كشف المحامي الكويتي الحميدي بن بدر السبيعي لـ"سبق"، أن اتحاد المحامين العرب فتح تحقيقاً معه تمهيداً لفصله من عضوية الاتحاد خلال 3 أشهر، نتيجة لموقفه وتصديه للإساءات تجاه "السعودية"؛ حيث رفض "السبيعي" تقرير أمانة اتحاد المحامين العرب الذي احتوى افتراءات على المملكة العربية السعودية.
وقال "السبيعي" الذي حل ضيفاً ومشاركاً في فعاليات المهرجان الوطني للتراث والثقافة "الجنادرية 30": "ذهلت من حجم التعدي والافتراء على السعودية وقطر في تقرير أمانة اتحاد المحامين العرب والمنعقد حالياً بتونس فكان لزاماً علينا التصدي لهم"، وأضاف: "عندما قاطعني رئيس المؤتمر قائلاً: أنت كويتي ما لك علاقة"، رددت عليه: إذا كان لا يوجد تمثيل لمحامين من السعودية وقطر هنا، فأنا ممثلهم وتلك بلادي".
ولم يستغرب "السبيعي" قرار الفصل الذي قد يتخذ ضده بعد 3 أشهر، وقال: "لم يتحملوا كلمة الحق والنقد والمواجهة، مضيفاً: "تواجه السعودية ودول الخليج أخطاراً وتحالفات دولية، وبالتالي فكلنا يحتاج إلى الوقوف بجانبها ومع الحق، لكني تفاجأت أن الأمانة العامة لاتحاد المحامين العرب يقلبون الحق والحقيقة ويفترون على السعودية؛ لمجرد عدم وجود ممثل لها في هذا الاتحاد العريق الذي أنشئ سنة 1944م، فكان لزاماً عليّ عدم السكوت وبادرت بالدفاع عن المملكة وشعبها والخليج وقطر".
وبيّن: "قد أزعجهم صوتي رغم أني وحدي وهم أغلبية، 40 شخصاً ضدي فلم يتحملوا هذا النقد وهذه المواجهة التي عرّتهم فعلاً، وقد أحالوني للتحقيق تمهيداً لفصلي بعد 3 أشهر خلال المؤتمر القادم، وإذا حدث ذلك قد أكون بذلك أول محام يفصل تقريبًا".
وأردف: "بعث لى الاتحاد بريداً إلكترونياً بقرار تشكيل لجنة تحقيق معي، وعندما طلبت منهم معرفة السبب ردّوا: "أحداث تونس"، فذكرتهم بسخرية أن المسؤول عن أحداث تونس البوعزيزي وليس أنا، وتابعت: هذا لا يصح قانوناً، المفروض أن تكونوا أكثر شجاعة وتصرحوا بأن تهمتي هي الدفاع عن السعودية".
وأكد "السبيعي": "موقفنا من الدفاع عن الخليج والسعودية لن نساوم عليه ولن نتزحزح عنه"، مثمناً مشاعر الشكر التي تلقاها عبر وسائل التواصل الاجتماعي والاحتفالات التي أقيمت له تقديراً لموقفه بالدفاع عن المملكة بالقول: "تلقيت سيلاً متدفقاً من مظاهر التكريم على مدى أسبوعين وهو شيء غير طبيعي، وأحتاج شهوراً كي أرد التحية بمثلها، مختتماً: "هذا التكريم من القيادة والشعب وسام علي صدري والسعودية هي عمقنا الاستراتيجي".
وعن "الجنادرية 30" قال: "المهرجان يختصر ثقافة وتراث المملكة المتنوع والثري في مكان واحد، ويمكن أن يوصف بـ"القرية السعودية"، مطالباً بتسويقه دولياً، شاهدنا ما تتميز به كل منطقة عن الأخرى في فلكلورها الشعبي وزيها وعاداتها وطباع أهلها وتقاليدهم وأكلاتهم الشعبية"، مضيفاً: "عايشنا من خلال ندوات ومحاضرات المهرجان الثقافية والفكرية والأدبية حريات في إبداء الرأي والنقاش وتبادل الأفكار لا مثيل لها"، موضحاً أنه أمضى أسبوعاً لم يشعر فيه بالوقت رغم زخم الفعاليات وازدحام البرنامج، داعياً لإبراز هذا الجهد الضخم والحضاري خارجياً ودولياً بشكل أكبر وأوسع.
ولخص "السبيعي" انطباعه عن مهرجان الجنادرية الذي يزوره لأول مرة بقوله: "لقد شاهدت شيئاً آخر"، مبدياً إعجابه الشديد بإمكانات "مركز الأمير محمد بن نايف للمناصحة" بالجنادرية، وقال: "اكتشفت خلال 6 ساعات من جولتنا بالمركز تميزه وتفرده، وقد يكون رقم واحد بالعالم في جوانب حقوق الإنسان والإمكانات المادية والبشرية والطاقات الكبيرة".
وأضاف: "إمكانياته غير موجودة لا في أوروبا ولا في أي دولة عربية"، متابعاً: "ذهلت مما وجدته بالمركز من التعامل الإنساني وحفظ الحقوق والحريات للمستفيدين من البرنامج من نزلاء وسجناء وموقوفين؛ حيث تتاح لهم فرصة الخروج لحضور مناسباتهم الاجتماعية الخاصة والمشاركة في عزاء أو زواج وكذلك الخلوة الشرعية"، وقال: "المركز فكرة راقية لتقدير مكانة الشخص حتى لو كان مجرماً".
وتحدث "السبيعي" عن لقائه بخادم الحرمين الشريفين ضمن الوفود المشاركة بمهرجان الجنادرية قائلاً: "تشرفنا بلقاء الملك سلمان بن عبدالعزيز، والجميع يعرف حزم وعزم هذا القائد الفذ، لكننا رأينا أيضاً جوانب أخرى في شخصيته -يحفظه الله- فلمسنا عن قرب سلمان الإنسان المتواضع والبسيط والخلوق، وهي صفات قلما تجتمع في شخصية واحدة، وقد استمعنا لتوجيهاته وكلماته، وكانت عبارته الرنّانة التي أطلقها في حديثه لضيوف الجنادرية: "لا نعتدي ولن نقبل الاعتداء" ملخصة للسياسة الخارجية للمملكة في عهد سلمان الحزم والعزم".
وأشار إلى أن تناول الجميع الغداء على مائدة خادم الحرمين الشريفين -حفظه الله- يعكس حقيقة التواصل بين الحكام والشعوب في دول الخليج .