جازان (هاتفياً): يقول المتخصص في استراتيجيات الدفاع العسكري الأدميرال السعودي المتقاعد "فريق أول بحري" عمرو العامري، إنه ما من مفاجآت حتى الآن في معركة تحرير الموصل في العراق.
وأكد في حديثه لـ"سبق" أن القرى التي خسرها التنظيم -حتى الآن- هي قرى صغيرة، ويصعب عليه الدفاع عنها، وعن هذه المساحات الواسعة خاصة شرق وجنوب الموصل في ظل التفوق الجوي والعددي لقوات تحرير الموصل، والتي تتجاوز الـ 100 ألف مقاتل وهي القوات العراقية والكردية "البيشمركة"، وقوى العشائر المشاركة، إضافة الى العناصر المختبئة وسط الموصل، والتي تنتظر دخول هذه القوات للانقضاض على تنظيم "داعش".
وقال: "قوات تنظيم "داعش" فقدت الحاضنة الشعبية التي ربما توفرت لها أثناء احتلالهم للموصل؛ وذلك بسبب ممارساتهم اللاإنسانية، وتدميرهم للإرث الحضاري، والتعايش الإنساني الذي اعتاده الموصل مما أفقدهم هذا التعاطف، وأظن أن هناك الكثير من المفاجآت التي قد يحدثها التنظيم حيث إنه استعدّ طويلاً لهذه الحرب كخفر الخنادق، وحرق آبار النفط، والتفجيرات الانتحارية، وربما محاولة إغراق المدينة بتفجير سد الموصل، وفي النهاية سيهزم التنظيم، ولكن الثمن البشري والبيئي سيكون كبيراً".
وعن فقد تنظيم "داعش" الإرهابي لمساحات من الأراضي التي تضم آبار النفط الغنية في هذه المنطقة، قال "العامري": "فقد الآبار شرق الموصل التي حررتها القوات الكردية "البيشمركة"، وحرق البعض منها في جنوب الموصل، لم يبق سوى الآبار في شمال الموصل، وتشغيلها، والاستفادة منها أثناء الحرب محدود جداً، وربما يلجأ لإحداث أضرار فيها؛ وذلك للحد من تفوق قوات التحالف الجوي، وذلك للحد من مجال الرؤية والرصد والاستطلاع، وفي الوقت الراهن أعتقد أن موضوع النفط ثانوي والقضية بالنسبة لتنظيم "داعش" هي قضية وجود".
وبشأن الطريقة التي سيسلكها التنظيم الإرهابي بعد خسارته "المتوقعة" للموصل كآخر معقل كبير له في العراق، يشير "العامري" إلى أن البعض من قوات "داعش" سيعود إلى الذوبان داخل القطاعات المدنية لكن الأكثرية ستنسحب نحو الفضاء السوري "الرقة، ودير الزور، وما بعدها"، وربما تلتحق بفصائل معارضة للنظام السوري، وستتخذ البقية من المدنيين دروعاً بشرية تفاوض على سلامتها من أجل خروج آمن".
وحول الفكرة المزعومة للخلافة الإسلامية التي يتبناها تنظيم "داعش" الإرهابي، وهل ستسقط من عقل التنظيم إذا سقطت الموصل؟ قال الفريق أول بحري عمرو العامري: "الفكرة بدأت من الفضاء السوري، ولن تتلاشى إلا بسحق قواعدهم في الرقة وما حولها، وربما يختبئ قادة التنظيم في ملاذات آمنة على غرار قادة تنظيم القاعدة، ويعمدون إلى نشر البيانات الإعلامية، والاستمرار في ذات النهج، متخذين من المساحات الواسعة في الصحراء السورية العراقية مكاناً لذلك، وقد يحدد نجاحهم أو فشلهم في ذلك هو ما سيحدث في الموصل، وهل سيكون هناك تطهير عرقي أو ممارسات ضد أهل السنة؟ وربما هذا ما يراهن عليه قادة التنظيم، وهذا أيضاً هو الكابوس الذي يقلق الحكومة العراقية، حيث هناك الكثير من الأصوات الشيعية التي تدعو لذلك، وعموماً فكرة الخلافة فكرة رئيسة في الفكر "الداعشي" وستظل سواء هنا أو في مكان وزمان آخر".
أما عن المدة المتوقعة لانتهاء معركة الموصل، قال "العامري": "حقيقة لا أمتلك تقديراً لذلك وحتى الحكومة العراقية، والرئيس أوباما يتوقعون معركة صعبة، وغير قصيرة، وقد تحدث انهيارات سريعة غير متوقعة متى ما أدرك قادة التنظيم الخسارة، وفقدوا القدرة على الدعم، والتوجيه والاتصال، وأعتقد أننا قد نجيب عن هذا السؤال بعد 3 أو 4 أيام إذا لم تدخل معطيات إقليمية جديدة في المعركة".