قال المشرف العام على إدارة العلاقات العامة والمراسم بجامعة الإمام محمد بن سعود الإسلامية، مستشار مدير الجامعة، الدكتور نشمي بن حسين العنزي، إن الأمر السامي الكريم للسماح بقيادة المرأة للسيارة، استشرافًا لمستقبل المملكة الزاهر، بإذن الله تعالى، ونظرة ثاقبة ورؤية واعية من ولاة الأمر - حفظهم الله - لمتطلبات الحياة العصرية التي تعيشها مملكة السلم والسلام المملكة العربية السعودية.
وأضاف أن صدور هذا القرار التاريخي والمفصلي في تاريخ المملكة، يدل على أن ولاة الأمر في هذه البلاد المباركة، وعلى رأسهم خادم الحرمين الشريفين، الملك سلمان بن عبدالعزيز آل سعود، وولي عهده الأمين، الأمير محمد بن سلمان بن عبدالعزيز آل سعود – حفظهما الله - ينظرون إلى حاجات المواطنين ومتطلبات الحياة العصرية بنظرة شمولية واسعة، قد لا يراها من ينظر إلى أمور الحياة بمنظور ضيق.
وأشار إلى أن المجتمع السعودي مثل غيره من المجتمعات مكون من بشر لهم حاجات ومتطلبات تختلف باختلاف ظروف حياتهم ومتطلباتهم الاجتماعية والاقتصادية، مما يتطلب النظر لتلك الحاجات والمتطلبات بنظرة واسعة ورؤية شاملة تتوافق مع كافة طوائف المجتمع وطبقاته وأطيافه، بما يتفق مع الرؤية الدينية والضوابط الشرعية التي حددها الشرع.
وقال "العنزي": إن قيادة المرأة للسيارة أصبحت من الضروريات في عصرنا الحاضر، خصوصًا في ظل ما يعيشه العالم من تطور وتقدم وتسارع في وتيرة الحياة الاجتماعية، وفيها مصالح اجتماعية واقتصادية متعددة للأسر بشكل عام والمرأة بشكل خاص.
وأضاف: لا شك أن الحاجة إلى التنقل بوسائل النقل أصبحت من أساسيات الحياة، ومن الضروريات الملحة، والمرأة هي نصف المجتمع ولها حقوق وعليها واجبات، فهي بالإضافة إلى أنها الأم والأخت والبنت والزوجة فهي معلمة وطبيبة وممرضة وموظفة وغيرها، والسماح لها بقيادة السيارة لإنجاز ما عليها من وجبات سوف يحقق لها العديد من الفوائد والمكاسب الاقتصادية والاجتماعية.
ولفت إلى أنه بالنظر إلى قرار قيادة المرأة للسيارة من وجهة نظر اجتماعية، وحتى نكون منصفين، لا بد أن نعلم أن كل تغيير اجتماعي لابد أن يصادفه بعض التوجس أو التخوف من أبناء المجتمع، وهذا أمر طبيعي، قائلاً إن قيادة المرأة أمر لم يعايشه المجتمع من قبل، لذلك قد ينتاب الناس بعض التوجس.
وقال إن العديد من التغيرات الاجتماعية حدثت في المجتمع خلال التاريخ، كان أفراد المجتمع يخشونها ويتحاشون وقوعها ومع الزمن تعايش معها المجتمع، ووجد أن فيها مصلحة عامة وفوائد اجتماعية واقتصادية.
وتابع: ها هو التاريخ يعيد نفسه، في الماضي البعيد على سبيل المثال، كان تعليم البنات فكرة مرفوضة من قبل ذوي النظرات الضيقة والتفكير المحدود بحدود البيوت التي يعيشون فيها والظروف المحيطة بهم، وكان الخوض في ذلك يعد من الأمور التي لا يقبل النقاش بها، حتى جاء عام (1379هـ) حيث أصدر الملك سعود بن عبدالعزيز آل سعود – رحمه الله - أمرًا ملكيًا يقضي بإنشاء مدارس لتعليم البنات بالمملكة، وأصبح التعليم حقًا مشاعًا لكل الإناث في المملكة، وصار الناس بين مؤيد ومعارض، وكثر القيل والقال.
وقال: ها هم اليوم يحصدون ثمرات ذلك الأمر السامي الكريم المبارك ويرون الفوائد الكبيرة والمصالح العظيمة التي جناها المجتمع والأسر من وراء فتح المجال لتعليم المرأة، بل إن الناس باتت تتهافت على تعليم بناتها وتعتبره من أولويات الحياة ومن المسلمات التي لا تستقيم الحياة الاجتماعية إلا به، وقس على ذلك العديد والعديد من أمور الحياة العصرية ومنها أهمية السماح للمرأة بقيادة السيارة.