انطلاق مؤتمر "الإعلام والإرهاب.. الوسائل والإستراتيجيات"

"ابن معمر": الحوار ضرورة لمكافحة الإرهاب والتطرف الفكري
انطلاق مؤتمر "الإعلام والإرهاب.. الوسائل والإستراتيجيات"

شارك الأمين العام لمركز الملك عبدالعزيز للحوار الوطني والأمين العام لمركز الملك عبدالله العالمي للحوار بين أتباع الأديان والثقافات "فيصل بن عبدالرحمن بن معمر" في المؤتمر الدولي الثاني "الإعلام والإرهاب.. الوسائل والإستراتيجيات" الذي تنظمه جامعة الملك خالد خلال الفترة 7- 9 ربيع الأول الموافق 6-8 ديسمبر 2016م.

وقدّم "ابن معمر" ورقة عمل تناولت دور الحوار في مواجهة التطرف والإرهاب على ضوء تجربة مركز الملك عبدالعزيز للحوار الوطني، ومركز الملك عبدالله العلمي للحوار بين أتباع الأديان والثقافات.

وتحدث الأمين العام عن الدور الحقيقي للحوار في مواجهة الفكر المتطرف، وذلك في سياق الحديث عن إشكالية العلاقة بين التطرف والسلوك الإرهابي، مستعرضًا المُسَلَّمات التي ينطلق منها مبدأ الحوار ومقارنتها بمسلمات الخطاب الفكري للجماعات الإرهابية.

وتطرق إلى دور الحوار على كافة المستويات في مواجهة دعوات الغلو والتطرف، مستشهدًا بالتجارب الفعلية لمركز الملك عبدالعزيز للحوار الوطني، ومركز الملك عبدالله العالمي للحوار بين أتباع الأديان والثقافات، ودور الإعلام التقليدي والجديد في مواجهة دعوات التطرف والإرهاب.

وقال: "الحوار هو عملية تواصل بين طرفين أو أكثر في سبيل تحقيق فهم مشترك حول قضية معينة مختلف عليها؛ فالحوار هو إحدى أدوات إدارة الاختلاف، وتحقيق التفاهم المشترك بين أطراف مختلفة في المجتمع؛ فالحوار هو البديل الناجح عن الصراع والتناحر". وذكر أن عملية التواصل التي نطلق عليها حوارًا تكشف مدى ثراء وتعقيد وتعدد أبعاد التجربة الإنسانية، ومحدودية عقل الفرد الواحد في فهمها واستيعابها".

وأضاف: "التطرف والإرهاب ليسا حكرًا على دين أو أيديولوجية أو جماعة معينة؛ فتاريخ العالم يشهد على أن نزعات التطرف توجد لدى أتباع الأديان السماوية وغير السماوية، كما توجد في الحركات القومية، والمذاهب الفكرية المختلفة".

وأردف: "الحوار هو إجراء وقائي يستهدف الفكر بالدرجة الأولى؛ فمن خلال الحوار يمكن تفكيك وبيان زيف وسذاجة المشروعات الفكرية المتطرفة بصرف النظر عن مضمونها؛ فبيئة الحوار هي المجال الذي تنكشف وتتهاوى فيه دعوات التطرف والغلو".

وتابع: "من خلال الحوار يمكن كشف تهافت وسذاجة الخطاب الفكري للجماعات الإرهابية، وتقليص قدرة هذه الجماعات الإجرامية على حشد الأتباع".

وقال "ابن معمر": "أخطر مفهوم استخدمه منظِّرو الجماعات الإرهابية، وجعلوا منه سببًا لقتل الناس وإزهاق الأرواح البريئة، هو: مفهوم التكفير؛ فهذا المفهوم له ضوابط شرعية، وشروط وموانع تتعلق به، ويتأثر بها، وشبهات قد تبطل أحكامه وتمنع من تنفيذها".

وأضاف: "كل تلك المفاهيم إذا ما تم فهمها وفق معايير المنهج الشرعي العلمي والوعي الموضوعي بحقائقها المعرفية لا الأيديولوجية، فلن تكون وسائل للقتل والموت والخراب بأيدي المتطرفين".

وشدد على أن دور الحوار في مواجهة دعوات التطرف والعنف سيكون أكثر فعالية في إطار إستراتيجية شاملة ومتكاملة لمواجهة آفة التطرف والإرهاب.

ودعا إلى ضرورة إدماج مبدأ الحوار في وسائل الإعلام الجديد لمواجهة خطاب جماعات العنف والتطرف على شبكة الإنترنت، ووضع ميثاق شرف يهدف إلى ترسيخ آداب الحوار وترشيده على شبكات التواصل الاجتماعي.

أخبار قد تعجبك

No stories found.
صحيفة سبق الالكترونية
sabq.org