"الناتو" يدشن مركزه الإقليمي في الكويت.. ما أبعاد الحدث على أمن الخليج؟

من أهدافه تمكين الناتو ودول المنطقة من مواجهة التحديات المشتركة وعلى رأسها الإرهاب
"الناتو" يدشن مركزه الإقليمي في الكويت.. ما أبعاد الحدث على أمن الخليج؟
تم النشر في

 شكّل تدشين حلف الناتو لمركزه الإقليمي في الكويت أمس الثلاثاء العديد من الإشارات القوية التي رأى المراقبون من خلالها ردوداً وتوجهات وتعزيزات أيضا سواء لموقف حلف شمال الأطلسي أو لأمن الخليج في ظل جوانب مرتبطة بانتخاب الرئيس الأمريكي الجديد دونالد ترامب وتصريحاته موخراً نحو الطرفين.
 
 في المؤتمر الصحفي لافتتاح المركز الإقليمي لمنظمة حلف شمال الأطلسي (الناتو) ومبادرة إسطنبول للتعاون قال الأمين العام للحلف "ينس ستولتنبرغ" :" افتتاح المركز حدث تاريخي. سيساهم بلا شك في تمكين الناتو ودول المنطقة من مواجهة التحديات المشتركة وعلى رأسها الإرهاب من خلال تقوية الشراكة في مجالات عدة".
 
مواجهة التحديات المشتركة:
مضيفاً:" إقامة مركز إقليمي للحلف في الكويت هو مثال على قدرة الحلف على التكيف في مواجهة التحديات الجديدة وكيفية العمل مع دول الخليج العربي. الأمر لا يتعلق بتعاون عسكري كامل أو ضمانات أمنية كاملة بل هي شراكة ودية في منطقة الخليج. الحلف سيستفيد من التعاون مع دول الخليج كون الجميع يواجهون التحديات نفسها من إرهاب وهجمات إلكترونية وعدم استقرار المنطقة."

  بدوره قال وزير الخارجية الكويتي الشيخ صباح الخالد الصباح: "إنشاء المركز سوف يعزز التعاون المشترك، الذي تتعدد أشكاله. هذا التعاون سوف يتطور في مجالات عدة منها التحليل الاستراتيجي والتخطيط للطوارئ والتعاون بين الأجهزة الأمنية لمواجه الأخطار وعلى رأسها الإرهاب. وتسعى دول المنطقة والناتو لتجفيف منابع الإرهاب كون المركز لبنة أساسية في مجال تعزيز الأمن والسلم الدوليين. الطرفان يتقاسمان مبادئ مشتركة لتعزيز السلم".  
  
مبادرة إسطنبول:
  من جهته يقول مساعد وزير الخارجية لشؤون أوروبا وليد الخبيزي: "احتضان الكويت لأحد مقار حلف شمال الأطلسي ، مبينا أنه يعبر عن اهتمام الحلف بأمن الكويت والمنطقة، مشيرا إلى الناتو طرح فكرة إقامة مركز في الكويت التي رحبت بدورها بهذه الفكرة وأبدت استعدادها لافتتاح هذا المركز الإقليمي".
 
 وأضاف:" يأتي انضمام الكويت إلى مبادرة إسطنبول للتعاون في عام 2004 استجابة لإيمانها بأهمية تعزيز العمل المشترك القائم مع حلف شمال الأطلسي حيث تعد اوجه التعاون مع الحلف متشعبه وعديدة وآخذة بالنمو والتصاعد في مجالات عدة كالتحليل الاستراتيجي والتخطيط للطوارئ المدنية والكوارث الطبيعية والدبلوماسية العامة".
 
 من جانبه قال النائب الكويتي أحمد الفضل :"هذه الخطوة تعزز من أمن الخليج وتربطه بأمن دول الناتو وتفتح مجال التعاون على عدة أصعدة خاصة في محاربة الارهاب والتخطيط الاستراتيجي".
 
موقف ترامب:
 إنشاء المركز يرى العديد من المتابعين أنه يأتي رداً على ما أعلنه الرئيس الأمريكي الجديد ترامب من رغبة في فك الارتباط بالحلف مبرراً بأن الولايات المتحدة تتحمل العبء الأكبر عن الحلفاء داخله.
 
 كما سبق وصرح: "قلت من وقت طويل إن الحلف الأطلسي يواجه مشاكل. أولاً، تخطاه الزمن لأنه صمم قبل سنوات مديدة ولأنه لم يعالج الإرهاب. وثانياً، الدول (الأعضاء) لا تدفع ما يترتب عليها".
 
 وفي مقابلة مع صحيفة (تايمز أوف لندن) قال ترامب إن الكثير من الدول الأعضاء في الحلف لا تسهم بنصيب كاف في العبء المالي الذي تتحمله الولايات المتحدة لحمايتها". 
 
خدمات المركز:
  ومن المنتظر أن يقوم المركز الإقليمي وفقا لمصادر في جهاز الأمن الوطني بتقديم خبرات الحلف في المجالات العلمية والتدريبية والفنية المختلفة، وتسهيل عملية تطبيق برنامج الشركاء للتعاون الفردي الخاص بدولة الكويت.
 
 كما سيقوم ممثلو أعضاء حلف الناتو داخل المركز الاقليمي بمهام التدريب والاستشارات التخصصية في كافة المجالات الفنية التي يقدمها الحلف للجهات الحكومية في الكويت والدول الخليجية الأعضاء في "مبادرة اسطنبول للتعاون" تحت إشراف الكويت ممثلة بجهاز الأمن الوطني الذي يتولى إدارة المركز.
 

 هذا فيما تشمل المجالات التدريبية التي سيقدمها المركز خلال المرحلة الأولى: الأمن الالكتروني وإدارة الأزمات وأمن الطاقة والحوادث والطوارئ الكيماوية والبيولوجية والإشعاعية والنووية والتخطيط للطوارئ المدنية.
 
 يذكر أن المركز الذي دشن يأتي بناء على مبادرة اسطنبول للتعاون التي أطلقها زعماء دول الحلف الأطلسي (ناتو) في العام 2004 وتهدف إلى تعزيز الروابط الأمنية بين الحلف ودول الشرق الأوسط، وخصوصا دول الخليج.

أخبار قد تعجبك

No stories found.
صحيفة سبق الالكترونية
sabq.org