أكد الباحث التاريخي عيسى القصير أنَّ المنطقة المحيطة بجامع عبدالله بن العباس - رضيَ الله عنهما - هي منطقة قبور قديمة جداً، وتصل مسافتها حتى موقع مستشفى الملك فيصل سابقاً، وقد تم وقف الدفن فيها قبل حوالي 353 عاماً، بأمر من الشريف حاكم مكة والطائف، محسن بن زيد، وكان ذلك عام 1085 هـ، لينتقل الدفن آنذاك إلى المقبرة العامة من الناحية الجنوبية للجامع، وظلت حتى يومنا الحالي.
وكشف الباحث التاريخي القصير لـ"سبق" أنَّ بداية هدم جامع العباس كان في عام 1378هـ، وكان ذلك في عهد الراحل الملك سعود -رحمه الله-، وجُدد بناءً في عام 1381هـ، وظلَ على هيئته حتى وقتنا الحالي، مشيراً إلى فتوى كانت قد صدرت في العام 1378 هـ، من مفتي المملكة في ذلك الوقت الشيخ محمد بن إبراهيم آل الشيخ، بنقل الرفاة والعظام البشرية للأموات من تلك القبور في حال ظهورها وقت الهدم وخلافه للمقبرة العامة جنوب الجامع.
وأشار المؤرخ القصير إلى مرافقته لجنة رسمية جاءت برئاسة الشيخ محمد بن حسن آل الشيخ بتوجيه من الشيخ سعد الشثري من هيئة كبار العلماء وذلك قبل عدة سنوات على خلفية ظهور عظام ورفاة لأموات من قبور نُبشت أثناء حفريات مشروع تقوية الكهرباء قرب الجامع، وتم عن طريق اللجنة تحديد المواقع التي تقع أسفلها قبور، مؤكداً أن فتوى مفتي المملكة محمد بن إبراهيم آل الشيخ في العام 1378هـ، بنقل الرُفاة والعظام في حال ظهورها للمقبرة العامة كانت قد اعتمدتها الأوقاف وتعاملت بشأنها.
جاء ذلك تفاعلاً منه مع ما نشرته "سبق"، حيث الجهات الأمنية بمحافظة الطائف، ممثلةً في دوريات الأمن، كانت قد وقفت "الخميس" على مشروع بدء أعمال حفر في الطريق المُغلق لشرق جامع عبدالله بن العباس وسط المحافظة، والذي يفصله عن الساحة المواجهة والمخصصة لموقف مكة، حيث ظهرت رُفاة وعظام أموات، كون المشروع قائماً على قبور قديمة، كانت قد نُبشت من قِبل عمالة تقوم بأعمال حفريات قبل ثماني سنوات، وتم إغلاق الطريق بموجبه ووقف ذلك المشروع، ليتكرر مرةً ثانية من خلال أعمال الحفر الجديدة والتي تقوم بها الأمانة، والتي تنوي إنشاء بوابة موازية للبوابة التي انتهت من إنشائها والمُسماة بـ "بوابة الحزم" بالمنطقة المركزية ضمن التحسينات التي طرأت على المنطقة.
وكانت المعدات قد بدأت أعمال الحفر في ذلك الطريق الفاصل بين جامع العباس بالطائف من الجهة الشرقية وموقف مكة، ومع تلك الأعمال التي كانت تُنشأ على قبور قديمة، حيث نُبشت وظهرت عظام ورفاة لأموات بالموقع الذي تم حفره، وتم جمعها في كراتين، لحين حضور دوريات الأمن والتي أعدت محضراً تُطالب فيه الشركة بإيقاف العمل، وإحالة المحضر للشرطة للتعامل مع الموقف.
وكانت في العام 2009 قد نبشت معدات إحدى الشركات الخاصة بأعمال التمديدات والتقوية الكهربائية بمحافظة الطائف قبوراً قديمة من الناحية الشرقية لجامع عبدالله بن العباس - رضي الله عنهما - فيما خرجت مع الأتربة كمية كبيرة من العظام.