أكد إمام وخطيب مسجد قباء بالمدينة المنورة، الشيخ صالح بن عواد المغامسي، أهمية ودور الابتعاث الخارجي، مثنيًا على حسن أخلاق المبتعثين، وداعيًا أسرهم للتواصل الهاتفي معهم لتخفيف غربتهم. كما أوصى المبتعثين بالمحافظة على أداء ثلاث ركعات في الليل.
جاء ذلك خلال لقاء جمع الشيخ المغامسي مؤخرًا بمجموعة من المبتعثين في إسبانيا، أكد فيه أن برنامج خادم الحرمين الشريفين للابتعاث الخارجي شأنه عظيم.
واستدرك: "لكن يجب أن يكون المبتعثون على قدر كبير من المسؤولية؛ لأنهم يقعون في ديار غربة ووحشة؛ فهم يحتاجون إلى من يعضدهم روحيًّا وجسديًّا". مشيرًافي هذا الصدد إلى أن التواصل الهاتفي مع والديهم وأسرهم يخفف كثيرًا من غربة المبتعثين.
وشدَّد المغامسي على أن المبتعثين مؤتمنون على أنفسهم؛ فأبواب الشهوات في بلاد الابتعاث كثيرة، ولا يمكن أن يضع الإنسان لها حدًّا.
وأثنى المغامسي على أخلاق المبتعثين بقوله: "نحن شهداء الله في أرضه. لم أرَ من هؤلاء الشباب إلا الخير، ولم أسمع منهم إلا ما تقر به العين، وتطمئن به النفس، ولا نزكيهم على الله".
ودعا المغامسي لعدم التركيز فقط على مظهر الإنسان، وقال: "ينبغي أن نترك النظر إلى مسألة المظهر، ولا يكون همنا قضية ما يرتديه الإنسان؛ لأن المظهر الذي عليه المبتعثون تجبرهم عليه أحوال لا تخفى. فمسألة التقوى في القلوب لا بد أن تعظَّم".
وعن أهمية قيام الليل للمبتعثين وغيرهم قال: "بيَّنا لهم أن الله – عز وجل - أكرم وأرحم من أن يخزي في النهار عبدًا قام له في الليل. وهذه نصيحتي لنفسي ولكل أحد".مضيفًا: "على الإنسان أن يحافظ قدر الإمكان قبل أن ينام على الصلاة ركعتين أو أربعًا، كما ثبت ذلك في السنة، وذلك غير الوتر الذي يقوم له بحيث تكون هذه الصلاة آخر عهده قبل أن يذهب إلى الفراش".
وأردف: "في تلك السجدات والأوقات يتضرع المؤمنإلى ربه، ويسأله من خيرَيْ الدنيا والآخرة، فيلقي الله عليه بهاء ونورًا وبصيرة إذا أصبح". موضحًا أن هؤلاء المبتعثين لما هم من الحالة والبلاد التي هم فيها - وكلنا فقراء إلى الله - يحتاجون معها - وكلنا ذلك الرجل - إلى نور من الله.
وتابع: نور الله يقتبس بالوقوف بين يديه، وحسن القيام بين يديه في الليل؛ فيُرزق الإنسان ضياء في النهار. موصيًا المبتعثين بالاجتهاد في الدراسة والانصراف إلى ما جاؤوا من أجله، وأن تكون لهم أمانٍ وأهداف،يجتهدون للوصول إليها.