يعيش أبناء السعودية والقصيم خاصة اليوم ذكرى اليوم الوطني ٨٦ ويتذكرون مناقب رجال هذه الدولة على مراحلها وتطوراتها وما كانت تعيشه الجزيرة العربية من حالات نهب وسرقات وعمليات قتل وإراقة للدماء قبل أن يجمع شتاتها الملك المؤسس عبدالعزيز بن عبدالرحمن، طيب الله ثراه؛ ليعلن انطلاق مرحلة من التطور والازدهار والنمو المتواصل وسار على نهجه ملوك هذه البلاد المباركة حتى حاضر هذا العهد الذي يقوده ملك الحزم خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبدالعزيز حفظه الله وولي عهده وولي ولي عهده الأمين.
وفي منطقة القصيم التي تشهد نهضة في كافة المجالات الصناعية والصحية والتعليمية والتنموية والزراعية؛ حيث تشكل منطقة القصيم قوة اقتصادية قوية لكونها أشهر المناطق الزراعية بالمملكة وجاءت بالمرتبة الثانية بعدد النخيل، وتحتوي على نحو ٦،٩٧٩،٧٥٣ نخلة بنسبة ٢٤،٤٪، وهذا ما عزّز من مكانتها الاقتصادية وجعلها محط أنظار المزارعين والمهتمين بالفلاحة وتقيم سنوياً مهرجانات للتمور تسجل مبيعاتها أرقاماً ضخمة حتى سميت بالواحة الخضراء في قلب الجزيرة العربية.
وكان لها السبق بالتجارة، ففي أزمنة غابرة عُرف تجار القصيم الذين ينطلقون من منطقتهم ويطوفون بلاد الشام والعراق عبر قوافلهم التجارية وكان لهم السبق بالانفتاح على العالم العربي؛ ذلك للتبادل التجاري بالأغنام والإبل والأقمشة والحرير وكان يقوم بذلك رجال العقيلات وانتهت آخر رحلاتهم في عام ١٣٧٥هـ.
وكانت القصيم ضمن مناطق السعودية التي سار الملك عبدالعزيز بجيوشه نحوها ليضمها تحت حكمه وهو يرفع راية التوحيد، ولما عُرف به من حكمة وفراسة وبعد نظر كان يدرك أهمية منطقة القصيم من الناحية الاقتصادية وموقعها الجغرافي وقربها من حائل وهي معقل خصومه في إمارة آل رشيد المدعوم من القوات العثمانية آنذاك.
وخوفاً من أطماع خصومه السياسية وسيطرتهم على القصيم ذات الموقع الاستراتيجي ولكون القصيم نقطة عبور الحجاج، فكر "المؤسس" للسيطرة عليها وجعلها تحت نفوذه؛ ذلك بعد الرياض عاصمة البلاد.
وفي العاشر من مارس عام ١٣٢١هـ، سار المؤسس بجيوشه صوب القصيم لمواجهة جيش آل رشيد المدعوم من العثمانيين وحدثت معركة الفيضة، وفي العام الذي يليه ١٣٢٢هـ وقعت معركة الشنانة وهما من أشد المعارك، ورغم قوة عتاد جيش آل رشيد؛ إلا أنه هُزم وحصلت له هزيمة ساحقة وكانت بمثابة الضربة لحلفاء آل رشيد وهم العثمانيون.
بعدها انسحب جيش المؤسس نحو قطر، فطمع آل رشيد بالعودة إلى القصيم، وعندما علِم المؤسس بمناوشات خصمه عاد وحدثت موقعة روضة مهنا وذلك بالعام ١٣٢٤هـ وكانت معركة حاسمة ومفصلية انتهت بسيطرة جيش المؤسس على القصيم أحد أهم المناطق التي ساهمت في تقوية سلطة الملك عبدالعزيز في نجد وبعدها انسحبت القوات العثمانية.
ومنذ ذلك اليوم والقصيم تحظى بدعم قيادة هذا البلاد المباركة، وتشهد نمواً في كل المجالات، غير أن القصيم عُرفت بتصدير أهم منتج غذائي وهو التمور فهي كذلك تُصدر فاكهة العنب، وقد بلغ إجمالي مساحة الأرض المزروعة بالمحاصيل الزراعية في المنطقة في عام ٢٠٠٥م حوالي ١٩٣ ألف هكتار تمثل حوالي ١٧،٤ من إجمالي المساحة المحصولية لجميع المحاصيل في المملكة والتي بلغت ١،١مليون هكتار في عام ٢٠٠٥م.
ويعمل في منطقة القصيم كثير من المشروعات الزراعية المتخصصة إلى جانب عدد كبير من الحيازات الزراعية، ومن أهم الشركات الكبرى في منطقة القصيم، شركة القصيم الزراعة، وشركة الدواجن الوطنية؛ حيث تتميز منطقة القصيم أيضاً بوجود مناطق رعوية كبيرة، وبالمنطقة مربون للثروة الحيوانية من ذوي الخبرات العالية في مجال تربية الأغنام والإبل.
ويوجد في منطقة القصيم أكثر ١٤٦مصنعاً منتجاً تمثل حوالي ٣،٧٪ من إجمالي أعداد المصانع المنتجة في المملكة؛ حيث بلغ إجمالي عددها ٣٩٠٦ مصانع منتجة بنهاية عام ٢٠٠٦م.
ويبلغ إجمالي استثمارات المصانع في منطقة القصيم حوالي ٤،٥ مليار ريال تمثل حوالي ١،٥ ٪ من إجمالي التمويل للمصانع المنتجة في المملكة والذي بلغ حوالي ٢٩٧مليار ريال، وقد بدأت معظم المصانع في منطقة القصيم الإنتاج منذ أكثر من عشر سنوات، والطاقات الإنتاجية لهذه المصانع في جميع القطاعات الصناعية المختلفة والتي تشمل أهم منتجات.
ويوجد بالقصيم مدينة صناعية حديثة يبلغ إجمالي مساحتها ١،٥٤ مليون متر مربع، وقد تم تطوير مساحة كبيرة من المدينة بلغ ١،٢مليون متر مربع، وقد أقيم بها ٤٨ مصنعاً منتجاً حتى الآن ويجري حالياً إنشاء ١٧ مصنعاً جديداً بالمدينة ويتوقع أن تستوعب المدينة ١٠٠ مصنع عند انتهاء تطويرها.
إلى جانب النهضة في أهم مجالين وهما الصحة والتعليم؛ حيث كشفت إحصائية لوزارة الصحة، أن إجمالي المستشفيات التابعة لوزارة الصحة حتى عام ١٤٣٣هـ، ١٨ مستشفى بسعة ٢٤٠٩ أسرة، بينما بلغت المستشفيات الخاصة ٥ في بريدة ٣، و٢ في عنيزة والرس، كما تضم بريدة أشهر مركز لعلاج حالة العقم ساهم في علاج الكثير من الحالات الصعبة وهو مركز الأمير فيصل بن مشعل لعلاج العقم ويستقبل من كل المناطق، وفي التعليم فيتبع لإدارة تعليم القصيم أكثر من ٣٠٠ مدرسة في بريدة والمراكز التابعه لها.