دخل كوكب الأرض منذ 12 شوال الماضي في نهرٍ من المخلفات والغبار والصخور لمذنب "سويفت تتل"، وذلك ضمن حركة الأرض على مدارها حول الشمس؛ حيث يمتد غبار المذنب من 12 شوال حتى 21 ذي القعدة الجاري، ونتيجة دخول الأرض في هذا النهر من بقايا المذنب تصطدم الصخور وذرات الغبار بالغلاف الجوي للأرض بسرعات كبيرة؛ مما يؤدي لاحتراقها في طبقات الجو العليا التي تسمى بالشهب.
وأوضح الباحث الفلكي وعضو الاتحاد العربي لعلوم الفلك والفضاء "ملهم بن محمد هندي" لـ"سبق"؛ أنه رغم امتداد مخلفات مذنب "سويفت تتل"، إلا أن أغلبها يتمركز على خط فيه تتجمع بشكلٍ مكثف الصخور وغبار المذنب فتزيد من عدد الشهُب المتساقطة على الأرض التي تصادف هذا العام مساء الخميس القادم وفجر الجمعة 9 ذي القعدة، وهي الفترة المُسماة بذروة الشهب .
وبين الفلكي "هندي" أن للشهُب مواسم تختلف خلال السنة حسب مرور الأرض بمخلفات المذنبات المختلفة، وكل موسم للشهب تظهر الشهب من نقطة معينة من السماء فتُنسب الشهب لمجموعة النجوم التي تظهر الشهب منها، وخلال هذه الفترة يمكن ملاحظة ظهور الشهب من كوكبة نجوم "حامل رأس الغول"؛ لذا يطلق عليها: الغوليات، أو تُنسب للاسم اللاتيني لها "برشاوس" فيطلق عليها: البرشاويات وهو الاسم الأشهر .
وقال "هندي": عادةً يكون معدل تساقط شهب البرشاويات بين 60- 100 شهاب في الساعة في الذروة، إلا أن منظمة الشهب العالمية تتوقع زيادة في كثافة الشهب هذه السنة بسبب مرور الأرض في عقدة من المخلفات، فيزيد المعدل بين 150- 200 شهاب في الساعة خلال الذروة فجر الجمعة المقبلة .
وأضاف: أن الشهب تُرى كخيوط مضيئة تلمع خلال أجزاء من الثانية ثم تختفي، وبعضها تُرى وقتاً أطول وتكون أكثر لمعانًا، وتُسمى: الكُرات النارية؛ فهي أكبر حجمًا من الشهُب فتأخذ وقتاً أطول حتى تحترق وتتبخر.
وأضاف: تعتبر فترة ذروة البرشاويات هذا العام مناسبة جداً لرصدها؛ بسبب الزيادة في كثافة الشهب، وغروب القمر، بعد منتصف الليل؛ مما يترك السماء في ظلام تام للتمتع برصد الشهب من أي منطقة في العالم، يُفضل رصدها في مناطق بعيدة عن المدن لتخفيف تلوث الإضاءة والغازي، ويمكن رصدها بالعين دون استخدام أي معدات من بعد منتصف الليل ناحية الشمال، وقد تُرى بأرجاء السماء حتى شروق الشمس.