المحيسن "الصرَاف المتحرك" لـ"سبق": عشق الكتاب يجعلني أقدم  35 ألف ريال يومياً لدور النشر

يصف نفسه بـ"خادم الثقافة".. ويقرأ 7 ساعات كل يوم
المحيسن "الصرَاف المتحرك" لـ"سبق": عشق الكتاب يجعلني أقدم  35 ألف ريال يومياً لدور النشر
تم النشر في

- معرض الرياض الدولي للكتاب المعرض الأول على مستوى العالم العربي
-بعض الدور تصل مبيعاتهم إلى ١٠٠ ألف في اليوم الواحد وهذا رقم مهول 
- الإقبال على الكتب الفلسفية يدل على أن شبابنا وشاباتنا يبحثون عن الكتب التي تخاطب العقل وفيها عمق 
- الكتاب لم يكن في يوم "كوبري" ولم يقتل أحداً أو يفجر في مكان هو التنوير والحضارة والثقافة 

 قاد عشق الكتاب وحروفه تربوياً متقاعداً إلى التواجد في معرض الرياض الدولي للكتاب يومياً حاملاً معه "رزمة" أموال تصل إلى 35 ألف ريال لتوفير الفئات النقدية من ريال حتى المائة ريال مساهمة منه في خدمة دور النشر لتسهيل عملية البيع.


ويصف محمد المحيسن نفسه بـ"خادم الثقافة"، فهو يقرأ 7 ساعات يومياً، ويطوف معارض الكتاب، وتربطه علاقات متينة بالمؤلفين ودور النشر، ولا يلتقي بأسرته إلا قليلاً في أثناء انطلاق فعاليات "كتاب الرياض الدولي" على الرغم من قربه منهم.


وفي لقاء قصير مع "سبق" كشف "الصرَاف المتحرك" عن شيء من عشقه، وجزء من أمنياته "الثقافية" التي ختمها بمناشدة ولي العهد في تمكين نزلاء "المناصحة" بقراءة كتاب "المؤمن الصادق".


- للقراء وللتاريخ والثقافة من أنت؟
محمد حمد المحيسن تربوي متقاعد، أعمل على مد يد العون أو التسهيل للناشرين، وبحكم أنني مستقل لست تابعاً لأي جهة، أكرمني الله بعلاقات حسنة مع وزارة الثقافة والإعلام وغالبية المؤلفين وأحاول قدر المستطاع أن أسهل لهم الأمور لأن من أهم المعالم الآن "معرض الرياض الدولي للكتاب"، وأستطيع أن أؤرخ لمعرض الكتاب لأنني حضرت لأول معرض في عام 1997م عندما كان أيضا يتنقل ما بين الجامعات.


- ماذا عن مراحل معرض "كتاب الرياض"؟
تاريخ معرض الكتاب حقيقة في بداياته أول معرض انطلق في عام 1997م، عندما كان يتنقل بين الجامعات، وبالتالي كان يصيبه شيء من الخلل ومن التنظيم والرتابة، لأنه لا تتراكم الخبرات، فمرة في جامعة الملك سعود ومرة أخرى في جامعة الملك عبدالعزيز، وثالثة في جامعة الإمام محمد بن سعود الإسلامية، حتى قيَض الله له ولقي لفتة كريمة من الملك عبدالله -رحمة الله- وأصدر أمراً في عام 2007م بأن تتولى وزارة الثقافة والإعلام التنظيم والإشراف بشكل دائم لمعرض الكتاب، فشمل هذه الرعاية الكريمة في ذلك الوقت وزارة الإعلام في مسماها القديم ثم وزاره الثقافة والإعلام، ومع تراكم السنين نقلت إلى معرض الرياض الدولي للكتاب، وأصبح معرض الرياض الأول على مستوى العالم العربي.


- وأين مقياس ذلك؟ 
المقياس هو المبيعات، ونوعية الكتب كذلك، فعلى سبيل المثال يفوق سكان مصر 90 مليون نسمة،  ولا يوازي دخل معرض القاهرة ربع دخل معرض الرياض، وأنا أعي وأدرك هذا الرقم لأنني على صلة وثيقة بدور النشر، وأعرف مبيعاتهم بشكل دقيق، وتربطني بهم صداقات حول هذا الموضوع وبمساهمة أخرى هي التي جعلتني أطَلع على حجم المبيعات فعلاً في هذا المعرض، وأيضا يمتاز بنفاد الكتب من ثالث يوم في المعرض، وأغلب الكتب والكتب المهمة على سبيل المثال "طه عبدالرحمن" كاتب فيلسوف مغربي جميع كتبه نفدت منذ اليوم الرابع، والمفرح والمطمئن أن شبابنا وشاباتنا لهم اختيارات متنوعة راقية ولم يعد يضحك عليهم بالإعلام والترويج ينتقي بوعي وإدراك، وقد تصيبك الدهشة أن يأتي شخص في العشرين من عمره يبحث عن كتب فلسفة وهذا يحدث أمامي، ومعرض الكتاب بالرياض أصبح هدفاً للناشرين ويتقاتلون حوله للحصول على فرصة العرض، وتقدم أكثر من ألفي ناشر ولكنه يستوعب 750 ناشراً، وتلقيت اتصالاً من شخص يكلمني من دولة المغرب فيه شيء من الحزن لأنه لم يحصل على الموافقة، وهناك تنافس وإقبال خرافي، بل أغلب المعارض في العالم العربي الآن يخرج بعض من دور النشر بخسارة، إنما معرض الكتاب بعض الدور تصل مبيعاتهم إلى المائة ألف في اليوم الواحد، وهذا رقم مهول، وهنا نفدت، بل إحدى الدور يوم أمس وقع في إحراج مع مؤسسات خارجية طلبوا منه 20 نسخة، ولم يتبق من هذه النسخ شيء، وقال لي صاحب الدار ماذا تقول يا أستاذ محمد؟ قلت هذا المواطن الذي حضر هنا لأجلك أولى من هذه الدور سواء حكومية أو خاصة، وأنت لديك عناوينهم اشحن لهم الكمية متى شئت. ولكن الذي حضر من المناطق الأخرى من جدة والأحساء والقصيم هم من يستحقون الاهتمام. وهناك أيضا خاصية أخرى لمعرض الرياض فأنا أعرف أشخاصاً أتوا من القصيم لأجل كتابين اشتراهما وعاد لمدينته، وأناس أتوا من رفحاء، وهذه مجتمعة سر نجاح "كتاب الرياض" بكل المقاييس.


- العام الماضي كنت هنا أستاذ محمد بين أرفف معرض الكتاب، وهذه السنة كذلك.. ما الفرق بين العامين؟
الحقيقة وهذه من المفارقات بأن القوة الشرائية قلَت، وكلنا نعرف الظروف التي تمر بها بلادنا، الأمر الذي ساهم في هبوط المبيعات من الـ 15 - 20%، ومع ذلك ناجح 100%، وبالنسبة للناشرين أكاد أجزم ولو طلب مني تحديد دور النشرفأغلبهم أمَنوا تكاليف الشحن والسكن وإيجار أرضية المعرض فأصبح يبيع كل أيام الأسبوع بفائدة، والحقيقة يسرني أن أرفع كل التقدير والاحترام لوزارة الثقافة على الرقابة التي شاهدناها هذا العام على المحتوى، والرقابة الواعية التي لا تكتفي فقط بالعنوان، فعضو اللجنة يتصفح الكتاب، وأيضا على سبيل المثال بعض الكتب والذي عليه بعض الملاحظات يحذر الناشر بلطف، والناشرون أيضا ملتزمون، والناشر بحد ذاته أصبح رقيباً على كتبه أكثر من الوزارة، والسبب أنه لا يريد أن يخسر معرض الكتاب بالرياض، وعلى سبيل المثال فإن إحدى دور النشر من لبنان كان مجموع بيعه خلال العام الماضي مائة وخمسة وثلاثين ألف دولار، ومصاريفه في بيروت ومشاركاته في معارض العالم العربي والطلبات التي وزعها على المكتبات لم تصل إلى هذا الرقم الذي حصَل عليه من معرض الرياض، وعلى هذا الأساس لا يريد أن يخسر المشاركة في هذا المعرض وهذا هو عين العقل.


- ما رأيك فيما لو تم رفع سقف سياسة منع دخول الكتب إلى المعرض؟
عندما يكون لدي في المعرض ما بين 500 إلى 700 ألف عنوان ماذا يعني أن يُمنع خمسة أو عشرة أو حتى مائة عنوان، فالمائة لا تمثل عند الخمسمائة ألف شيئاً، فمثلاً هذا الكتاب لا يتناسب مع السوق عقائدياً أو سياسياً، وهذه سياسة الحظر على كتاب أو منعه ليست بدعة سعودية إنما عالمية، وسياسة المنع تختلف من دولة إلى أخرى، ففي السعودية هناك مؤلفات تتحدث عن "التشيع" ومسموح دخولها، بينما في مصر ممنوع بيعها، وذهبت بنفسي وشكرت إداره الرقابة، وأنا أعرف هذه الكتب من الأساس ولا تشكل خطراً إنما بالعكس مطلوبة لأنها تبين وتنور وهي تتكلم عن التشيع ولكنها تكشف ما هو التشيع وتعريهم، ومصر لا تريد ذلك، وفي المجمل فإن معرض الرياض عندما أصبح تحت إشراف وزارة الثقافة والإعلام وهذا هو العام العاشر تحت إشرافهم وأنا ملازم له من التاسعة صباحاً وحتى التاسعة مساءً يومياً حتى عندما اشتقت إلى بناتي طلبتهن أن يحضرن إلى هنا بالمعرض، وحقيقة ينسب الفضل لأهله فإن رعاية الملك عبدالله -رحمه الله- ورعاية الملك سلمان عندما كان أميراً لمنطقة الرياض كان أيضا داعماً قوياً للكتاب، ومعروف حبه للكتاب وقارئ مثقف وحتى البعض الذين لديهم قصر في الفهم بشخصيته حفظه الله وأرجعه سالماً متوجسين خيفة أن يتغير الوضع بذهاب ملك وحضور ملك، ولم يختلف شيء ولم يتغير سواء بالكثافة أو الرعاية.


- ما هي رسالتك لوزارة الثقافة والإعلام المظلة الرسمية لمعارض "الكتاب" في المملكة؟
الاهتمام هذا العام، الحقيقة ومن باب الأمانة والإنصاف وأرجو أن من وزارة الثقافة أن تتقبل نقدي، هذا العام لا يوجد عيب في المعرض سوى في التنظيم، وسوء التنظيم ناتج عن قلة الخبرة، فالعام الماضي الوزير اجتهد وأحضر فريقاً جديداً من خارج الوزارة، ولم يستعن للأسف بالخبرة المتراكمة التي نقلت المعرض إلى الصف الأو ل وكانوا شباباً مجتهدين، ولكن إدارة الحشود والمحفل يحتاج إلى الخبرة، ولا يكفي الحماس فقط، وكنت متمنياً أيضا من معالي الوزير لو أبقى هذا الفريق، ولكن نتفاجأ أن هناك فريقاً جديداً، ولذلك عانينا أول يوم في المعرض من البطاقات، وفتح المعرض وبعض الناشرين لا يحملون بطاقات والناشر يلزم أن يرتدي البطاقة، وأن يكون متواجداً قبل الجمهور، وتمنيت لو أنه على الأقل يستمر هذا الفريق المتواجد الآن، وأوجه لهم الشكر، فهم شباب سعودي متحمس ومحب لبلده، وأتمنى إذا كان لابد من التغيير فإنهم يبقون على فريق واحد ولا يأتون بفريق في العام المقبل، لأن هذا المعرض يجب أن نحافظ عليه وليس حقلاً للتجارب أبداً، وأن تتجاوز مصرولبنان وتتجاوز المغرب والجزائر وتونس وأبوظبي والشارقة والبحرين وعمان الذين سبقوك في هذه المحافل، وتصبح أنت في المقدمة بمئات الآلاف فهذا شيء عجيب، ومعرض الرياض وأتحدى كائناً من كان دخل مبيعاته تفوق كافة المعارض مجتمعه.


- هل هناك خدمات "لوجستية" تقدمها للدور؟
نعم، فأنا أصف نفسي بـ"خادم الكتاب"، وهذه لها قصة طريفة وشرحها يطول، لكن لفت نظري في بدايات المعرض صعوبة وجود الفكه "الصرف النقدي"، وحصل موقف أمامي قبل 8 سنوات، عندما قدم شاب من محافظة الخرج وكان هذا الشاب محتاجاً للكتاب، ومعه 100 ريال، غير أن دار النشر ليس لديها صرف، واضطر إلى المغادرة لولا أنني سمعت المحادثة بينه وبين البائع واشتريته وقدمته هدية، وعندها خطرت في بالي فكرة، وقلت لماذا لا أحاول أوفر الصرف للدور؟، فذهبت إلى البنك وأحضرت خمسة آلاف ريال من فئة ورقة العشرة ريالات وألف ورقة من فئة الخمسة ريالات ووزعتها على بعض الدور الذين تجمعني بهم صلة ووجدت لها صدى قوياً، واستمريت من ذلك العام قبل ثمان سنوات وهذا العام الثامن أوفر لهم قدر ما ـستطيع وإن كنت أعاني من البنوك.
- كم السيولة أو المبلغ الذي توفره في كل مرة وفي هذا العام تحديداً؟


معدل يومي ما بين الثلاثين إلى الخمس والثلاثين ألف ريال، والمردود هي الفائدة المحبة والفائدة النفسية لي أن أخدم المواطن السعودي لأن هذا حتى وأن في ظاهرها يستفيد منها الناشر إلا أن المواطن والمواطنة أشعر لهم هذا الشءي في ظني المتواضع أنه عكس صدى طيباً عن بلدي، وأن هنالك شخصاً ليس له علاقة، هو فقط متطوع بجهده يمر ويساعدهم وفي بداية المعرض أول يومين أقرض الدور، ومن ثم أعود إليهم ثالث يوم وأستعيد المبلغ وأصبح بيننا ثقة في ذلك، واستطعت أن أغطي نصف دور النشر بالمعرض، وبعض الدور أقرضه فهو يساعد الآخرين في إقراضهم بعض من الصرف الذي أقرضتهم إياه، فهكذا تصبح منتشرة وأنا الوحيد الذي يعمل على ذلك، وأنا سعيد أن هذه الفكرة صاحبها سعودي، وأنا هنا أمارس عشقي ومحبتي للكتاب، وفي خدمة الكتاب والقارئ ويسعدني ويشرفني هذا.


- ما هي الكتب التي ترى أن عليها إقبالاً كبيراً من الزوار؟
دعني أركز على جانب مهم، وهو انتشار الكتب الفلسفية، وهذه التي ليست تدرس في مدارسنا حتى على مستوى الجامعة من العام الماضي، وأنا مبهور ومسرور من شبابنا وشاباتنا يبحثون عن كتب تخاطب العقل التي فيها عمق، الشيء الثاني خلال الثلاث سنوات الماضية وجدت أيضا من الشباب والشابات وعياً لا يعيه الذي بـ"تويتر" أو الأكثر مبيعاً يأتي وهو يعرف ما يريد، وأنا أتذكر قبل سبع أو ثمان سنوات كنت أشبه بـ"الاستعلامات" الكل يسألني أي الكتب تنصح فيها وما هو أفضل كتاب؟ والآن يكاد يعدم هذا الأمر، فبعض الأصدقاء أو القريبين جدا والذين يعرفون أنني قارئ يسألونني ما أحدث كتاب وأنا أعرف أن بعضهم مشغول لا يملك وقتاً فأساعده من وجهت نظري الكتاب هذا والكتاب هذا وذاك .


- كم ساعة تقرأ يومياً؟
اقرأ من 6 إلى 7 ساعات، فالكتاب عشقي، وفي الشهر أقرأ ما بين السبعة إلى الثمانية كتب، لأن اليوم فيه فن للقراءة مع خبره تتجاوز الأربعين سنة، وفي بعض الكتب تستطيع أن تقرأها بالصفحة، وأنا وصلت إلى هذه المرحلة وبعضها تقرأها بالسطر، وهي الآن تُدرس، من تجربة شخصية تستطيع أن تركز على الصفحة كاملة وتلتقط الكلمات من أول السطر، ومن النص، وتعرف المضمون، وبعض الكتب أعيد قراءة الصفحة الواحدة مرتين.


- هل عناوين الكتب هي من تجبرك على الشراء؟
أبحث عن الكتاب الذي يستفزني بالمحتوى، والذي قد يدفعني إلى أن أنمي معرفتي في تخصص ما أو توجه، والشهر الماضي انتهيت من قراءة رواية روائي جزائري "بن هدوقي"، وهو توفي منذ عشرين عاماً، وأجبرني أن أقرأ في تاريخ الجزائر حول القرية التي كانت تدور حولها الرواية، وأجبرني أيضاً أن أبحث عن بعض المفردات الشعبية الجزائرية، وهناك الكثير من الكتب التي استفزتني والذي استفزني كثير اًهو "هذا الإنسان" لعبدالله القصيمي، ليس استفزني بمعنى أزعلني..لا.. فهذا الرجل أبعد عنَا كل ما اكتشفناه من جديد، وبدأنا نعرف كم من الظلم الذي وقع عليه، ولم يُقرأ جيدا، وللأسف كتابه لم يحضر، وكنت أحضرته معي من الخارج، ولدي نسخة واحدة منه أحضرتها من الخارج، وبالمناسبة الملك عبدالله رحمة الله عليه عندما كان ولياً للعهد أصدر قراراً للجمارك بعدم مصادرة أي كتاب من مواطن سعودي مهما كان عنوانه طالما أنه شخصي، الأمر الثاني اتخذ قراراً  شجاعاً فقد استطاع معرض الكتاب أن يرقى بالكتب التي تُفسح، وليس بالضرورة أن تُفسح للمكتبات الداخلية، وهذه خاصة بالمعرض، وليس معنى ذلك أنه تمرير لكتب معينة،لأن الكتاب لم يكن في يوم أنه "كوبري"، وعمر الكتاب ما قتل أحداً أو فجَر في مكان، هو التنوير والحضارة والثقافة، لذلك منع الكتب ليس مبرراً أبداً، ولك أن تتخيل لو أن منزلك يضم أربع نوافذ وتغلقها ولا تفتح إلإ نافذة واحدة، عليه لن تجد تيار هواء يدخل الغرف ويعقمها وستتراكم الجراثيم والأتربة، لذلك الحُجَة لا تُقرع إلا بالحُجة، ولذلك الله سبحانه وتعالى عندما احتج سيدنا إبراهيم واستنكر "اتحيي الموتى"، طلب منه أن يأخذ خمس من الطير ويُقطِعها ويضعها على قمة الجبل، ثم يدعهم ويأتون إليك، إذاً هنا فكر، أخذ حجة بحجة، بينما الله قادر أن يوحي له أو يلهمه لا أن يجعلها نظرياً، وسياسة الحجب ترتب عليها خطورة كبيرة وأخرج لنا جيلاً سمي بزمن الصحوة وأنا أسميه زمن الغفوة!، لربع قرن كان التيار واحداً والتفكير واحداً ماذا كانت النتيجة شباب لا يتقبل الآخر، ليس الآخرين فحسب، بل أمه وأبه وأخه وأخته وجاره، والقرآن الكريم جاء بالتنوير يكفيك أول سورة نزلت هي "اقرأ باسم ربك"، والكتاب ليس خطراً، الخطر هو حجب الكتاب، نعم هناك مغرضون، وهناك أناس ضد الدين، وضد المملكة سياسياً،هناك أناس يسعون للتخريب، والكتاب وحده هو من يرد على هؤلاء، واليوم سياسة الحجب انتهت، فشبكات الإنترنت أصبح لديها جميع الكتب حتى وإن كانت هذه المواقع محجوبة ستجد برامج تلغي الحجب، ومن أهم الكتب التنويرية للعقول كتاب "المؤمن الصادق"، ترجمه المرحوم الدكتور غازي القصيبي، وأناشد صاحب السمو الملكي الأمير محمد بن نايف أن يطَلع على هذا الكتاب ويؤمن أكبر كمية لمركز الأمير محمد بن نايف للمناصحة.
 

أخبار قد تعجبك

No stories found.
صحيفة سبق الالكترونية
sabq.org