القصبي: الشباب هم مصدر الإلهام وصُنَّاع الأمل ومرتكز أساس في تنمية الوطن

منتدى الغد الخامس يختتم أعماله بمشاركة نخبة من النماذج الشبابية المبدعة
القصبي: الشباب هم مصدر الإلهام وصُنَّاع الأمل ومرتكز أساس في تنمية الوطن

اختتمت مساء أمس الثلاثاء أعمال منتدى الغد الخامس تحت عنوان "معًا.. نبني الغد"، بحضور الأمراء والوزراء وكبار المسؤولين.
 
 وشارك في المنتدى، الذي نظمته جمعية الغد على مدى يومَيْن، نخبةٌ من النماذج الشبابية المبدعة في لقاء مفتوح مع عدد من المختصين في مجالات الشباب بالسعودية، كما تم طرح عدد من الموضوعات الشبابية التي تسير وفق أهداف رؤية السعودية 2030.
 
  كما ناقش المنتدى الذي كان قد عقد برعاية أمير منطقة الرياض، الأمير فيصل بن بندر بن عبدالعزيز، نتائج الدراسة الوطنية الشاملة لقيم المواطن السعودي وهويتنا الحضارية، والدور المتوقع من الشباب السعودي في قطاع النقل، والتربية الأسرية، والرياضة، إضافة إلى فتح حوارات بين الشباب وعدد من المسؤولين في مجالات قضايا الشباب.
 
  وجاءت رسالة منتدى الغد الخامس التي تستهدف استلهام فكر شباب الوطن بأن التنمية تتحقق بتنمية قيمنا العربية الإسلامية السعودية في هويتنا الحضارية ومسار الحياة، وفقًا لمؤشرات القيم، وقصص النجاح التي سيتم تناولها عبر جلسات المنتدى.
 
  وأكد وزير التجارة والصناعة، الدكتور ماجد بن عبدالله القصبي، أن الشباب هم مصدر الإلهام، وصُنَّاع الأمل، ومرتكز أساسي في تنمية الوطن، وأن الشباب السعودي ينتظرهم مستقبل واعد في ضوء رؤية السعودية 2030.
 
  وقال القصبي خلال مشاركته في جلسة "حوار الشباب" خلال منتدى الغد الخامس، الذي اختُتمت فعالياته يوم أمس الثلاثاء في قاعة نيارة بمدينة الرياض: إن على الشباب السعودي التفاؤل والاستعداد، كما يجب على الشباب أن يسعوا ويبدؤوا أعمالهم التجارية، ويدركوا الفرص الاستثمارية.. ولا بد من كسر رهبة الخوف والفشل.
 
  وأشار خلال الجلسة التي أدارها الإعلامي عبدالله المديفر، وشارك فيها محافظ الهيئة للمنشآت الصغيرة والمتوسطة الدكتور غسان السليمان، إلى أن الشاب السعودي يستطيع استخراج ملف العمل والزكاة والتأمينات بمجرد إصدار السجل التجاري إلكترونيًّا.
 
  بعدها عُقدت جلسة بعنوان "أسرتنا"، أدارها المستشار في برنامج التعليم للصم وضعاف السمع في جامعة الملك سعود، الدكتور بدر بن ناصر القحطاني. وأوضحت الأميرة تهاني بن عبدالعزيز بن عبدالمحسن بن مشاري، المتخصصة في التدخل المبكر للأطفال الصم وضعاف السمع في المرحلة ما قبل المدرسة، خلال الجلسة أنه عندما يواجه الوالدان إصابة طفل معاق سمعيًّا تأخذ العمليات النفسية دورها، وتتجه لمنع الآباء من أن يدركوا أشياء قد تسبِّب لهم ألمًا؛ فيمرُّ الآباء بتجربة، تختلف فيها انفعالاتهم وأحاسيسهم عن الشيء الصادر لطفلهم؛ وبالتالي يتغير الجو الانفعالي داخل الأسرة، وينشأ جو يشوبه شيء من خيبة الأمل عند ولادة طفل مصاب بعجز أو قصور في أحد حواسه.. وهنا يقع الآباء في مراحل ردود الفعل الأولية، التي تتجلى واضحة بعد تشخيص حالة الطفل. وفي هذه المرحلة يكون الآباء والأمهات في ردود فعل متباينة، حددها بعض الباحثين بسبع مراحل، هي: الصدمة الإنكار والأسى والحزن والغضب والشعور بالذنب والشعور بالاكتئاب والتقبل.. ومن هنا جاءت أهمية التدخل المبكر في تقديم خدمات توجيهية للوالدين، سواء طبية أو اجتماعية أو تربوية أو نفسية؛ فالتدخل المبكر يتمركز حول الأسرة؛ إذ إنه يزودها بالإرشاد والتدريب، ويكل إليها دورًا رئيسيًّا في تنفيذ الإجراءات العلاجية؛ فالأسرة بحاجة إلى المساعدة في هذه المراحل؛ لكي لا تترسخ لديهم أنماط تنشئة غير بنَّاءة؛ ما يترتب عليها صعوبات نفسية هائلة لاحقًا.
 
  وأكد المتخصص الأسري والمؤلف الدكتور سلطان العثيم أن أي بلد يستثمر في الإنسان يسير في المكان والزمان الصحيحين، وفي التوقيت الصحيح.. مؤكدًا أهمية الذكاء المالي، وكيفية الادخار للأسرة، ووضع ميزانية لكي تعيش الأسرة حياة متوازنة بين المصروفات وما يُنفق؛ لأن هذا الزمان لا يمكن أن نعيش بعقلية (اصرف ما في الجيب يأتيك ما في الغيب)؛ فلا يمكن أن نعيش بهذه الثقافة.. وهذه قضية خطيرة جدًّا؛ لذا أهم ما يتم العمل عليه في الميزانية هو فكرة الادخار.
 
  وتحدثت المخصصة في الطفولة المبكرة، الدكتورة سارة العبدالكريم، حول الأمومة والسنوات الأولى للأبوة والأمومة.
 
  بعدها تحدث الدكتور طارق الريس، المتخصص في تربية وتعليم الصم وضعاف السمع، حول إعطاء الفرصة لأبنائنا الصم وضعاف السمع، وأنهم قادرون على الحصول على ما يطمحون إليه بإكمال الدراسات العليا، ومواصلة تعليمهم.
 
  وخلال جلسات المنتدى أكد الأستاذ خلوفة الشهري، وهو أول سعودي أصم يكمل دراساته العليا، أن حياته كانت صعبة، وكان بين خيارين، هما الحياة أو الموت، وأنه توكل على الله، واختار الحياة، وأخذ بمقولة (الطريق للمستقبل صعب، وليس مفروشًا بالزهور والورود، بل أحيانا يكون الطريق مليئًا بالأشواك).
 
  وأوضح أنه في البداية انتقل من أحضان أسرته الدافئة إلى عالم الغربة في معهد الأمل للصم، وهو أشبه بدار إيواء رغم صغر سنه، لكنه أثر فيه وفي غيره. مشيرًا إلى أن "الجميع يعلم أن الكبار يواجهون صعوبات في الغربة، فما بالك الأطفال. واستمرت تلك الغربة طوال المراحل الثلاث، التي هي الابتدائية والمتوسطة والثانوية، في معهد الأمل للصم". وبيَّن أنه درس وعاش مع أحبابه الصم وضعاف السمع، ولكن بتعليم متواضع، وبمسودة متواضعة، ومادة دراسية ضعيفة، ثم انتقل بعدها للدراسات العليا مع السامعين في تعليم مختلف عن الذي تعلمه في الماضي من حيث جودة التعليم وتطوره، ولكن البيئة كانت مختلفة.
 
  وأضاف: لذا واجهت صعوبات في الحياة، أثرت فيَّ، ولكن حاولت جاهدًا التغلب عليها بتلافي السلبيات والتفاعل مع الإيجابيات، وبالمكافحة والمثابرة والعزيمة والإصرار.. وكل من يتحمل جهدًا ثقيلاً سيجتاز كل صعوبة، ويصل في النهائية إلى غايته بكل سهولة. وكل إنسان منا له أحلام وأمنيات، وأنا لدي حلمان، وبفضل الله - عز وجل - تحقق الحلم الأول، وهو حصولي على درجة الماجستير من جامعة الملك سعود، وبقي حلم العمر، وهو الثاني، وهو حصولي على درجة الدكتوراه؛ ليتحقق حلمي وحلم الوطن لدعم الصم. والإصرار لا يزال موجودًا، ولا يأس مع العمل. وفي الماضي كان التخطيط والبناء، وأمس اجتمعنا للتكريم، واليوم نبدأ بتقديم النماذج الناجحة والرائعة من المنبر، وغدًا نحمل الراية ونرى النور، وتخف بهذه معاناة الصم.. فلم يعد حل الصم كما كان بالأمس سرابًا، بل أصبح الحلم حقيقة وواقعًا ملموسًا ومشاهدًا؛ فالحلم سيتحول إلى حقيقة نراها بعد طول انتظار. وفي الختام، أشكر جمعية الغد للشباب للرعاية وإبراز النماذج من الشباب والشابات الناجحين، التي تحمل شعار "نحن والشباب نعم.. لولا الأمل في الغد لما عاش الصم حتى اليوم".
 
يُذكر أن المنتدى الذي نظمته جمعية الغد افتُتح أعماله يوم الاثنين برعاية صاحب السمو الملكي الأمير فيصل بن بندر بن عبدالعزيز، أمير منطقة الرياض، تحت شعار (معًا... نبني الغد)، وذلك بمشاركة نخبة من النماذج الشبابية المبدعة في لقاء مفتوح مع عدد من المختصين في مجالات الشباب بالسعودية؛ لطرح عدد من الموضوعات الشبابية التي تسير وفق أهداف رؤية السعودية 2030.
 
  وناقش المنتدى في هذه الدورة نتائج الدراسة الوطنية الشاملة لقيم المواطن السعودي، وهويتنا الحضارية، والدور المتوقع من الشباب السعودي في قطاع النقل، والتربية الأسرية، والرياضة، إضافة إلى فتح حوارات بين الشباب وعدد من المسؤولين في مجالات قضايا الشباب.
 

أخبار قد تعجبك

No stories found.
صحيفة سبق الالكترونية
sabq.org