أكد الدكتور خالد النمر، استشاري وأستاذ أمراض القلب وقسطرة الشرايين، زميل كلية أمراض القلب الأمريكية، أن رفع نظام الضريبة الانتقائية على مشتقات التبغ بنسبة 100 % الذي وافق عليه مجلس الشورى تمهيدًا لرفعه لمجلس الوزراء لإقراره ستُساهم بشكل كبير بالحد من أضراره الصحية.
وأضاف "النمر" أن هناك توجهًا دوليًا تقوده منظمة الصحة العالمية لزيادة الضرائب على المواد التي تسبب الأمراض المزمنة مثل التدخين ومشروبات الطاقة والمشروبات الكحولية (في الدول التي تسمح بها)، وذلك لبناء مجتمعات صحية أكثر وتقليل الإنفاق الصحي في علاج الأمراض المزمنة التي تنتج من تلك العادات غير الصحية.
وتابع: "طلبت منظمة الصحة العالمية من جميع حكومات العالم رفع الضرائب على السجائر من أجل مكافحة التدخين فمن خلال رفع الضرائب على التبغ بنسبة 50 % على الأقل سيقل عدد المدخنين في العالم بنحو 49 مليون شخص في السنوات الثلاث القادمة".
وأردف: "أشارت كثير من الأبحاث إلى أن رفع الضرائب على السجائر والتبغ بنحو 10 % فقط سيساعد في الحد والتقليل من أعداد المدخنين في الدول مرتفعة الدخل بنسبة تصل إلى 4 % لتتضاعف هذه النسبة في الدول المتوسطة ومنخفضة الدخل إلى 8 %، فبالتالي عند رفع الضريبة على السجائر سيقل عدد المدخنين، وكذلك سيقل استهلاك من لم يقلع منهم ومن أقلع تكون فرصة عودته أقل، وكذلك تكون فرصة من لم يبدأ أقل في بدء التدخين".
وأشار إلى أنه يعد صحيًا واقتصاديًا رفع الضرائب على السجائر والتبغ من أكثر الوسائل فعالية للحد من أعداد المدخنين ومكافحة التدخين وبالأخص بين فئة الشباب، ومثال ذلك أنه قامت الحكومة الكندية في الفترة ما بين 1982-1999 بزيادة الضرائب على التبغ بنحو 500 %، الذي أدى بدوره إلى انخفاض 40 ٪ في نصيب الفرد من استهلاك السجائر، كما انخفضت عادة التدخين بين الشباب بنسبة تصل إلى 60 %، وارتفعت في الوقت ذاته عائدات وإيرادات الدولة بنسبة 240 %.
وذكر "النمر" أن آخر دراسة حديثة قامت بها جامعة واشنطن بالتعاون مع وزارة الصحة، وكانت الدراسة في عام 1436 هـ على 10 آلاف سعودي أعمارهم فوق 15 سنة، وكان معدل التدخين 12.2 %، وسبقتها دراسة عام 1428 هـ أن نسبة المدخنين بالفئة نفسها 19 %، ثم انخفضت النسبة في عام 1431هـ إلى 14 %، ثم أتت الدراسة الحديثة عام 1436هـ بـ12.2 % أغلبهم من الرجال و1 % من النساء ومتوسط المدخن السعودي 19 سنة.
وأكد أن ضرائب التبغ تلك خطوة فعّالة في الحد من التدخين وآثاره، بالإضافة إلى منع التدخين في الأماكن العامة، وتشديد الرقابة على بيع السجائر لمن هم دون الـ 18 من العمر، وزيادة الوعي بين المدخنين بأضراره الصحية.