- لُعب علينا بالديمقراطية فليست من تراثنا ولا معطيات ديننا وهي شيء من "أنوثة" الغرب.
- أعتز وأفخر بتكريم خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان لي ومنحي وسام الملك عبدالعزيز.
- ولي العهد وولي ولي العهد دماء شابة على رأس القيادة السعودية لهم حق علينا أن ندعو لهم في السر والعلن.
- المرأة أدق من تربية الرجال في الصغر وأفضل.. فالأم تمنح من الأسرار ما قد يترفع عنه الرجال.
- التصوف بقُبحه انتشر.. ونفسي تتقزز من كلام الحبيب الجفري.. وهؤلاء "المغبرة" يُضربون بالنعل.
- اليهود ألصقوا الإرهاب بالمسلمين ولديهم القدرة على تضليل النصارى والوثنيين والعلمانيين.
- لا نحتاج السينما فهي مبثوثة في الآفاق وأصبحت في يدك "تشوفها" في أي محطة فضائية.
- أحب الشيخوخة وأطير فرحاً عندما يقول أولادي "جاء الشايب خرج الشايب".
- ما أسمج هذا العصر برغم النعمة والأمن.. فالكفرة القبيحون يتلمظون بالفاحشة ويفعلونها علناً ويغرقون في الشهوات.
- في حارة أم سليم بالرياض قبل 54 عاماً تزوجت مع والدي في ليلة واحدة.. أبي أخذ الأم وأنا قبلت بالبنت.
أجرى الحوار/ شقران الرشيدي- سبق- الرياض (تصوير/ عبدالله النحيط): يقول الأديب والباحث الشيخ محمد بن عمر العقيل- المعروف بأبو عبدالرحمن بن عقيل الظاهري- المختص بالقرآن وتفسيره وبعلم الحديث، والكلام والفلسفة، أنه يعتزّ ويفتخر بتكريم خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبدالعزيز له، ومنحه وسام الملك عبدالعزيز، ويحمد الله أنه كُرّم وهو حي".
وأكد في حواره مع "سبق" أنه مرّ بتحولات علمية وفكرية جذرية سببها تقدم العمر، وتنامي الورع، والازدياد في العلم، وانعتق من الانغلاق التراثي، وسبح في التراث العالمي؛ لكنه ممسك بالثوابت، ويحمل معه من ضرورات الدين والفكر ما يكفي.
وأشار إلى أنه حالياً يحب الشيخوخة، وحين يقول أولاده "جاء الشايب خرج الشايب" يطير لذلك فرحاً؛ لأنه يحب أن يظل دائماً شيخاً بشرط ألا يدبّ دبيباً.
وأوضح ما يراه من سماجة العصر الحديث -برغم النعمة والأمن- بالغرق في الشهوات التي لا تقدم ولا تؤخر، والطمع، وتلمظ الكفرة القبيحين بالفاحشة، وفِعْلها علناً، وما يسمونه بالجنس الثالث.
مشيراً إلى أن دراسته عن المطربة نجاة الصغيرة قبل 40 عاماً لم تصده عن واجب، ولم توقعه في محرم؛ لكنها أغضبت الشيخ "بن باز".
هذا ويتناول الحوار عدداً من المحاور المهمة والمثيرة من حياته، الحافلة بالعطاء والإبداع فإلى تفاصيله..
** كُرّمْتَ من خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبدالعزيز، العام قبل الماضي ضِمن فعاليات مهرجان الجنادرية، ومُنِحْتَ وسام الملك عبدالعزيز من الدرجة الأولى، نظير ما قدّمته من أبحاث ومؤلفات ودراسات مهمة.. مثل هذا التكريم ماذا يعني لك؟
هذا أمر أعتز به وأفخر، ولله الحمد كُرّمت وأنا حي، وقد تَعَوّدنا أن مَن مات لا أحد يشعر به، ولكن لهذا التكريم أمور تتبعها، ولهذا الوسام الفخري أهميته بالنسبة لي، وأسأل الله أن يوفق خادم الحرمين الشريفين وولاة الأمر لما يحب ويرضى.
** بعد هذه التجربة الثقافية والإبداعية الحافلة التي قدّمتَ خلالها جهوداً كبيرة مخلصة للدين والوطن والمعرفة، أثريت بها المكتبة الإسلامية والأدبية، ليس على مستوى المملكة فحسب؛ بل الوطن العربي.. بِمَ تفخر؟
ليس فخراً؛ بل رجاء الرب أن يكون العمل مقبولاً، وأن يكون في ميزان أعمالي، وأن ينفعني الله به، وينفع ذريتي وإخواني المسلمين، ويجعله نافعاً حيث ما كان، والمسألة ليست فخراً؛ لكنها -كما قلت- الرجاء والقبول من الله سبحانه وتعالى، وهذا أهم شيء عندي.
** قلتَ: "ماتت والدتي مبكراً؛ فلم أنعم بتربية النساء"؛ فهل تربية النساء أفضل وأرقّ من تربية الرجال في الصغر؟
هي أدقّ من تربية الرجال في الصغر، ووالدتي توفيت وأنا في حدود 12 عاماً، أصيبت بمرض أرجو الله أن يكفّر عنها بسببه، والحمد لله على كل شيء، وما عشتُ في حضانتها؛ بل عشت في حضانة والدي رحمه الله، وكان بمثابة الوالد المربّي الذي على قلة ما في يده لم نفقد النعمة في بيوتنا، ولله الحمد، يأتي يحمل الأرزاق على رأسه ورقبته ليسعدنا وكأننا نعيش في بيوت ملوك؛ لكن تربية الوالدة "الأم" لها أثر؛ فلها 3 حقوق شرعية، والوالد له حق واحد، والأم تمنحك من الأسرار ما قد يترفع عنه الرجال؛ فتستفيد منها، وتتعلم.
** مررت بتحولات علمية وفكرية، ما أسباب هذه التحولات والمراجعات؟ هل بسبب التقدم في العمر أم توالي التجارب وتغير القناعات؟
هناك تحولات علمية وفكرية جذرية سبّبها تقدم العمر، وتنامي الورع والازدياد في العلم؛ فانعتقتُ من الانغلاق التراثي، وسبحتُ في التراث العالمي؛ ولكنني ممسك بالثوابت، وأحمل معي من ضرورات الدين والفكر ما يكفي، وأقدّر العلماء العبّاد في مواهبهم وورعهم وصدقهم، وكل هذه الأمور التي ذكرتها في خاطري، ودعني أذكر لك أنني تأسيت بكنيتي "الظاهري" من علماء أجلاء، والكنية محبوبة عند العرب، والآن أكملت 80 خريفاً، وبدأت في الـ81، والناس يهربون من إحصاء سنوات العمر، ويكرهون الشيخوخة؛ أما أنا فأحب الشيخوخة، وأولادي يقولون "جاء الشايب خرج الشايب"؛ فأطير لذلك فرحاً، لماذا؟ لأني أحب أن أظل دائماً شيخاً بشرط ألا أدب دبيباً، وألح في مسألة ربي سبحانه وتعالى أن يمتعنا بأسماعنا وأبصارنا وقوتنا، وأن نكون ممن طال عمره وحسُن عمله. وذكرياتي تكاد تفوق ذكريات الشيوخ. ولا أدري هل أنا شخت فعلاً أم أن ذاكرتي تتميز بالحيوية، والفضول معاً؟ لا أدري، أحببت الشيخوخة لأني منذ نشأت بصحبة الشيوخ، وبحرص من والدي رحمه الله تعالى، وجمهرة أصدقائي اليوم من الشيوخ الأموات؛ أناجي مؤلفاتهم وسير أخبارهم، وعندي من الأبناء الأحياء 27 ما بين ذكر وأنثى، والحفدة لا أكاد أحصيهم.
** قلتَ: "ما أسمج هذا العصر على الرغم من النعمة والأمن".. والسؤال: لماذا ترى العصر الحالي "سمجاً"؟
سماجة العصر الحديث بالغرق في الشهوات التي لا تقدم ولا تأخر، ولا أقصد بالشهوات شهوات القبح والباءة وغير هذا؛ بل شهوة الملابس، وشراء ما فوق الحاجة، والطمع.. الإنسان إذا أنعم الله عليه ببيت 400 متر مربع، مثلاً، وكان شيئاً عظيماً أول ما سكنه؛ أصبح يريد بيتاً بمساحة 1000 متر مربع. وإن حصل له 1000 متر مربع يريد 3000 متر مربع، وورد في المأثور: "لا يملأ جوف بن آدم إلا التراب" إلا مَن آمن وتاب. هذه هي السماجة في العصر، يضاف لها أشياء يفرح بها القلب؛ وهي التلاؤم مع البيئة والمجتمع، أنا جربت الأسفار؛ مرة أقول الحمد لله أنني لم أغادر بلدي، ومرة أخرى أقول الحمد لله أنني ما تركت بلداً إلا زرتها لأستفيد وأتعلم.. وفي أسفاري الكثيرة رأيت -ولا أقول من كفرة اليهود والنصارى ولكن أقول من الكفرة القبيحين- التلمظ بالفاحشة، وفعلها علناً، وعندهم ما يسمونه بالجنس الثالث؛ هذه الأمور تجعلني أمقت بلادهم، وأمقت قوة العصر. لكن عندما أخلو بنفسي أو أستقر في بلدي، واستمتع بما أنعم الله عليّ من رؤية فطرية حقيقية تأنس للحق وتفرح به، وأتذكر أفضال ربي عليّ؛ أشكرها واستمتع بها.
وأعظم نعمة هي الإسلام، والعيش في بلد مسلم يحفه الحرم المكي الشريف، ومسجد الرسول في المدينة المنورة، وندعو الله أن يعجّل بفرج المسلمين ليزورا المسجد الأقصى.
** وجود الدماء الشابة على رأس القيادة السعودية كولي العهد وولي ولي العهد ما هي انعكاساته السياسية؟
نرجو لهم التوفيق والسداد من الله سبحانه وتعالى، وهما اختيار حكيم، وهذا هو الجيل الثالث من آل سعود الذي يمارس مهمته، وليس على المواطنين إلا الدعاء لهم بالتوفيق، وأن يرزقهم الله بالبطانة الصالحة التي تُعينهم على نوائب الحق. والدعاء هو الأهم.. عندما تمدح أحد في الجريدة؛ ماذا يعمل المدح؟ الأفضل من هذا الدعاءُ الذي يتقبله الله سبحانه وتعالى؛ تدعو لهم في العلن والغيب. ولاة أمرنا سواء الملك سلمان أو ولي العهد محمد بن نايف، وولي ولي العهد محمد بن سلمان لهم حق علينا، ولا بد أن ندعو لهم في السر والعلن بقلوب صادقة أن يلهمهم تقواهم، وأن يزكيهم، وأن ينصرهم على عدونا وعدوهم.
** يدور الجدل حالياً بين مؤيد ومعارض حول وجود السينما في المجتمع السعودي، ما رأيك؟
والله أنا أتابع ذلك، والآفاق مبثوثة بالسينما تستطيع أن تراها وتتابعها في أي مكان ومنطقة، ولسنا بحاجة لها؛ ولكن ما يراه ولاة الأمر فيه بركة إن شاء الله. ونتمنى من الله أن يوفق، ولا يقصرنا وجود سينما أو غيرها، الآن السينما تصور واقع شيء غائب عنك، والواقع أصبح في يدك تشوفه في أي محطة فضائية.
** هل يمكن تحقيق الديمقراطية في المجتمعات العربية؟
لُعِب علينا بهذه الديمقراطية، الإنسان يتشرف بالعبودية لله، أنا أتشرف أني عبدلله سبحانه وتعالى، وأتشرف أني عبدالله في التكريم لا عبد للذلة، وأتشرف بحريتي من كل سواه من المخلوقات، أما الديمقراطية فليست من تراثنا ولا معطيات ديننا، والديمقراطية تعني التحرر من كل شيء؛ بشرط ألا تؤذي غيرك، وهي شيء من "أنوثة" الغرب في العصر الحالي. ومع هذا نحن غُزينا بها في ديارنا، ويتمتع بها حالياً الدول المتنفذة على وجه الأرض؛ أما الدول العربية والإسلامية "المساكين" المستضعفين؛ فهم آخر مَن يحلم بنعمة الديمقراطية لو كانت حقاً.
** كيف نفهم ما يجري في المنطقة هذه الأيام.. وهل هناك استهداف لأهل السنة في الشرق الأوسط؛ كما يتردد؟
نعم أهل السنة مستهدفون، وتم غزوهم من كل جانب؛ فعلى سبيل المثال التصوف بقبحه انتشر، ولما أقول بقبحه لا أعنى التزهد والتعفف؛ بل غيره.. والله إني وجدت في كلام من يسمى الحبيب الجفري شيئاً تتقزز منه النفس، قبح وشناعة، وآخر يرقص ويقول هذه عبادة الله. هؤلاء أنذر عنهم منذ زمن، ويسمون "المغبرة"، والإمام الشافعي يقول عنهم يُضربون بالنعل. وتحدثت عن ذلك في كتابي "لم الشبابة".
** يتساءل الكثيرون عن الذي حبّب الموت في بعض القلوب الغضة، لتفجر وتدمّر وتقتل باسم الإسلام؟
بداية الإرهاب من اليهود لعنهم الله، والله تعالى أخبرنا عنهم أنهم سيعلون في الأرض مرتين، وقال عن الثالثة {عسى ربكم أن يرحمكم}. وبيّن الله أنهم سوف يعودون، وأن عودتهم مشبوكة بأمرين؛ بحبل من الله، وبحبل من الناس.
حبل من الناس ما نشاهده الآن، كل العالم والقوى السياسية "مخنثة" لليهود، يحكمون النصارى والوثنيين والعلمانيين، ومن كل الأمم، وهذا حبل من الناس؛ أما حبل من الله؛ فقدة هيّأهم الله سبحانه وتعالى منذ أحاط بهم الغضب، وضُربت عليهم الذلة والمسكنة ليكونوا أقدر الناس على تضليل الناس، وأقدر الناس على الإفساد في الأرض، ومنحهم قدرة في كسب شيء كثير من العلم المادي الذي لم يجعله في يد المسلمين. والجميع يعرف دورهم في الحرب الكونية الأولى والثانية كيف كان مددهم في الألغام والأسلحة والتدمير، وهم حالياً لا يبالون بالمسلمين، ويكاشفونهم بالعداوة، ويبغضون النصارى بغضاً شديداً، ويحذرونهم ويكتمون ذلك. ولذا حوّلوا قدرتهم الكبيرة على التضليل للإرهاب بمختلف الطرق والسبل الماكرة، وسلّطوا كل هذا العداء على العالم الإسلامي والعربي الملتهب؛ ابتداء من ابتلاع العراق، وما يحدث في سوريا ولشعبها المسكين، وإلى مصر، وليبيا، وتونس، والجزائر، واليمن إلى الرئيس المخلوع علي عبدالله صالح وحزب الشيطان، وبعض دول الخليج العربي؛ ولكن الله سبحانه وتعالى حافظ السعودية من كل الأشرار.
** لم نعد نقرأ لك في الصحافة السعودية، هل هجرتها أم نحن الذين لم نعد نتابع؟
مقالاتي في الصحافة السعودية محافظ عليها جداً، وملتزم لجريدة "الجزيرة"، وهي جريدتي الأولى، لا أتركها، أكتب فيها أسبوعياً، وكذلك في "المجلة العربية"، ولي أيضاً في بعض المرات آفاق بعيدة أكتب مرة لـ"مجلة اليمامة"، وتارة لـ"الحياة" و"الشرق الأوسط"؛ لكنه قليل ختمته بجدل حول خلق القرآن الكريم، وفيه وقف معي ناس، وخالفني غيرهم ممن لم يفهموا ما قصدت. وأنا مستمر بالتأليف والتصحيح، ولديّ الأعمال الكاملة نعمل عليها حالياً، ستصدر قريباً في مجلدات لا يقل المجلد الواحد عن 500 صفحة من الحجم الكبير، وستُطبع في قطر.
** منذ أكثر من 4 عقود نشرت دراسة عن المطربة نجاة الصغيرة وأغانيها؛ فماذا كان دافعك لكتابة مثل هذه الدراسة، وهل لا تزال قناعاتك قائمة بالغناء والمغنين والمغنيات؟
هذه الدراسة كانت، وعمري في حدود خمسة وعشرين عاماً؛ إلا أن ذلك -بفضل الله- لم يصدني عن واجب، ولم يوقعني في محرم، وكنت وقتها رئيس تحرير مجلة "التوباد"، وكتبت عن "نجاة الصغيرة" ما لا يقل عن 70 صفحة؛ ولادتها، نشأتها، إخوانها الأشقاء وغير الأشقاء، الأغنيات متى سجّلتها، مَن هو الملحن، مَن غنى بها، وغير ذلك. وصار للدراسة صيت عظيم، و"طاروا" الناس بها، ناس يحبون الفن، وناس يحبون أيضاً أن "يهضموني" عند مشايخي، وبعد كتابة الدراسة، وفي مرة من المرات زرت الشيخ بن باز، رحمه الله وجعله في جنات النعيم، وكنت لم أزره منذ فترة، حضرت مجلسه وقبّلت رأسه، وعرّفت بنفسي، قال لي بصوت عالٍ: "هداك الله هداك الله ما أعظم مصيبتك عند الله، تكتب دراسة عن هذه المغنية الفاسقة نجاة الصغيرة 70 صفحة! ألا تخاف رب العالمين؟! لماذا لم تكتب عن دعوة الشيخ محمد بن عبدالوهاب وغيرها". قلت له: "يا شيخ النصيحة تهذيب لا تعذيب، وأكثر هؤلاء الجالسين في مجلسك منهم الذي يكرهني ومنهم الذي يتمنى لي الشر ومنهم ما يود لي إلا الخير ويتأسف على ما أنا عليه أمامك"؛ فرد علي: " هداك الله هداك الله.. تعاهدني ألا تعود لمثلها". قلت له: "أعاهدك ألا أكتب عن الغناء ولا المطربين والمغنيين".
** وهل أوفيت بعهدك له؟
وفيت له إلا عام 1405هـ عندما دعاني الأمير بدر بن عبدالعزيز -رحمه الله- أنا والشيخ ناصر الشثري، والأديب حمد القاضي، لحضور مناسبة، وفيها قابلت الموسيقار المصري محمد عبدالوهاب في الحوية بالطائف، وأجريت معه حينها مقابلة صحفية نُشرت في مجلة الحرس الوطني على حلقتين. وقال الشيخ ناصر الشثري، وقتها: "والله ما يصلح لهذا (يقصد الموسيقار) إلا هذا (يقصدني أنا)". وكانت مقابلة أدبية، ولم أسأله عن الغناء ولم أحببه للناس.
** كنت مرافقاً مع الأمير نايف بن عبدالعزيز، رحمه الله، ما هي أبرز ذكرياتك معه؟
رحمه الله رحمة واسعة، انتشلني من الرف، وجعلني في صحبته ومرافقاً له، وكان يقدرني غاية التقدير، ويأنس بحديثي، ويحب المصارحة في الحديث. وهناك ذكريات كثيرة تحتاج إلى حلقات طويلة قد لا يسع المجال لذكرها.
** مَن الشخصية التي أثرت في حياتك بشكل كبير؟
من الشيوخ الذين أثّروا في حياتي كثيراً الشيخ صادق صديق أزهري من مصر نابغة في علمه، ولذاذة معشره رحمه الله ورضي عنه حياً وميتاً، ثم الشيخ صالح بن غصون رحمه الله، ثم الشيخ محمد بن عبدالرحمن بن داوود رحمه الله، وأنا أكثر ملازمة له، والشيخ عبدالرازق عفيفي، وعمر المترك، وعبدالفتاح أبو غدة رحمهم الله؛ أما الإمام أبي محمد علي بن أحمد ابن حزم -وإن لم يحصل الوفاق معه في كل بل في أكثر مسائله- لأنه علمني حرية الفكر والتطلع إلى تنوع المعرفة، وأن أكون على سجيتي لا أبالي بنقد ناقد، كما حلّق بي في معارف معيارها الحق والخير، حلق بي في معارف معيارها الجمال.
** ماذا يعني لك لقب "الظاهري"؟ هل هو منهج فكري معين، أم أنه مجرد اسم أحببته؟
الظاهري ركن ركين، جناحاه العلم الحاذق بدلالة الخطاب، والمعرفة التي يحققها العقل؛ فما يدعى على الخطاب بما لا تدل عليه لغته، وما لا يدل عليه سياقه ببرهاني التصحيح والترجيح: كل ذلك ليس ظاهراً معرفياً.. وما لا يدل عليه العقل بخبراته الحسية يقيناً أو رجحاناً ليس ظاهراً معرفياً.
** هل تذكر موقفاً طريفاً لا يزال يضحكك؟
أذكر زواجي مع والدي في ليلة واحدة عام 1383هـ في حارة أم سليم بالرياض، أبي أخذ الأم وأنا قبلت بالبنت.
** ما هي أمنيتك التي لم تتحقق؟
أن أقضي بقية عمري في طيبة الطيبة المدينة المنورة، وأرجو أن أقضي بقية حياتي بها مع جميع أولادي، وأتمنى من الأمير خالد الفيصل أمير الشعر والأدب أن يحقق أمنيتي، وقد نظمت قصيدة بهذه المناسبة.