والتوصيات لأي مؤتمر لم ينظر لها.
= تنظر الوزارة إلى مطالبات المثقفين باهتمام؛ فالمثقفون هم الزاد الحقيقي للمجتمع في تطلعاته الثقافية، ونحن نرصد ما يتطلع إليه المثقفون ونستفيد من جميع الرؤى، علماً بأن بعض المطالبات تتصل بقطاعات أخرى، إلا أننا نقوم بالتنسيق في هذا المسار، كما أن بعض الطروحات تحقق من خلال مؤتمر الأدباء أو معارض الكتاب أو عبر جهود الأندية الأدبية، وما زلنا نسعد ونتطلع إلى المبادرات والأفكار من أجل رفعة الثقافة وتمكين حضورها وتعزير دورها الحيوي.

 

تصنيف مرفوض
- صدام الأكاديميين والأدباء في أروقة الأندية الأدبية. كيف ترون مطالبة الأدباء باستبعاد الأكاديميين والمثقفين بحكم أنهم قد يكونون مثقفين، ولكنهم ليسوا أدباء، وإن جمعيات الثقافة والفنون ومنابر الجامعات تتسع لهم؟
= ننظر إلى المثقف بوصفه الذي يتوافر على الشروط الثقافية، ومن حق الجميع أن يلتحق بهذه المؤسسة، فهي من مؤسسات الدولة التي تسعد وتتشرف بانضمام الجميع، ومنهم الأكاديميون والمثقفون والأدباء، فهذه تصنيفات لا تتصل بجوهر الثقافة وفعلها. ومن حق كل مثقف يتوافر على الشروط الانتماء للأندية الأدبية مهما كانت صفته العملية، لذلك لا أظن بوجود صراع كهذا فالمثقف يعبر عنه فعله سواء كان دكتوراً أو غير ذلك، ولم يسبق أن سمعت عن تفريق مثل هذا في أي مكان.

 

- تجربة المرأة في المجالس الأدبية.. هل التجربة مشجعة؟ هل ستقوم الوزارة بتعديلات في هذا الجانب؟
= التجربة الأدبية متصلة بقدرات أصحابها أنفسهم. المجال للجميع دون تفرقة فالأدب والثقافة ليسا حصراً على جنس، وإنما المنتج والمعرفة وهما المحك والقدرة. المرأة لها حضور مشرف في جميع المجالات التي خاضتها، وتجربتها في مجالس إدارات الأندية الأدبية مميزة ومشجعة جداً، وهي لم تصل إلى المجالس فقط، بل هي شريك أصيل في كل فعل ثقافي، فكما قلت الثقافة فعل إبداعي لا يتصل بجنس، وإنما مداره البراعة والإبداع والفاعلية.

 

وسائل التواصل الاجتماعي ليست إعلاماً
- النشر عبر الإعلام الجديد هل يشكل قلقاً لأنظمة الوزارة في هذا الصدد، خصوصاً بعد أن أصبح تصوير المسؤول وطرح المقاطع دون معرفة هوية من قام بالتصوير؟ أين تقف الوزارة بين المطالبات بالمنع وبين دعم إعلام المواطن؟
= يبدو أنك تقصد وسائل التواصل الاجتماعي، وهذه ليست إعلاماً بأي شكل، وإن كانت من الوسائل النافعة في التواصل أحياناً حين ترصد الحركة اليومية للمجتمع، وتصل إلى زوايا لا يبلغها الإعلام المؤسساتي. هذه الخدمة تشكل إضافة حين تكون قيم الدين الحنيف وقيم المواطنة وثوابت الوطن هي الضابط والضامن النهائي لأي عمل يستخدم الوسائط سواء جاء عبر المؤسسات أو الأفراد.
كل الإعلام المهني يعمل من أجل المواطن ويتابع نقل صوته، فلا يوجد إعلام خاص بالمواطن، ولعل جميع الوسائل تستفيد من وسائل التواصل وبعض طروحاتها، لكنها لا تخرج عن الضوابط المعيارية التي ذكرت.
وسائل التواصل تخضع في حال مخالفتها لأنظمة الجرائم المعلوماتية، ولذلك أثق بأن ما يحدث فيها من مخالفات وانتهاكات للخصوصية، وتعد على الأشخاص أو غيرهم سينتهي مع الوقت بحكم تطبيق الأنظمة.

 

فلسفة جديدة للبرامج
- هل لوزارتكم رؤية معينة من خلال الهيئة العامة للإعلام المرئي والمسموع لتطوير ودعم قنوات "يوتيوب"، خصوصاً بعد التحول الكبير المفاجئ من الإعلام التقليدي؟
= الإعلام واحد مداره المهارة والصناعة والجودة، وإن اختلفت مظاهره، لكننا نؤمن باستثمار كل الإمكانات، والتواصل الحي مع المتلقي، ورفع مستوى الأداء على مختلف المستويات.. لقد وضعنا رؤية تعمل عليها قطاعات الإعلام المختلفة، وبعض النتائج برزت جلية وواضحة من خلال برامج خاصة في بعض القنوات مع العمل على تغيير فلسفة تقديم البرامج في قنوات أخرى. وقريباً ستظهر مجموعة مبادرات في هذا السياق مع اليقين أن القطاع الإعلامي لا يعمل منفرداً وإنما تتواءم معه المؤسسات الثقافية.. أما التجارب الناجحة في "يوتيوب" وغيره فأنا من الداعمين لها، ويجب أن تأخذ حقها ومساحتها في قنواتنا الرسمية

 

انتظرونا
- أخيراً.. هل ستتبنى الوزارة مشروعاً لتوحيد جهود الإعلام في الذود عن صورة المملكة ضد ما تتعرض له من هجمات إعلامية خارجية؟
= الإعلام صوت وطني يقوم بدوره عبر الطرق التي يختارها، ولا نفرض عليه توجهاً معيناً. ثقتي في الإعلام كبيرة، وإن كنت أرجو له مزيداً من التطور والارتقاء. صحيح أن مسؤوليته تزداد في ظروف كهذه ما يتطلب منه تجاوباً مهماً ليكون صوتاً للوطن ودرعاً له، وأجزم أن زملائي في الإعلام لا يتوانون عن ذلك بل يتسابقون فيه بشكل مشرف.

 

نعمل، حالياً، على مشروعات كثر، بعضها ظاهر، وبعضها الآخر في طور الإعداد والتجهيز والترتيب لتعزيز حضورنا في الإعلام الخارجي. لدينا نقص في هذا الجانب ندركه جيداً، ونعمل على معالجته بحسم ومهارة، وليكن القارئ مطمئناً إلى أننا قطعنا شوطاً لا بأس به لتحقيق هذا الحضور بالشكل اللائق والعريض تأثيراً ومكاناً، وهو المجال الذي يستحوذ على كثير من وقتي ووقت زملائي.

أخبار قد تعجبك

No stories found.
صحيفة سبق الالكترونية
sabq.org