- حملة خادم الحرمين العاجلة للشعب اليمني لمساعدة الفقراء والمحتاجين رصد لها 54 مليون ريال لتلبية احتياجات 45 ألف أسرة فقيرة شهرياً.
- جائزة الملك فيصل العالمية حفرت اسمها في سجل التميز والأوائل بين الجوائز العالمية الكبرى لمصداقيتها وبعدها عن الأهواء السياسية.
- الإعلام الغربي يتجاهل عن عمد استضافة السعودية لمئات آلاف اللاجئين السوريين.
- العنصر الغربي هو المسيطر على الأمم المتحدة فكريًّا ووظيفيًّا ومكانيًّا.
- إغلاق مكاتب الندوة له بالغ الأثر في انخفاض مواردها المالية وبرامجها ومناشطها.
- النشاط الإغاثي والإنساني للندوة وغيرها من المؤسسات الدولية مرتبط بحاجات المسلمين ومعاناتهم.
تصوير- فايز الزيادي : قال الأمين العام للندوة العالمية للشباب الإسلامي الدكتور صالح بن سليمان الوهيبي إنالمسؤولية على المنظمات الإسلامية يتعاظم دور بلدانها التي تصدت للإرهاب والتمدد الصفوي. وأشار إلى ضعف الإعلام العربي والعالمي في تسليط الضوء على عمليات الإغاثة والإيواء التي قامت بها السعودية، والبلدان العربية والإسلامية والمؤسسات الإنسانية الإسلامية. وعن إغلاق مكاتب الندوة قال: له بالغ الأثر في انخفاض مواردها المالية وسينعكس ذلك بالضرورة علي مناشطها وما تقدمه من دعم .
أسئلة كثيرة ومحاور عدة طرحتها "سبق" في حوارها مع الأمين العام للندوة العالمية للشباب الإسلامي الدكتور صالح بن سليمان الوهيبي؛ فإلى تفاصيله:
** بعد مرور (45) عاما على انشاء الندوة، ما رؤيتكم لهذه المنظمة في ظل أوضاع دولية متأزمة بالنسبة للعمل الإنساني الإسلامي؟
-أولا أشكركم على إعطائي هذه الفرصة للحديث عن الندوة العالمية التي شهدتُ آنذاك -من دون قصد- ولادتها. وها نحن اليوم نرى الندوة وقد مر عليها خمسة عقود من الزمن. فنحمد الله على توفيقه ونسأله تعالى الرحمة والرضوان لكل من أسهم في إنشائها ودعم مسيرتها على أي نحو. وأنا أشعر أن المسؤولية على الندوة والمنظمات الإسلامية في تعاظم بتعاظم دور بلداننا التي نراها اليوم تتصدى للإرهاب وللمخططات الصفوية التي تهدد أمن المنطقة واستقرارها. فالعمل أمامنا كبير والمتطلبات أكبر سواء فيما تقدمه الندوة من برامج وأنشطة ومساعدات أو فيما تقوم به من تحسين لأدائها ورفع مستوى العاملين فيها, إلى غير ذلك.
** يلاحظ أن نشاط الندوة الإغاثي قد ازداد في السنوات الأخيرة, فلماذا كل هذا الاهتمام؟
- النشاط الإغاثي والإنساني للندوة وغيرها من المؤسسات الدولية مرتبط بحاجات المسلمين ومعاناتهم. ولا يخفى عليكم ما تمر به المنطقة من اضطرابات واقتتال وما نتج عن ذلك من تزايد لأعداد المشردين واللاجئين والنازحين. كل ذلك ساهم في الضغط علينا لتقديم المزيد من الإغاثة. والمسلمون في مختلف أنحاء المعمورة يتطلعون إلى الندوة وهيئة الإغاثة باعتبارهما مؤسستين منطلقتين من بلاد الحرمين مما يضاعف شعورنا بالمسؤولية.
إضافة إلى ذلك فإن الأوضاع المأساوية التي يعيشها كثير من المسلمين وما تبثه وسائل الإعلام المختلفة من صور مروعة دفعت المتبرعين وأهل الخير من الرجال والنساءللتوجه إلى المؤسسات الموثوقة كالندوة العالمية، وهيئة الإغاثة للتبرع ومد يد العون للمحتاجين والمشردين واللاجئين والمحاصرين. ونحن في الندوة مع حرصنا على التوازن في برامجنا يصعب علينا تجاهل رغبات عموم المتبرعين؛ ونحسب أن عدم التفاعل مع معاناة المسلمين سيفقد الندوة مصداقيتها. ونحمد الله أن الندوة اليوم تمتلك خبرة جيدة في العمل الإغاثي والإنساني, ولها جهود مشهودة في مناطق عديدة من العالم.
** شاركت الندوة العالمية في تنفيذ حملةخادم الحرمين الشريفين لإغاثة اليمن، هل سلطتم الأضواء علىهذه الحملة ؟
- نظرا لما تملكه الندوة من خبرات في مجال العمل الإغاثي فقد قامت في عام 1436هـ /2015م – بمشاركة هيئة الإغاثة الإسلاميةالعالمية والإغاثة الإسلامية عبر القارات ببريطانيا- بتنفيذ حملة خادم الحرمينالشريفين العاجلة للشعب اليمني لمساعدةالفقراء والمحتاجين. وكان المبلغ المرصود لها آنذاك (54) مليون ريال لتلبية الاحتياجاتالملحة من المواد الغذائية لقرابة (45) ألفأسرة فقيرة شهرياً في مختلف المحافظاتاليمنية. وفي تلك الظروف العسكرية المعقدة تحركت الحملة الإغاثية العاجلة فوُزعتسلال غذائية ومساعدات طبية وسياراتإسعاف ومساعدات للأسر المهجَّرة، وصُرفت مكافآت مؤقتة للكادر الصحي من أطباء وممرضين وطاقم فني. وتم ذلك بالتنسيق مع"عاصفة الحزم" ومركز الملك سلمان للإغاثة والعمل الإنساني لضمان وصول هذهالمعونات إلى المستحقين وفق خطط وآليات شاملة. هذا عدا ما قدمته الندوة منمساعدات إغاثية للجمعيات اليمنية الأعضاء لديها أو المتعاونة معها في مناطق عديدة في اليمن.
كما شاركت الندوة بفعالية في مؤتمرإسطنبول الأول لإغاثة الشعب اليمني، حيث تنادى جمع من المنظمات الإغاثية إلى مؤتمردولي تحت شعار "هم مني وأنا منهم"،وقدمت خلال المؤتمر وعود بتبرعات لإغاثة الشعب اليمني بلغت قيمتها 190 مليوندولار. وقد شكل المشاركون في المؤتمر لجنةللتنسيق مع الاتحاد الإنساني للإغاثة ومنظمة التعاون الإسلامي لمتابعة التعهداتالتي أعلن عنها في المؤتمر.
** فيما يخص أعداد اللاجئين السوريين الذين استضافهم العالم الغربي مقارنة بتركيا أو الأردن أو السعودية، نجد أن هناك فرقًا كبيرًا في الأعداد، فهل المؤسسات الإسلامية في الإعلام غاب دورها أو غُيب؟
-بدايةً أحب أن أؤكد أن قضية اللاجئين اليوم أصبحت قضية تقض مضاجع معظم دول العالم. والعالم يجني ثمرة السياسات الدولية الخاطئة في المنطقة. والجمعيات والمؤسسات الشعبية والرسمية هي التي تكتوي بنار هذه السياسات في شقهاالإنساني والتنموي.
وقد أشرتَ أنت في سؤالك إلى حقيقة مهمة وهي أنك ترى الدول الإسلامية كالأردن ولبنان والعراق وتركيا مثلا وهي في الجوار السوري، ثم الدول الأخرى كالسعودية ومصر قد استضافت ملايين من الإخوة السوريين. وعلى رغم أنها تضم الآن ملايين اللاجئين إلا أن هناك تجاهلا مريبا لوسائل الإعلام ويمر ذكرها مرّ السحاب!! أما حينما خرج بضعة آلاف من هؤلاء إلى دول الغرب فقد بدأ التركيز الإعلامي على قضيتهم وصارت قضية اللاجئين تقض المضاجع!!
أما غياب صوت الجمعيات الإسلامية في الإعلام فهو جزء من التقصير العام في التعريف بعملية الإيواء الكبرى التي قامت بها البلاد الإسلامية. الكل يعلم أن السعودية لديها سوريون لكن المملكة لم تعلن عن ذلك بالأرقام، بينما تجد أن الإعلام الغربي يعلن عن ذلك مع تضخيم للقضية وتحويلها إلى قضية رأي عام مع أن أرقام اللاجئين التي وصلت للدول الغربية لا تقارن بتلك التي وصلت لدول الجوار والدول العربية الأخرى.
** من المعلوم أن الندوة العالمية عضو في هيئة الأمم المتحدة, أي أنها تتعامل مع مؤسسات دولية مختلفة.. هل توجد تحديات بسبب هويتها الإسلامية؟
-لا بد أن ندرك أن الأمم المتحدة أنشأتها دول من بينها السعودية التي تعد (دولة مؤسسة) وليست مجرد عضو. لذلك الأمم المتحدة ومنظماتها وما يندرج تحتها هذه كلها منظمات دولية يجب أن ندخل فيها ونأخذ نصيبنا منها. أما في الواقع فهناك ضعف للوجود العربي والخليجي على وجه الخصوص في المنظمات والهيئات المنبثقة عن هيئة الأمم المتحدة. من الواضح أن العنصر الغربي هو المسيطر على الأمم المتحدة فكريًّا ووظيفيًّا ومكانيًّا. انظر مثلاًإلى كل المكاتب الرئيسة للمنظمات الأممية تجدها في أوربا والولايات المتحدة!!
والهيئات الإسلامية خلال السنواتالماضية قامت بدور لا بأس به في مناقشة بعض المشروعات الأممية خاصة المتعلقة بالسكان والمرأة وقضايا الأسرة وأبدت تحفظها على بعض القرارات والتوصيات التي لا تتفق والقيم السائدة في المجتمعات الإسلامية، وأدت هذه الجهود ثمارها و برز من خلال المداولات تكتل إسلامي ضد بعض التوجهات, وتولد شعور بالقلق إزاء بعض المواقف الإسلامية.
**هل المنظمات الإسلامية بحجم الندوة العالمية للشباب الإسلامي تمتلك أو تضع مواثيق تلزمها بالتنسيق مع بعضها فيما يخص برامجها الإغاثية؟ وما أوجه العمل المشترك بين هذه المؤسسات؟
-ليس هناك مواثيق ملزمة, بل هنالك ضرورات على الأرض توجب التنسيق مع عدة جهات حكومية وأممية ومنظمية. ففي اليمن مثلاً لما بدأت حملة خادم الحرمين الشريفين لم تتدخل المملكة تدخلا مباشرًا في العمل,بل قسمت اليمن ثلاث مناطق ووزعت هذه المناطق على ثلاث جمعيات كما ذكرت آنفا، إلى أن قامت حملة عاصفة الحزم. مثل هذا التنسيق قائم الآن فلو نظرنا إلى اليمن سنجد العمل يتم بالتنسيق مع منظمات محلية عديدة. فنحن لا نفرض التنسيق لكنه ينبع من الحاجة وهو ما يحصل الآن في اليمن وسوريا وغيرهما.
** ما الذي حققته الندوة من إنجازات خلال مشوارها الحافل ( 45 سنة منذ التأسيس) على المستوى المحلي والعربي والعالمي؟
-قدمت الندوة خلال مسيرتها التي امتدت (45) عاماً ـ وما زالت ـ مساعداتها الإنسانية والإغاثية والتعليمية عبر مكاتب لها في بلدان مختلفة، أو عبر جمعيات محلية.
ومن الصعوبة حصر ما قدمته الندوة خلال (45) عاماً في كل قارات العالم، لكن يمكننا أن نشير إلى آلاف المنح الدراسية والمشروعات التعليمية، والبرامج الشبابية من ملتقيات ومنتديات ودورات تأهيلية.وأقامت عدداً كبيراً من المؤتمرات وحلقات النقاش التي تعالج مشكلات الشباب، وتلامس همومهم. كما حفرت آلاف الآبار لتوفير الماء للقرى والأرياف. وأقامت المشروعات الصحية لرعاية المرضى والنازحين، وبنت آلاف المساجد والمراكز الإسلامية حول العالم. وكفلت مئات الآلاف من الأيتام، وأسهمت في إدخال البسمة على شفاه الآلاف من الأسر الفقيرة في أرجاء مختلفة من العالم. كما نفذت الكثير من المشروعات الإغاثية والتنموية والإنسانية.كما أسهمت في طباعة ملايين النسخ من القرآن الكريم، وترجماته. وقدمت برنامجاً متميزاً لنشر العربية. وهناك الكثير من الإنجازات الأخرى التي لا يتسع المجال لذكرها.
** تعتبر جائزة الملك فيصل العالمية واحدة من الجوائز العالمية الكبرى ذات الأهمية العلمية.. ما سر التفوق المستمر لمرشحي الندوة وحصدهم لجوائزها؟
-فعلا, جائزة الملك فيصل العالمية حفرت اسمها في سجل التميز والأوائل بين الجوائز العالمية الكبرى لمصداقيتها وبعدها عن الأهواء السياسية. وكما هو معلوم فإن الترشيح للجائزة تقوم به الجامعات والمؤسسات الثقافية والفكرية في العالم. والندوة العالمية لما لها من حضور في الأوساط الإسلامية والأكاديمية وعلاقاتها المتميزة مع النخب المثقفة وصناع القرار في البلدان المختلفة عبر مكاتبها المنتشرة في القارات الستتتقدم بمرشحيها كغيرها من المؤسسات الأخرى، ولمعاييرها الدقيقة في اختيار المرشحين كان للندوة العالمية - ولله الحمد والمنة- نصيب الأسد في الجوائز الممنوحة في فرع (جائزة الملك فيصل العالمية لخدمة الإسلام). وكان آخرمرشحي الندوة الذين نالوا الجائزة معالي الشيخ الدكتور صالح بن عبدالله بن حميد المستشار بالديوان الملكي وإمام وخطيب المسجد الحرام. فالحمد لله على توفيقه.
** صدر قرار من الجهات المختصة بإغلاق عدد من المؤسسات ذات الصبغة العالمية، ومن بينها مكاتب الندوة العالمية، هل لقرار إغلاق مكاتبكم في الداخل تأثير مباشر على مناشطها واستمراريتها؟
-أبداً ليس هناك تعتيم متعمد على ذلك؛ فقد قمنا بإبلاغ مكاتبنا في الداخل والخارج ومحبي الندوة وداعميها فور علمنا بقرار الإغلاق. ولا بد أن أشير هنا أن الإغلاق أُرجع لعدم حصول هذه المكاتب على الأذونات المتوافقة مع اتفاقية المقر بحسب ما تراه الجهات الرسمية. وتعلمون أن الندوة ووزارة الخارجيةبالمملكة العربية السعودية وقعتا (اتفاقية مقر) في 16/4/1434هـ. وتنص الاتفاقية على ضرورة تصحيح أوضاع المكاتب التي ليس لديها تراخيص. ومع أن جل مكاتب الندوة تعمل بموجب تصاريح صادرة عن جهات عليا بالدولة من بينهمأصحاب السمو الملكي أمراء المناطق أو نوابهم. واستجابة لاتفاقية المقر رفعت الندوة في عام 1435هـ قائمة بمكاتبهاالداخلية مع بيان الترخيص وجهة الإصدار لكل مكتب, ولكن ذُكر لنا لاحقا أن اتفاقية المقر نسخت كل التراخيص السابقة لها. وبناء على ذلك تقدمت الندوة مؤخرا بطلبات لمقام وزارة الخارجية للحصول على التراخيص اللازمة لمكاتبها الرئيسة بصفة أولية.
أما تأثير الإغلاق على عمل الندوة فكبير؛ فنتوقع أن ينخفض الدخل والنشاط الخارجي وما تقدمه الندوة من دعم. ويؤسفنا أن يحصل ذلك في وقت تشتد فيه الهجمة على بلادنا وقيمنا, لكن نحن على يقين أن الندوة باقية بحول الله وستعمل بكل مهنية واقتدار لخدمة ديننا ووطننا وأمتنا. نسال الله أن يحفظنا ويحفظ بلاد الحرمين ويوفق قادتها لكل خير. وأود أن أطمئن شركاءنا الداعمين والمحبين وأهل الخير أن الندوة تعمل بصورة نظامية في كل الدول التي يوجد لها فيهاعمل, ولم تكن يوماً -بحمد الله-في أي قائمة تصنيف.
** ما الأسباب الحقيقية لإغلاق مكاتب الندوة الفرعية، وما مدى صدق الاتهامات بقربها من جماعات الاخوان المسلمين؟
أسباب الإغلاق – بحسب ما أفاد به بعض المسؤولين- هو حاجة المكاتب إلى تراخيص جديدة نظرا لأن اتفاقية المقر التي وقعتها الندوة العالمية للشباب الإسلامي مع حكومة السعودية -حسب إفادتهم-نسخت ما سبقها من تراخيص، علما بأن تلك التراخيص كما ذكرت-صادرة جهات رسمية عليا ولم يكن لدى الندوة علم بمسألة النسخ. ومع ذلك بادرت الندوة على الفور بالرفع إلى مقام وزارة الخارجية بطلبات لاستخراج تراخيص لمكاتبها الرئيسة بالمملكة ونحن بانتظار ما سيتم بهذا الشأن.
أما عن قرب الندوة من جماعة الإخوان فهذا ليس صحيحا على الاطلاق فالندوة مؤسسة سعودية أنشئت بأمر من الملك فيصل رحمه الله وتعمل منذ إنشائها في خدمة العقيدة الإسلامية الصحيحة المتسمة بالوسطية والاعتدال وفقا لسياسة المملكة وتوجهاتها. وهي في جميع مناشطها وبرامجها تنأى بنفسها عن أي تجاذبات سياسية أو حزبية. ومن السياسات المستقرة لدى الندوة عدم التدخل في الخيارات السياسية أو الفقهية للدول التي تعمل بها. فالندوةبكل وضوح وشفافية تعد مؤسسة نفع عام تعمل في خدمة الشباب المسلم وتنشئتهم على مبادئ الدين الإسلامي الحنيف كما جاءت في الكتاب والسنة النبوية المطهرة, دون النظر إلى أي توجهات سياسية أو حزبية من شأنها تفتيت الأمة إلى كيانات متصارعة. هذا ما ندين به وما نتعبد الله به ونسأل الله الإخلاص والقبول.
أما ما يشاع عن قرب الندوة لجماعة الإخوان فقد يعود إلى أسباب موضوعية تتعلق بتاريخ إنشاء الندوة حيث من المعلوم أنها أنشئت في عهد الملك فيصل يرحمه الله وفي ظل سياسة المملكة الداعية إلى التضامن الإسلامي بهدف أساسي هو حماية الشباب المسلم من التيارات الفكرية المنحرفة السائدة آنذاك وخاصة المد القومي الناصري. وتزامن ذلك مع استضافة حكومة المملكة للكثير من قيادات الإخوان المسلمين الفارين من بطش الأنظمة القومية والبعثية في كل من مصر والعراق والشام. وربما عمل بعض المنتسبين لجماعة الإخوان في وظائف إدارية في الندوة ضمن عشرات الموظفين الآخرين ولم يكن لهم أي دور في رسم سياسات الندوة أو توجهاتها. فالمتابع المنصف لمناشط الندوة وبرامجها يدرك دون شك أنها تدار من قبل كوادر وطنية مخلصة لهذه البلاد وقادتها وأن هدفها هو تنشئة الشباب على مبادئ الوسطية والاعتدال في ظل توجهات ولاة الأمر وعلمائنا الأجلاء حفظهم الله جميعا ونصر بهم الدين.
** ما مستقبل العمل الإغاثي الاسلامي؟
أنا متفائل وأعتقد أن مستقبل العمل الإغاثي مشرق بإذن الله؛ فحاجة الناس للعمل الإغاثي الإسلامي في تزايد ونشاطه في ارتقاء وعدد مؤسساته في تكاثر سريع حتى في بلاد الأقليات المسلمة. وأحسب أن العقود القادمة ستشهد حضورا كبيرا للمؤسسات الإسلامية في مجال الإغاثة والعمل الدوليين. وأمام العاملين في المجال الإغاثي الإسلامي تحديات كبيرة تتعلق باستيفاء المتطلبات اللازمة للدخول في منظومة العمل الإغاثي الدولي المؤسسي واكتساب المزيد من الخبرات التي من شأنها الارتقاء بالعمل الإغاثي الإسلامي ليصبح قادرا على سد الاحتياجات المتزايدة للشعوب الإسلامية.
** لماذ لا تدمج الكثير من المنظمات الاسلامية ذات التوجه الواحد في منظمة واحدة قوية؟
المشكلة ليست في التعدد؛ إذ التعدد يخلق جوا من المنافسة الإيجابية التي من شأنها تجويد العمل؛ وربما يفهم منالاندماج إلغاء الآخر. والأفضل في رأيي هو تعزيز التنسيق في ميادين العمل؛وهذا يعمل به الآن ويمكن النظر في تطويره. وعلى العموم فعدد الجمعيات الإسلامية ليس بالكثير مقارنة بمثيلاتها في الدول المتقدمة. خذ مثلا أننا لو جمعنا عدد الجمعيات في العالم الإسلامي لما ساوت في عددها عددالجمعيات في بلد واحد, وهو أمريكا!
** لماذا تكون شُبَه الانتماءات السياسية تحاصر المنظمات الاسلامية العالمية دون غيرها؟
السبب في ظني هو بعض البلدان المسلمة التي لا تمنح المنظمات حرية كافية للتحرك, بل قد تتدخل في تعيين ممثليها وفي برامجها. وعلى أي حال, هنالك في البلاد الديمقراطية تهم لمنظمات كبيرة أنها تدعم توجها سياسيا ما. بل إن بعضها -كما يشاع-أداة في يد الحكومة تنفذ بها ما لا تستطيع تنفيذه مباشرة. وأرى أنه ينبغي للمنظمات أن تنأى بنفسها عن أي عمل سياسي وتركز جهودها على تحقيق الأغراض الخيرية والإنسانية التي قامت من أجلها. كما أن على الحكومات أن تمنح الجمعيات هامشا واسعا للتحرك في مجال عملها.