المدينة المنوّرة .. "سيّدة الدنيا" ومنطلق الدعوة المحمدية تحتضن "مجمع الحديث"

انبعثت من مشاربها أرقى حضارة إسلامية إنسانية فقد دعا لها الرسول الكريم
المدينة المنوّرة .. "سيّدة الدنيا" ومنطلق الدعوة المحمدية تحتضن "مجمع الحديث"

تتميّز المدينة المنوّرة عن غيرها من المدن، بأنها منطلق الدعوة المحمدية، ومنارة العلم والعلماء التي انبعثت من مشاربها أرقى حضارة إسلامية إنسانية، فقد دعا لها النبي - صلى الله عليه وسلم - فقال: "اللهم حبّب إلينا المدينة كما حبّبت إلينا مكة أو أشد، وبارك لنا في مُدِّها وصاعها".

يعود تأسيس المدينة المنوّرة، إلى ما قبل الهجرة النبوية بأكثر من 1500 عام، وعُرفت قبل ظهور الإسلام باسم "يثرب"، ويلقبها المسلمون بعد الهجرة النبوية بـ "طيبة الطيبة"؛ أول عاصمة في تاريخ الإسلام، وثاني أقدس الأماكن لدى المسلمين بعد مكة المكرّمة، كما تمّ اختيارها عاصمة الثقافة الإسلامية من قِبل المنظمة الإسلامية للتربية والعلوم والثقافة "اليونسكو"، وتمّ اختيارها أيضاً عاصمة للسياحة الإسلامية لعام 2017م، في ختام أعمال اجتماع وزراء السياحة في الدول الأعضاء لمنظمة التعاون الإسلامي.

تضم المدينة المنوّرة أقدم ثلاثة مساجد في العالم، من أهمها عند المسلمين، المسجد النبوي الشريف، ومسجد قباء؛ أول مسجد بُني في الإسلام، ومسجد القبلتيْن، وعديد من المساجد التاريخية والمعالم الإسلامية، وأُسست بها الجامعة الإسلامية، ومجمع الملك فهد لطباعة المصحف الشريف، وجامعة طيبة، وها هي اليوم تحتضن معلماً إسلامياً جديداً بعدما أمر خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبدالعزيز - حفظة الله - بإنشاء مجمع باسم "مجمع خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبدالعزيز آل سعود للحديث النبوي الشريف"، ويكون مقره المدينة المنوّرة.

وللمدينة المنوّرة حضورٌ في التاريخ الإسلامي ومكانة ثقافية وإسهاماتٌ إسلامية إنسانية، فهي مهوى أفئدة ضيوف الرحمن، وتحظى باهتمام ولاة الأمر في تطويرها وتوسع عمرانها، فقد شهدت خلال السنوات الماضية تطوراً في شتى المجالات بمتابعة من أميرها "أمير التنمية والإنسانية" الأمير فيصل بن سلمان، وذلك في تنفيذ عديد من المشاريع التنموية، من ضمنها تطوير المواقع الأثرية والاهتمام بها.

ووصفها الشاعر عبدالمحسن حليت؛ بأنها سيدة الدنيا، فقال فيها هذه الكلمات:

"أنا المدينـةُ من في الكــونِ يجهلُني

ومـــن تُــراهُ درى عـنّي وما شُــغـلا؟!

تتلمـذ المـجــدُ طــفـلاً عـند مـدرسـتي

حــتى تخـــرّجَ مـنها عــالـمـاً رجُــــلا

فتـحــتُ قلــبي لخــير الخـلــقِ قاطـبـةً

فلـم يُفــارقــهُ يومـاً مـنـذُ أن دخـــــلا

وصــــــرتُ ســـيـّدة الدُنـيـا بهِ شــرفاً

واسمي لكل حــــدود الأرضِ قد وصَــلا

ومسجــدي كان .. بل مــا زال أُمـنـيةً

تحــبـو إليهِ قـلــوبٌ ضــلــّتِ السُّــبـــلا

فكــلُ مـغــتــربٍ داويــتُ غـــربــتــهُ

مسـحــتُ دمــعــتــهُ حـوّلتها جـــــذلا

وفي هـــــواي مــلايــيــن تــنـــامُ عــلى

ذِكري وتصحو على طيفي إذا ارتحلا

تنافـسـوا في غــرامي أرسـلوا كُتباً

وأنفـقـوا عـندها الرُّكبانَ والرُّسُـلا

أنا المــنــوّرةُ الــفــيـحــاء ذا نـســبي

إذا البـدورُ رأتـنـي أطــرقَــتْ خـجــلا".

أخبار قد تعجبك

No stories found.
صحيفة سبق الالكترونية
sabq.org