"العنزي" يروي لحظات الرعب في حريق مستشفى الخرج وقصة الطبيبة النائمة

حلمه "التثبيت".. وقال لـ"سبق": هذا أول ما فكرت به عندما استعدت وعيي
"العنزي" يروي لحظات الرعب في حريق مستشفى الخرج وقصة الطبيبة النائمة
تم النشر في

لم يتردد للحظة عن المغامرة بحياته في سبيل إنقاذ أرواح مجموعة من الطبيبات، من حريق كاد يقضي عليهن بإسكان مستشفى الخرج، وغلب طابعه ودوره الأمني على قراره الشخصي، بأن بادر بالدخول وسط الدخان الكثيف؛ للبحث عن أي عالقين أو محتاجين للمساعدة وسط الحريق، قبل أن يتطور الأمر وينتهي بسقوطه مغشياً عليه مع إنقاذه لآخر طبيبة.

منزل متواضع

في روايته لـ"سبق" التي زارته في منزله المتواضع، والتقت بوالده وإخوته، يستذكر رجل الأمن أحمد بن عوض العنزي الدقائق المرعبة التي نجح فيها بفضلً من الله في إنقاذ حياة 16 طبيبة من خطر حريق كاد أن يودي بحياتهن جميعاً.

مغامرة

يقول "أحمد" إنه فور تلقي بلاغ الحريق لم يتردد ولو للحظة في الدخول للمبنى المتضرر، على الرغم من كثافة الدخان؛ للتأكد من خلوّه تماماً من قاطنيه، وقام بخلع قميصه وبلله بالماء ووضعه على وجهه، ثم دخل المبنى؛ لتنبيه الطبيبات بالخروج سريعاً عبر مخارج الطوارئ المحيطة بالمبنى.

الطبيبة النائمة

وتابع: بعد أن ازدادت كثافة الدخان في ممرات المبنى، بدأت سريعاً في تفحص الغرف السكنية واحدة تلو الأخرى، حتى مررت على آخر غرفة وقمت بطرق بابها كبقية الغرف، لكنني سمعت صوت شخص بداخلها، فكررت طرق الباب بشدة حتى خرجت طبيبة كانت نائمة، ولا تعلم بما حدث، وقمت على الفور بمساعدتها على الخروج "زحفاً" عبر مخرج طوارئ المبنى.

سقوط البطل

ويضيف "أحمد": بعد أن خرجت برفقة الطبيبة من مخرج الطوارئ، لم أستطع الوقوف وسقطت مغشياً عليّ نتيجة الدخان الكثيف الذي تعرضت له أثناء تطبيقي لخطة الإخلاء، ومساعدة الطبيبات للخروج من المبنى، ولم أستعد الوعي إلا في قسم الطوارئ.

وتابع: أول ما ظهر في مخيلتي بعد أن استعدت وعيي في قسم الطوارئ هي "والدتي المريضة"، وبدأ القلق يدب فيّ عن حالها عند تلقيها الخبر، لكن الحمد لله فقد حضرت واطمأنت على صحتي في نفس الليلة.

ويؤكد "العنزي" أن ما قام به واجب ديني ووطني فقط، ولا ينتظر الشكر من أحد، حتى لو كان هذا الواجب يشكل خطراً على حياتي فجميعنا فداء للدين ثم الوطن.

تكريم وثناء

وحظي "رجل الأمن الشجاع" بثناء وشكر وتقدير واسع وكبير؛ نظير ما قام به من عمل بطولي، بدءاً بزيارة مدير المستشفى الدكتور عبدالله برناوي له مباشرة من بعد الحادثة في قسم الطوارئ أثناء تلقيه العناية الطبية، ليقوم عقبها وفدٌ من إدارة الأمن والسلامة في مديرية الشوؤن الصحية في منطقة الرياض بزيارته؛ للاطمئنان على صحته، تلاها مبادرة أعضاء ملتقى إعلاميي محافظة الخرج في عمل احتفالية تكريم متواضعة لـ"أحمد"، وبحضور والده، ثم تكريم من قبل رئيس بلدية محافظة الخرج المهندس أحمد البكيري الذي قدّم مكافأة شخصية له.

الحلم.. وظيفة

أحمد العنزي يعمل في مستشفى الملك خالد ومركز الأمير سلطان للخدمات الصحية منذ أربع سنوات كحارس أمن، ورغم أن راتبه الشهري (2700 ريال) ضعيف وظروفه المادية سيئة وحالة والدته الصحية تحتاج للمتابعة، إلا أنه ما زال يحلم بالتثبيت على وظيفة ضمن سلم التوظيف ببرنامج التشغيل الذاتي التابع لوزارة الصحة تؤمّن له احتياجات الحياة القاسية.

الجدير بالذكر أن حريقاً اندلع مساء أمس الأول، في غرفة بأحد المباني السكنية التابعة لإسكان مستشفى الملك خالد بالخرج تقطنه قرابة 16 طبيبة، خرجن من المبنى دون أي إصابات ولله الحمد.

وكانت "سبق" أول من تطرّق لموقف وشجاعة رجل الأمن أحمد عوض العنزي، الذي ساهمت جهوده بفضل الله في إنقاذ حياة الطبيبات من خطر الاختناق جراء الحريق.

 

أخبار قد تعجبك

No stories found.
صحيفة سبق الالكترونية
sabq.org